مقدمة
إنغا مارته توركيلدسن، المولودة في 2 يوليو 1976، هي سياسية نرويجية تنتمي إلى حزب اليسار الاشتراكي (SV). شغلت منصب وزيرة الطفولة والمساواة في الفترة من 2009 إلى 2013، ولعبت دورًا بارزًا في السياسة النرويجية، خاصة في قضايا الأسرة والمساواة وحقوق الأطفال.
نشأتها وتعليمها
ولدت إنغا مارته توركيلدسن ونشأت في مدينة أوسلو. بعد إكمال تعليمها الثانوي، التحقت بجامعة أوسلو حيث درست العلوم السياسية. خلال فترة دراستها، أصبحت نشطة في السياسة الطلابية وانضمت إلى حزب اليسار الاشتراكي. أظهرت منذ صغرها اهتمامًا بالقضايا الاجتماعية والسياسية، مما دفعها إلى الانخراط في العمل السياسي.
مسيرتها السياسية المبكرة
بدأت توركيلدسن مسيرتها السياسية في سن مبكرة، حيث انضمت إلى منظمة الشباب التابعة لحزب اليسار الاشتراكي. سرعان ما برزت كشخصية قيادية واعدة. في عام 1999، انتُخبت لعضوية مجلس بلدية أوسلو، حيث عملت لمدة أربع سنوات. خلال فترة عملها في المجلس البلدي، ركزت على قضايا التعليم والبيئة والتنمية الحضرية.
البرلمان النرويجي (Stortinget)
في عام 2001، انتُخبت توركيلدسن لعضوية البرلمان النرويجي (Stortinget) عن دائرة فيستفولد. كانت تبلغ من العمر 25 عامًا فقط، مما جعلها واحدة من أصغر أعضاء البرلمان في ذلك الوقت. في البرلمان، أصبحت عضوًا نشطًا في لجنة الشؤون الخارجية والدفاع. عملت أيضًا في لجنة الطاقة والبيئة.
خلال فترة وجودها في البرلمان، اشتهرت توركيلدسن بمواقفها القوية بشأن قضايا مثل السلام والعدالة الاجتماعية وحماية البيئة. كانت من أشد المنتقدين للتدخل العسكري في العراق وأفغانستان، ودعت إلى حلول سلمية للنزاعات الدولية. كما دافعت عن حقوق الأقليات والمهاجرين، وعملت على تعزيز المساواة والتسامح.
وزيرة الطفولة والمساواة
في عام 2009، تم تعيين إنغا مارته توركيلدسن وزيرة للطفولة والمساواة في حكومة ينس ستولتنبرغ الثانية. كان هذا المنصب بمثابة نقطة تحول في مسيرتها السياسية، حيث أتيحت لها الفرصة لتطبيق رؤيتها على أرض الواقع. بصفتها وزيرة، ركزت على تحسين حقوق الأطفال وتعزيز المساواة بين الجنسين ومكافحة التمييز.
بعض الإنجازات الرئيسية التي حققتها توركيلدسن كوزيرة للطفولة والمساواة:
- قانون جديد لحماية الأطفال: قامت بتعديل القانون النرويجي لحماية الأطفال لجعله أكثر فعالية في منع العنف والإساءة ضد الأطفال.
- زيادة دعم الأسر ذات الدخل المنخفض: قدمت برامج جديدة لدعم الأسر ذات الدخل المنخفض، بما في ذلك زيادة الإعانات النقدية وتوفير خدمات رعاية الأطفال بأسعار معقولة.
- تعزيز المساواة بين الجنسين في سوق العمل: اتخذت تدابير لتعزيز المساواة بين الجنسين في سوق العمل، مثل تشجيع الشركات على تبني سياسات صديقة للأسرة ومكافحة التمييز ضد النساء في الأجور والترقيات.
- مكافحة التمييز ضد المثليين والمتحولين جنسياً: عملت على تعزيز حقوق المثليين والمتحولين جنسياً، بما في ذلك تسهيل إجراءات تغيير الجنس وتوسيع نطاق الحماية القانونية ضد التمييز.
