<![CDATA[
نشأته وتعليمه
تلقى جوردون تعليمه في مدرسة فكتوريا، وهي مدرسة داخلية في إدنبرة، ثم التحق بجامعة سانت أندروز حيث درس الأدب الكلاسيكي. كان طالبًا لامعًا، وتخرج بمرتبة الشرف الأولى. بعد تخرجه، بدأ في دراسة اللاهوت في جامعة أكسفورد، ولكنه أُجبر على ترك دراسته بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية.
تجربته في الحرب العالمية الثانية
في عام 1942، تطوع جوردون في الجيش البريطاني. خدم كضابط في فوج الملكة الملكي، وأُسر في سنغافورة في عام 1942 من قبل القوات اليابانية. أمضى جوردون ما يقرب من أربع سنوات في معسكر أسرى الحرب، حيث عانى من ظروف قاسية للغاية. تعرض هو ورفاقه للأسر إلى سوء المعاملة، والجوع، والمرض، والإرهاق. عملوا في بناء خط سكة حديد الموت بين تايلاند وبورما، في ظل ظروف قاسية بشكل لا يصدق. شهد جوردون موت العديد من زملائه الأسرى، وعانى شخصيًا من المرض والضعف الشديدين.
التحول الروحي
على الرغم من هذه الظروف القاسية، وجد جوردون القوة والإيمان في معسكر الأسر. في خضم اليأس، بدأ هو وزملاؤه الأسرى في عقد اجتماعات صلاة منتظمة. شاركوا القصص، ودعموا بعضهم البعض، ووجدوا الراحة في إيمانهم. شهد جوردون تحولًا روحيًا عميقًا خلال هذه الفترة. تعلم أن يغفر لأعدائه، وأن يجد الأمل في أحلك الظروف. أصبح إيمانه أقوى من أي وقت مضى.
بعد الحرب
بعد تحريره في عام 1945، عاد جوردون إلى بريطانيا. تزوج من جوان أرمسترونغ في عام 1946. أكمل دراسته في اللاهوت في جامعة أكسفورد. ثم بدأ مسيرته في الخدمة الكنسية. خدم في كنائس مختلفة في اسكتلندا وإنجلترا قبل أن يهاجر إلى الولايات المتحدة.
مسيرته في الولايات المتحدة
في الولايات المتحدة، عمل جوردون كقسيس في عدد من الكنائس. في عام 1955، عُين عميدًا لكنيسة برينستون، وهو المنصب الذي شغله لمدة 28 عامًا. خلال فترة عمله في برينستون، أصبح جوردون شخصية محبوبة ومحترمة للغاية. كان معروفًا بوعظه الملهم، وحبه للناس، والتزامه بالعدالة الاجتماعية. ألقى جوردون محاضرات على نطاق واسع، وكتب العديد من الكتب والمقالات. روج بقوة للسلام والتسامح، ونشر رسالة الأمل في جميع أنحاء العالم. كان له تأثير كبير على حياة العديد من الأشخاص.
مؤلفاته
اشتهر جوردون بكتابه “معجزة نهر كواي” (Miracle on the River Kwai)، الذي نُشر عام 1962. يصف الكتاب تجربته في معسكر أسرى الحرب وكيف وجد الإيمان والأمل في مواجهة الشدائد. أصبح الكتاب من أكثر الكتب مبيعًا، وتُرجم إلى العديد من اللغات. تم تحويله أيضًا إلى فيلم وثائقي. أثر الكتاب بشكل كبير على العديد من القراء وألهمهم.
كتب جوردون أيضًا العديد من الكتب الأخرى، بما في ذلك “الإيمان في عالم مضطرب” (Through the Valley of the Kwai)، و”حياة الأمل” (A Life of Hope). تتناول هذه الكتب مواضيع مثل الإيمان، والتسامح، والمغفرة، والأمل. رسالة جوردون كانت دائمًا تدور حول أهمية إيجاد الخير في الآخرين، حتى في أصعب الظروف.
إرثه
ترك إرث جوردون تأثيرًا دائمًا على أولئك الذين عرفوه. كان شخصًا يتمتع بالإيمان العميق والرحمة. كان مثالًا على القوة الروحية والمرونة في مواجهة الشدائد. ألهمت قصته الملايين حول العالم. يستمر عمله في إلهام الناس للبحث عن الأمل في أصعب الأوقات. يُذكر جوردون كشخصية بارزة في مجال اللاهوت، وكشخص ترك بصمة إيجابية على العالم من خلال إيمانه الراسخ ورسالته في السلام والتسامح.
وفاته
توفي إرنست جوردون في 16 يناير 2002، عن عمر يناهز 85 عامًا. أُقيمت له مراسم تأبين في جامعة برينستون وفي جميع أنحاء العالم. تُخلد ذكراه من خلال أعماله المكتوبة، ورسالته في الأمل، وتأثيره على حياة الكثيرين. يُذكر كشخص ألهم الآخرين على تجاوز الشدائد، وإيجاد المعنى في الحياة، والتمسك بالإيمان حتى في أحلك الساعات.
خاتمة
كان إرنست جوردون شخصية استثنائية، فقد تجاوز معاناته في معسكر أسرى الحرب ليصبح عميدًا محترمًا لكنيسة برينستون. من خلال تجربته، كتب عن الإيمان، والتسامح، والأمل، وألهم الملايين في جميع أنحاء العالم. أثرى إرثه حياة الكثيرين، وترك أثرًا دائمًا على العالم.