<![CDATA[
نشأتها وبداية حياتها
ولدت هيلين تومبسون في 24 نوفمبر 1890 في بوري، ماساتشوستس. كانت الابنة الوحيدة لإدوارد وأليس تومبسون. تلقت تعليمها المبكر في مدارس بوري قبل التحاقها بكلية هانتر في مدينة نيويورك. بدأت اهتمامها بالعلوم الطبيعية في سن مبكرة، مستوحاة من الكتب والمقالات العلمية. خلال دراستها، أظهرت اهتمامًا خاصًا بعلم الحيوان، ولا سيما دراسة الزواحف والبرمائيات.
تخرجت هيلين من كلية هانتر عام 1911 بدرجة البكالوريوس في العلوم. ثم التحقت بجامعة ميشيغان لمواصلة دراساتها العليا. حصلت على درجة الماجستير في علم الحيوان عام 1914، ثم حصلت على درجة الدكتوراه في علم الحيوان عام 1918. خلال دراستها في جامعة ميشيغان، عملت تحت إشراف عالم الزواحف البارز ألكسندر جي. روتشستر، الذي كان له تأثير كبير على مسيرتها المهنية.
مسيرتها المهنية
بعد حصولها على درجة الدكتوراه، انضمت هيلين جيج إلى هيئة التدريس في جامعة ميشيغان. بدأت كأستاذة مساعدة في علم الحيوان، وسرعان ما صعدت في الرتب لتصبح أستاذة كاملة. بالإضافة إلى التدريس، عملت كقيّمة على قسم الزواحف والبرمائيات في متحف علم الحيوان بجامعة ميشيغان. في هذا الدور، كانت مسؤولة عن الحفاظ على مجموعة المتحف من الزواحف والبرمائيات، وإجراء البحوث، وتدريب الطلاب.
كانت جيج عالمة زواحف مرموقة، اشتهرت بأبحاثها عن البرمائيات، وخاصة تلك الموجودة في أمريكا اللاتينية. قامت بالعديد من الرحلات الميدانية إلى أمريكا الوسطى والجنوبية لجمع العينات وإجراء الدراسات الميدانية. ساهمت أبحاثها بشكل كبير في فهم التنوع البيولوجي، والتصنيف، والتطور للبرمائيات.
بالإضافة إلى عملها البحثي، كانت جيج أيضًا معلمة ملهمة. قامت بتدريس دورات في علم الحيوان، وعلم التشريح المقارن، وعلم وظائف الأعضاء. اشتهرت بتفانيها في طلابها وقدرتها على تبسيط المفاهيم العلمية المعقدة. شجعت طلابها على متابعة اهتماماتهم العلمية وألهمت العديد منهم ليصبحوا علماء ناجحين.
إسهاماتها في علم الزواحف والبرمائيات
كانت هيلين جيج باحثة غزيرة الإنتاج. نشرت أكثر من 50 مقالاً علميًا وكتابًا عن الزواحف والبرمائيات. ركزت أبحاثها على جوانب مختلفة من بيولوجيا البرمائيات، بما في ذلك التصنيف، والتشريح، وعلم البيئة، والسلوك.
أحد أهم إسهاماتها كان عملها في تصنيف البرمائيات في أمريكا اللاتينية. وصفت العديد من الأنواع الجديدة من الضفادع والعلجوم، وساعدت في توضيح العلاقات التطورية بين الأنواع المختلفة.
كما أجرت جيج أبحاثًا على سلوك البرمائيات. درست عادات التكاثر، وسلوك التغذية، والعلاقات الاجتماعية للبرمائيات المختلفة. ساهمت أبحاثها في فهم أفضل لكيفية تفاعل البرمائيات مع بيئتها وكيفية تطورها.
إضافة إلى ذلك، شاركت جيج في الحفاظ على الزواحف والبرمائيات. كانت مؤيدة قوية لحماية الموائل الطبيعية للبرمائيات والزواحف. عملت مع المنظمات البيئية لزيادة الوعي بأهمية الحفاظ على هذه الحيوانات المعرضة للخطر.
مؤلفاتها ومنشوراتها
خلال مسيرتها المهنية، أنتجت هيلين جيج مجموعة كبيرة من المنشورات العلمية. شملت هذه المقالات في المجلات العلمية المرموقة والكتب والمقالات الفصول في الكتب الأخرى. بعض من أبرز منشوراتها تشمل:
- “البرمائيات من ولاية ميشيغان” (The Amphibians of Michigan) (1929): عمل مرجعي شامل عن البرمائيات الموجودة في ولاية ميشيغان، والذي لا يزال يعتبر مرجعًا أساسيًا في هذا المجال.
- “البرمائيات والزواحف في شبه جزيرة يوكاتان” (The Amphibians and Reptiles of the Yucatan Peninsula) (1937): دراسة عن البرمائيات والزواحف في منطقة يوكاتان بالمكسيك.
- العديد من المقالات العلمية عن تصنيف وسلوك البرمائيات والزواحف في المجلات العلمية المتخصصة.
ساهمت مؤلفات جيج في تعزيز فهمنا للزواحف والبرمائيات، وقدمت معلومات قيمة للعلماء والباحثين.
الجوائز والتكريمات
خلال مسيرتها المهنية، حصلت هيلين جيج على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لعملها.
- تم انتخابها كزميلة في الجمعية الأمريكية لعلماء الزواحف والبرمائيات.
- حصلت على جائزة الإنجاز من جامعة ميشيغان.
- سميت على اسمها عدة أنواع من الزواحف والبرمائيات، تكريمًا لمساهماتها في علم الأحياء.
كانت هذه الجوائز بمثابة شهادة على تفانيها وإسهاماتها في هذا المجال.
حياتها الشخصية
تزوجت هيلين جيج من فريدريك إم. جيج، وهو عالم حشرات بجامعة ميشيغان. كان للزوجين ابنة واحدة، اسمها ماري. كانت جيج معروفة بحبها للطبيعة وعملها الدؤوب.
كانت جيج أيضًا ناشطة في مجتمعها. كانت عضوًا في العديد من المنظمات المهتمة بالمرأة والعلوم والتعليم.
إرثها
توفيت هيلين تومبسون جيج في 24 أكتوبر 1976، عن عمر يناهز 85 عامًا. تركت وراءها إرثًا دائمًا في علم الحيوان.
ساهمت أبحاثها في تعزيز فهمنا للتنوع البيولوجي، والتصنيف، والتطور للزواحف والبرمائيات. ألهمت طلابها ليصبحوا علماء ناجحين، واستمر عملها في إلهام الباحثين حتى اليوم.
يُذكر اسمها في أسماء عدة أنواع من الحيوانات، وهذا دليل على تقدير مساهماتها الكبيرة في علم الحيوان.
خاتمة
هيلين تومبسون جيج كانت عالمة زواحف وبرمائيات بارزة، تركت بصمة كبيرة في مجال علم الحيوان. من خلال عملها البحثي، وتدريسها، ومشاركتها في الحفاظ على البيئة، أثرت بشكل كبير على فهمنا للزواحف والبرمائيات. إسهاماتها العلمية وتفانيها في التعليم ألهمت أجيالًا من العلماء وستظل ذكرى إنجازاتها حية في سجلات العلم.