مواقفها السياسية
تتبنى إنغا مارته توركيلدسن مواقف سياسية تقدمية ويسارية. تؤمن بأهمية دور الدولة في توفير الخدمات الاجتماعية الأساسية وضمان المساواة والعدالة للجميع. تدعم نظام الرعاية الاجتماعية القوي والتعليم المجاني والرعاية الصحية الشاملة. كما أنها من أشد المدافعين عن حماية البيئة ومكافحة تغير المناخ.
بعض القضايا التي توليها توركيلدسن اهتمامًا خاصًا:
- حقوق الأطفال: تؤمن بأن جميع الأطفال يستحقون الحصول على بيئة آمنة وداعمة تتيح لهم النمو والازدهار. تدعو إلى توفير المزيد من الموارد لحماية الأطفال المعرضين للخطر وضمان حصولهم على التعليم والرعاية الصحية الجيدة.
- المساواة بين الجنسين: تعتبر المساواة بين الجنسين ضرورية لتحقيق مجتمع عادل ومزدهر. تدعو إلى اتخاذ تدابير للقضاء على التمييز ضد النساء في جميع مجالات الحياة، بما في ذلك سوق العمل والسياسة والمجتمع.
- العدالة الاجتماعية: تؤمن بأن المجتمع يجب أن يكون عادلاً ومنصفًا للجميع، بغض النظر عن خلفيتهم أو وضعهم الاجتماعي والاقتصادي. تدعو إلى تقليل الفوارق في الدخل وتوفير فرص متساوية للجميع.
- حماية البيئة: تعتبر حماية البيئة ومكافحة تغير المناخ من أهم التحديات التي تواجه العالم اليوم. تدعو إلى اتخاذ إجراءات جريئة لخفض الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري والاستثمار في الطاقة المتجددة.
حياتها الشخصية
إنغا مارته توركيلدسن متزوجة ولديها أطفال. تحظى بشعبية كبيرة في النرويج بفضل شخصيتها الودودة وأسلوبها الصريح. تعتبر نموذجًا يحتذى به للشباب الذين يتطلعون إلى الانخراط في العمل السياسي وإحداث فرق في المجتمع.
العودة إلى البرلمان والعمل الحالي
بعد انتهاء فترة عملها كوزيرة في عام 2013، عادت توركيلدسن إلى البرلمان النرويجي. استمرت في لعب دور نشط في السياسة الوطنية، حيث شغلت مناصب مختلفة في اللجان البرلمانية. كما واصلت الدفاع عن قضاياها المفضلة، مثل حقوق الأطفال والمساواة بين الجنسين وحماية البيئة.
في السنوات الأخيرة، انخرطت توركيلدسن بشكل متزايد في السياسة الدولية. عملت كمستشارة لمنظمات دولية مختلفة في مجال حقوق الإنسان والتنمية المستدامة. كما شاركت في العديد من المؤتمرات والمنتديات الدولية لمناقشة التحديات العالمية والبحث عن حلول مشتركة.
تعتبر إنغا مارته توركيلدسن شخصية مؤثرة في السياسة النرويجية والدولية. بفضل خبرتها الواسعة وشبكة علاقاتها القوية، فهي قادرة على التأثير في صنع القرار وتعزيز التغيير الإيجابي. لا تزال تلعب دورًا مهمًا في تشكيل مستقبل النرويج والعالم.
الجوائز والتكريمات
حصلت إنغا مارته توركيلدسن على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لعملها في مجال السياسة وحقوق الإنسان. من بين أبرز هذه الجوائز:
- جائزة المساواة من جمعية حقوق المرأة النرويجية.
- جائزة حقوق الطفل من منظمة أنقذوا الأطفال النرويجية.
- جائزة السلام من حركة السلام النرويجية.
تعكس هذه الجوائز والتكريمات التقدير الواسع الذي تحظى به توركيلدسن في النرويج وخارجها لالتزامها بالعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان.
خاتمة
إن إنغا مارته توركيلدسن سياسية نرويجية بارزة تركت بصمة واضحة في السياسة النرويجية والدولية. من خلال عملها كوزيرة وعضوة في البرلمان ومستشارة دولية، دافعت عن حقوق الأطفال والمساواة بين الجنسين وحماية البيئة. تعتبر نموذجًا يحتذى به للشباب الذين يتطلعون إلى الانخراط في العمل السياسي وإحداث فرق في المجتمع.