نشأته وتعليمه
ولد جودريج سيدهوا في عائلة زرادشتية متدينة في كراتشي. منذ صغره، أظهر اهتمامًا كبيرًا بالدين الزرادشتي ولغاته المقدسة. تلقى تعليمه الأولي في كراتشي، ثم انتقل إلى الهند لمتابعة دراساته العليا في مجال اللاهوت واللغات القديمة.
درس سيدهوا بعمق لغات الأفستا والبهلوية والفارسية والبازندية، وهي اللغات التي كُتبت بها النصوص الزرادشتية الأساسية. أتقن هذه اللغات، مما مكنه من قراءة وفهم النصوص الأصلية مباشرةً. هذا الإتقان اللغوي جعله مرجعًا هامًا للباحثين والدارسين في مجال الزرادشتية.
إسهاماته في الدراسات الزرادشتية
كرس جودريج سيدهوا حياته للدراسات الزرادشتية، حيث ساهم بشكل كبير في الحفاظ على النصوص القديمة ونشرها. قام بتحقيق العديد من المخطوطات الزرادشتية وترجمتها إلى لغات حديثة، مما جعلها في متناول جمهور أوسع. كما نشر العديد من المقالات والكتب حول مختلف جوانب الديانة الزرادشتية.
من أبرز إسهاماته:
- تحقيق وترجمة النصوص الزرادشتية: قام بتحقيق وترجمة العديد من النصوص الزرادشتية الهامة، مثل الأفستا والزند أفستا.
- نشر المقالات والكتب: نشر العديد من المقالات والكتب حول مختلف جوانب الديانة الزرادشتية، مثل تاريخها وعقائدها وشعائرها.
- المشاركة في المؤتمرات والندوات: شارك في العديد من المؤتمرات والندوات الدولية حول الدراسات الزرادشتية، حيث قدم أبحاثه ومناقشاته حول مختلف القضايا المتعلقة بالديانة الزرادشتية.
- تدريس اللغة الأفستية والبهلوية: قام بتدريس اللغة الأفستية والبهلوية للعديد من الطلاب والباحثين، مما ساهم في نقل المعرفة حول هذه اللغات القديمة إلى الجيل القادم.
دوره في المجتمع الزرادشتي
لعب جودريج سيدهوا دورًا هامًا في المجتمع الزرادشتي، حيث كان يعتبر مرجعًا دينيًا وثقافيًا هامًا. قدم النصح والإرشاد لأفراد المجتمع، وساهم في حل المشاكل والخلافات التي كانت تواجههم. كما عمل على تعزيز الوحدة والتضامن بين أفراد المجتمع الزرادشتي في مختلف أنحاء العالم.
كان سيدهوا مدافعًا قويًا عن حقوق الزرادشتيين، وعمل على حماية تراثهم الثقافي والديني. كما كان مهتمًا بتعزيز الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة، وكان يؤمن بأهمية التسامح والاحترام المتبادل.
تكريمه والجوائز التي حصل عليها
تقديرًا لإسهاماته الكبيرة في الدراسات الزرادشتية وخدمة المجتمع الزرادشتي، حصل جودريج سيدهوا على العديد من الجوائز والتكريمات. من بين هذه الجوائز:
- جائزة الخدمة المتميزة من الاتحاد العالمي للزرادشتيين: تقديرًا لجهوده في تعزيز الوحدة والتضامن بين أفراد المجتمع الزرادشتي في مختلف أنحاء العالم.
- جائزة الإنجاز مدى الحياة من جمعية الدراسات الزرادشتية: تقديرًا لإسهاماته الكبيرة في مجال الدراسات الزرادشتية.
- الدكتوراه الفخرية من جامعة مومباي: تقديرًا لإسهاماته في مجال الدراسات الدينية والثقافية.
أعماله المنشورة
ترك جودريج سيدهوا وراءه إرثًا غنيًا من الأعمال المنشورة، والتي تشمل الكتب والمقالات والمحاضرات. من بين أبرز أعماله:
- ترجمة الأفستا: قام بترجمة العديد من نصوص الأفستا إلى اللغة الإنجليزية والفارسية الحديثة.
