<![CDATA[
خلفية تاريخية
في أوائل الخمسينيات من القرن العشرين، أدركت وزارة الطيران البريطانية الحاجة إلى طائرة قادرة على تجاوز السرعة والارتفاع الحاليين للقاذفات السوفيتية. في ذلك الوقت، كان يُنظر إلى القاذفات على أنها الوسيلة الرئيسية لتسليم الأسلحة النووية، وبالتالي كان من الضروري أن يكون لدى المملكة المتحدة وسيلة رادعة قابلة للحياة. بدأت شركة أفرو في دراسة تصميمات مختلفة في عام 1954، مما أدى إلى تقديم التصميمات الأولية للأفرو 730 في عام 1955. كان من المتوقع أن تحل الأفرو 730 محل القاذفات “الـ 3 V” (Vickers Valiant، Handley Page Victor، Avro Vulcan) الحالية.
التصميم والمواصفات
كانت الأفرو 730 مصممة لتكون طائرة متطورة للغاية. كان من المتوقع أن تصل إلى سرعة ماخ 3 على ارتفاعات عالية. كان هيكل الطائرة مصنوعًا في الغالب من الفولاذ المقاوم للصدأ، وهو أمر ضروري لتحمل الحرارة المتولدة عن السرعات العالية. كان من المقرر أن يتم تشغيل الطائرة بواسطة أربعة محركات نفاثة. تم تصميم هيكل الطائرة بما يتماشى مع المبادئ الديناميكية الهوائية، مع جناح دلتا وفتحات كبيرة لتحقيق الاستقرار والتحكم. كان من المتوقع أن تحمل الطائرة مجموعة متنوعة من الأسلحة، بما في ذلك القنابل النووية.
كانت المواصفات المتوقعة للأفرو 730 تشمل:
- الطول: حوالي 100 قدم (30 مترًا).
- باع الجناح: حوالي 50 قدمًا (15 مترًا).
- الارتفاع: غير محدد.
- الوزن الأقصى للإقلاع: حوالي 200000 رطل (91000 كجم).
- المحركات: أربعة محركات نفاثة (تم النظر في أنواع مختلفة، مثل Rolls-Royce RB.122).
- السرعة القصوى: ماخ 3 (حوالي 2300 ميل في الساعة، أو 3700 كيلومتر في الساعة).
- المدى: حوالي 3500 ميل (5600 كيلومتر) مع حمولة كاملة من القنابل.
- التسليح: قنابل نووية أو تقليدية.
التطوير والبرنامج
بدأ العمل على الأفرو 730 في عام 1954، مع إجراء دراسات تصميمية مكثفة في السنوات التالية. تم الانتهاء من التصميم التفصيلي في عام 1956، وبدأ العمل في بناء النماذج الأولية. كان البرنامج طموحًا، وكانت هناك خطط لبناء أسطول كبير من الطائرات. ومع ذلك، واجه المشروع عددًا من التحديات.
تضمنت هذه التحديات التكاليف المرتفعة المرتبطة بتطوير وإنتاج طائرة قادرة على الطيران بسرعة ماخ 3، بالإضافة إلى المشاكل الفنية في تصميم وتصنيع محركات الطائرات والهيكل. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك تغيير في العقيدة الاستراتيجية. أصبح تطوير الصواريخ الباليستية العابرة للقارات (ICBMs) في ذلك الوقت هو الوسيلة الأساسية لتسليم الأسلحة النووية.
إلغاء المشروع
في أبريل 1957، قررت وزارة الطيران إلغاء مشروع الأفرو 730. كان هذا القرار يرجع إلى مجموعة من العوامل، بما في ذلك التكاليف المتزايدة، والمخاوف بشأن القدرات الفنية، والتغيير في العقيدة الاستراتيجية. كان هذا القرار بمثابة ضربة قوية لشركة أفرو، التي استثمرت موارد كبيرة في المشروع.
على الرغم من الإلغاء، فقد تركت الأفرو 730 إرثًا دائمًا. كان المشروع بمثابة شهادة على التصميم الهندسي البريطاني في ذلك الوقت، وألهمت تصميمات الطائرات المستقبلية. كما ساعدت الدراسات التي أجريت في مشروع الأفرو 730 على تطوير التكنولوجيا التي استخدمت في مشاريع أخرى، بما في ذلك مشروع صاروخ بلو سترياك.
العوامل التي أدت إلى الإلغاء
كان هناك عدد من العوامل التي ساهمت في قرار إلغاء مشروع الأفرو 730. وشملت هذه العوامل:
- التكاليف: كان من المتوقع أن تكون تكاليف تطوير وإنتاج الأفرو 730 مرتفعة للغاية.
- المخاوف الفنية: كان هناك عدد من المشاكل الفنية التي يجب حلها، بما في ذلك تصميم وتصنيع محركات الطائرات والهيكل.
- التغيير في العقيدة الاستراتيجية: أصبح تطوير الصواريخ الباليستية العابرة للقارات (ICBMs) هو الوسيلة الأساسية لتسليم الأسلحة النووية.
