<![CDATA[
تاريخ التأسيس والتطور
تأسس جيش الإسلام في عام 2006 على يد مامون أبو دقة، وهو قيادي فلسطيني بارز. نشأت الجماعة كتحالف يضم عددًا من المجموعات المسلحة الصغيرة في قطاع غزة، بهدف توحيد الجهود في مواجهة إسرائيل. وقد شهدت الجماعة تطورًا سريعًا في قدراتها العسكرية واللوجستية بمرور الوقت.
منذ تأسيسها، تبنى جيش الإسلام عددًا من العمليات العسكرية ضد إسرائيل، بما في ذلك إطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية، وتنفيذ عمليات تسلل إلى الأراضي الإسرائيلية. كما شاركت الجماعة في القتال ضد الجيش الإسرائيلي خلال الحروب على غزة. وقد برزت الجماعة كواحدة من الجماعات الأكثر نشاطًا في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
الأيديولوجيا والأهداف
تعتنق جماعة جيش الإسلام أيديولوجية إسلامية متشددة، وتستمد أفكارها من التيارات السلفية الجهادية. تهدف الجماعة إلى إقامة دولة إسلامية في فلسطين، وتحرير جميع الأراضي الفلسطينية من الاحتلال الإسرائيلي. كما تدعو إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في جميع جوانب الحياة.
تعتبر الجماعة أن العنف هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق أهدافها، وتؤمن بضرورة الجهاد ضد إسرائيل. كما تعارض الجماعة أي شكل من أشكال التسوية السلمية مع إسرائيل، وتعتبر أن المفاوضات غير مجدية.
العلاقة بحماس
شهدت العلاقة بين جيش الإسلام وحركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة، فترات من التعاون والصراع. في البداية، تعاونت الجماعة مع حماس في إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وتنفيذ العمليات العسكرية. ومع ذلك، شهدت العلاقة بينهما توترًا في بعض الأحيان، خاصةً بسبب الخلافات الأيديولوجية والسياسية.
في عام 2007، اندلعت اشتباكات عنيفة بين جيش الإسلام وحركة حماس، بعد اختطاف الجماعة لمراسل هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) آلان جونستون. وقد أدت هذه الاشتباكات إلى مقتل عدد من عناصر الطرفين، وإضعاف نفوذ جيش الإسلام في قطاع غزة.
على الرغم من الخلافات، استمرت العلاقة بين الطرفين في التقلب. فقد شهدت فترات من التعاون في مواجهة إسرائيل، وفترات من التوتر بسبب الخلافات الداخلية. في الوقت الحالي، يبدو أن العلاقة بين جيش الإسلام وحماس تتسم بالهدوء الحذر، مع تركيز كل منهما على تحقيق أهدافه الخاصة.
العمليات البارزة
نفذ جيش الإسلام عددًا من العمليات البارزة خلال فترة نشاطه، أبرزها:
- اختطاف جلعاد شاليط: شاركت الجماعة في عملية اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في عام 2006، والتي أدت إلى احتجازه لمدة خمس سنوات.
- إطلاق الصواريخ على إسرائيل: قامت الجماعة بإطلاق عدد كبير من الصواريخ على المدن الإسرائيلية، مما أدى إلى سقوط ضحايا وإلحاق أضرار بالممتلكات.
- العمليات العسكرية خلال الحروب على غزة: شاركت الجماعة في القتال ضد الجيش الإسرائيلي خلال الحروب المتتالية على قطاع غزة، بما في ذلك حرب 2008-2009، وحرب 2012، وحرب 2014.
التنظيم والتمويل
يعتمد جيش الإسلام على نظام تنظيمي هرمي، يتكون من قيادة عليا تشرف على العمليات العسكرية والسياسية، ومجموعات فرعية تتخصص في مجالات مختلفة مثل التدريب، والتسليح، والإعلام. ويعتمد التنظيم في تمويل عملياته على مصادر متعددة، بما في ذلك التبرعات من الأفراد والجماعات، وتهريب السلع، والتعاون مع بعض الجماعات المسلحة الأخرى.
التحديات والمستقبل
يواجه جيش الإسلام عددًا من التحديات في الوقت الحالي، بما في ذلك:
- القيود المفروضة على الحركة: يواجه أفراد الجماعة صعوبة في التنقل والوصول إلى الأسلحة والمعدات بسبب القيود التي تفرضها إسرائيل على قطاع غزة.
- الخلافات الداخلية: تعاني الجماعة من خلافات داخلية بين قياداتها، مما قد يؤثر على قدرتها على اتخاذ القرارات وتنفيذ العمليات.
- تراجع الدعم الشعبي: قد يكون الدعم الشعبي للجماعة قد تراجع بسبب ممارساتها العنيفة، وبعض الخلافات مع حركة حماس.
يبدو مستقبل جيش الإسلام غير واضح، ويعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك تطورات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والعلاقات مع حركة حماس، والظروف الاقتصادية والاجتماعية في قطاع غزة. قد تستمر الجماعة في ممارسة العنف، أو قد تسعى إلى تغيير استراتيجيتها لتتناسب مع التحديات الجديدة.
الجدل والانتقادات
تتعرض جماعة جيش الإسلام لانتقادات واسعة بسبب ممارساتها العنيفة، وانتهاكات حقوق الإنسان. وقد اتهمت الجماعة بارتكاب جرائم حرب، بما في ذلك استهداف المدنيين، واختطاف الأجانب، وتعذيب المعتقلين. كما انتقدت الجماعة بسبب علاقاتها ببعض الجماعات المتشددة الأخرى.
التأثير الإقليمي
على الرغم من أن نطاق عمل جيش الإسلام يتركز بشكل أساسي في قطاع غزة، إلا أن له تأثيرًا إقليميًا محدودًا. فقد أدت عملياته إلى تصعيد التوتر في المنطقة، وزيادة المخاوف الأمنية. كما ساهمت الجماعة في انتشار الفكر الجهادي المتشدد في المنطقة.
الحاضر والمستقبل
في الوقت الحالي، تظل جماعة جيش الإسلام نشطة في قطاع غزة، على الرغم من التحديات التي تواجهها. تواصل الجماعة تبني العمليات العسكرية ضد إسرائيل، والمشاركة في الصراع مع حركة حماس. يعتمد مستقبل الجماعة على عدة عوامل، بما في ذلك التطورات السياسية والأمنية في المنطقة، والعلاقات مع القوى الإقليمية والدولية.
خاتمة
جيش الإسلام هي جماعة مسلحة متشددة تنشط في قطاع غزة، تأسست في عام 2006. تهدف الجماعة إلى إقامة دولة إسلامية في فلسطين، وتحرير الأراضي الفلسطينية من الاحتلال الإسرائيلي. تبنت الجماعة عددًا من العمليات العسكرية ضد إسرائيل، وشاركت في الصراع مع حركة حماس. تواجه الجماعة تحديات كبيرة في الوقت الحالي، ولكنها تظل قوة مؤثرة في قطاع غزة، مع مستقبل غير مؤكد يعتمد على تطورات المنطقة.