- كتاب “الزرادشتية: تاريخ وعقائد”: يقدم هذا الكتاب نظرة شاملة على تاريخ وعقائد الديانة الزرادشتية.
- مجموعة مقالات حول الفلسفة الزرادشتية: تتناول هذه المجموعة مختلف جوانب الفلسفة الزرادشتية، مثل الأخلاق والميتافيزيقا وعلم الكون.
تأثيره على الدراسات الزرادشتية الحديثة
كان لجودريج سيدهوا تأثير كبير على الدراسات الزرادشتية الحديثة. ساهمت أبحاثه وترجماته في إحياء الاهتمام بالديانة الزرادشتية، وجعلت النصوص القديمة في متناول جمهور أوسع. كما ألهم العديد من الباحثين والطلاب لدراسة الزرادشتية بعمق.
يعتبر سيدهوا مرجعًا هامًا للباحثين والدارسين في مجال الزرادشتية، وتستمر أعماله في إلهام الأجيال القادمة من الباحثين والدارسين.
الحفاظ على التراث الزرادشتي
كان إرفاد جودريج سيدهوا شخصية محورية في الحفاظ على التراث الزرادشتي الغني. لم يقتصر عمله على الجوانب الأكاديمية فحسب، بل امتد ليشمل جهودًا عملية ملموسة للحفاظ على النصوص والتقاليد الزرادشتية. من خلال عمله الدؤوب، ساهم في ضمان استمرار هذه الثقافة العريقة وانتقالها إلى الأجيال القادمة.
تشمل جهوده في الحفاظ على التراث الزرادشتي:
- دعم المكتبات والمتاحف الزرادشتية: عمل سيدهوا على دعم المكتبات والمتاحف التي تحتفظ بالمخطوطات والتحف الزرادشتية.
- تشجيع دراسة اللغات الزرادشتية القديمة: شجع الشباب الزرادشتي على دراسة اللغات الزرادشتية القديمة، مثل الأفستا والبهلوية، لضمان استمرار فهم النصوص المقدسة.
- توثيق التقاليد الزرادشتية الشفوية: قام بتوثيق التقاليد الزرادشتية الشفوية، مثل القصص والأغاني والأمثال، للحفاظ عليها من الضياع.
مكانته بين علماء الدين
حظي إرفاد جودريج سيدهوا بتقدير كبير بين علماء الدين من مختلف الأديان. كان يُنظر إليه على أنه عالم متبحر في المعرفة الدينية، وشخصية حكيمة ومتسامحة. أقام علاقات صداقة وتعاون مع العديد من علماء الدين من الديانات الأخرى، وشارك في العديد من الحوارات بين الأديان.
كان سيدهوا يؤمن بأهمية الحوار بين الأديان لتعزيز السلام والتفاهم بين الشعوب. كان يرى أن الأديان المختلفة يمكن أن تتعاون لحل المشاكل التي تواجه العالم، مثل الفقر والظلم والعنف.
حياته الشخصية
بالإضافة إلى إنجازاته الأكاديمية والدينية، كان جودريج سيدهوا يتمتع بشخصية محبوبة ومتواضعة. كان معروفًا بتواضعه وحسن خلقه وكرمه. كان يحظى باحترام وتقدير كل من عرفه. كان متزوجًا ولديه أبناء وأحفاد.
استمر سيدهوا في العمل والدراسة حتى سنواته الأخيرة. توفي في 4 يونيو 2011، عن عمر يناهز 86 عامًا. ترك وراءه إرثًا غنيًا من المعرفة والحكمة، وسيبقى اسمه محفورًا في ذاكرة المجتمع الزرادشتي.
خاتمة
كان إرفاد جودريج سيدهوا شخصية استثنائية في عالم الدراسات الزرادشتية. من خلال تفانيه في البحث والتدريس والحفاظ على التراث، ترك بصمة لا تُمحى على الديانة الزرادشتية والمجتمع الزرادشتي. سيظل إرثه مصدر إلهام للأجيال القادمة من الباحثين والدارسين.