- المنافسة: كان هناك عدد من المشاريع الأخرى التي تتنافس على التمويل، بما في ذلك مشروع صاروخ بلو سترياك.
التأثير والنتائج
كان لإلغاء مشروع الأفرو 730 تأثير كبير على شركة أفرو وصناعة الطيران البريطانية. اضطرت الشركة إلى تسريح عدد كبير من العمال، وأثر الإلغاء على قدرتها على المنافسة في السوق العالمية. ومع ذلك، ساعدت الدراسات التي أجريت في مشروع الأفرو 730 على تطوير التكنولوجيا التي استخدمت في مشاريع أخرى، بما في ذلك مشروع صاروخ بلو سترياك. بالإضافة إلى ذلك، أثرت الخبرة المكتسبة في هذا المشروع على التصميمات المستقبلية للطائرات.
أظهر هذا المشروع أن بريطانيا كانت على استعداد لتحمل المخاطر في سعيها لتحقيق التفوق الجوي. على الرغم من عدم بناء الطائرة، فإن الأفرو 730 تظل مثالاً على الطموح الهندسي في فترة الحرب الباردة.
المحركات المقترحة
كان من المقرر أن يتم تشغيل الأفرو 730 بواسطة أربعة محركات نفاثة. كان هناك عدد من المحركات المختلفة قيد الدراسة، بما في ذلك:
- Rolls-Royce RB.122: كان هذا المحرك من تصميم Rolls-Royce وكان من المتوقع أن يوفر قوة دفع كبيرة.
- Bristol Olympus: كان هذا المحرك بالفعل قيد الاستخدام في طائرات أخرى، وكان من المتوقع أن يكون خيارًا قابلاً للتطبيق.
لم يتم اختيار أي من المحركات بشكل نهائي قبل إلغاء المشروع.
تكنولوجيا المواد
نظرًا للسرعات العالية المتوقعة للأفرو 730، كان اختيار المواد المناسبة أمرًا بالغ الأهمية. كان الفولاذ المقاوم للصدأ هو المادة الرئيسية المستخدمة في هيكل الطائرة. تم اختيار الفولاذ المقاوم للصدأ لقدرته على تحمل درجات الحرارة المرتفعة المتولدة عن الاحتكاك الجوي بسرعات ماخ 3. استخدمت مواد أخرى مثل التيتانيوم في بعض الأجزاء لتحمل الضغط الحراري.
التحديات الهندسية
واجه المهندسون عددًا من التحديات في تصميم الأفرو 730. وشملت هذه التحديات:
- الديناميكا الهوائية: كان تصميم طائرة قادرة على الطيران بسرعة ماخ 3 أمرًا معقدًا للغاية.
- الحرارة: كان على الهيكل والمحركات أن تتحمل الحرارة الشديدة المتولدة عن الاحتكاك الجوي.
- المحركات: كان على المهندسين تصميم محركات قادرة على العمل بكفاءة في السرعات العالية.
- نظام التحكم: كان على المهندسين تصميم نظام تحكم دقيق لضمان استقرار الطائرة والتحكم بها.
الإرث
على الرغم من عدم بناء الأفرو 730 أبدًا، إلا أن المشروع ترك إرثًا دائمًا. ساهمت الدراسات التي أجريت في تطوير التكنولوجيا المستخدمة في مشاريع أخرى. ألهمت المفاهيم التصميمية المستخدمة في الأفرو 730 تصميمات الطائرات المستقبلية. يعتبر المشروع بمثابة شهادة على الطموح الهندسي البريطاني في فترة الحرب الباردة.
مقارنة بالطائرات الأخرى
عند مقارنة الأفرو 730 بطائرات أخرى في ذلك الوقت، يتضح أنها كانت طموحة للغاية. في ذلك الوقت، كانت طائرات مثل Avro Vulcan قادرة على الطيران بسرعات أقل بكثير من الأفرو 730. كان من المتوقع أن تتفوق الأفرو 730 على القاذفات السوفيتية، والتي كانت تشكل تهديدًا متزايدًا.
كانت الأفرو 730 ستتفوق على أي طائرة في ذلك الوقت من حيث السرعة والمدى. لقد كانت علامة على التزام المملكة المتحدة بالحفاظ على قدرة ردع نووية قوية.
خاتمة
كانت الأفرو 730 طائرة طموحة للغاية تم تصميمها لتكون قاذفة استراتيجية تفوق سرعتها سرعة الصوت لصالح سلاح الجو الملكي. على الرغم من عدم بناء الطائرة أبدًا بسبب مجموعة من العوامل، بما في ذلك التكاليف المتزايدة والتغييرات في العقيدة الاستراتيجية، إلا أن المشروع كان بمثابة شهادة على التصميم الهندسي البريطاني في ذلك الوقت. ساهم المشروع في تطوير التكنولوجيا التي استخدمت في مشاريع أخرى وألهمت تصميمات الطائرات المستقبلية. كانت الأفرو 730 ستكون طائرة متطورة للغاية، ولكنها ظلت مشروعًا على الورق بسبب التحديات الفنية والمالية والاستراتيجية.