<![CDATA[
مقدمة عن فصيلة هيرسيلييدي
هيرسيلييدي (Hersiliidae) هي فصيلة من العناكب توجد بشكل أساسي في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية حول العالم. تتميز هذه العناكب بمظهرها الفريد وسلوكها المميز. غالبًا ما يشار إليها باسم “عناكب ذات الذيول” أو “عناكب اللحاء” بسبب شكلها الذي يذكرنا بالذيول، والقدرة على الاندماج مع اللحاء والأشياء الأخرى في البيئة المحيطة بها. يتيح لها هذا التمويه الفعال أن تكون مفترسة ناجحة، بالإضافة إلى تجنب الحيوانات المفترسة.
تتنوع أنواع عناكب هيرسيلييدي من حيث الحجم والألوان، ولكنها تشترك في عدد من الخصائص التشريحية والسلوكية. هذه العناكب لديها ثماني عيون، مرتبة في مجموعتين من أربع عيون، وعادة ما تكون هذه العيون قادرة على الرؤية بشكل جيد. تعتبر الغدد السامة في هذه العناكب صغيرة نسبيًا، ولسعاتها غير ضارة للإنسان في العادة. ومع ذلك، فإن قدرتها على الاندماج مع محيطها تجعلها مرئية بصعوبة، مما قد يزيد من احتمالية تعرضها للازعاج غير المقصود.
الخصائص المميزة لعناكب هيرسيلييدي
عناكب هيرسيلييدي لها عدد من الخصائص المميزة التي تميزها عن العناكب الأخرى:
- الشكل: أجسامها مستطيلة ومسطحة، مع رأس صدري طويل.
- الأرجل: أرجلها طويلة ونحيلة.
- الشرانق المغزلية: تمتلك شرانق مغزلية طويلة تبرز من الجزء الخلفي من البطن، مما يمنحها مظهر “الذيل”.
- التمويه: لديها قدرة ممتازة على التمويه، مما يسمح لها بالاندماج مع اللحاء والصخور والأوراق.
- الحرير: تنتج حريرًا قويًا تستخدمه لبناء الشباك وإلقاء القبض على الفريسة.
سلوك التغذية والصيد
تعتبر عناكب هيرسيلييدي من الحيوانات المفترسة النشطة، حيث تصطاد فرائسها بشكل أساسي من الحشرات واللافقاريات الصغيرة الأخرى. تعتمد على التمويه والانتظار كاستراتيجية رئيسية للصيد. تتمركز هذه العناكب على الأسطح، مثل الأشجار أو الصخور، وتنتظر مرور الفريسة. عندما تقترب الفريسة، تهاجمها العنكبوت بسرعة، وتستخدم أرجلها الأمامية لالتقاطها. ثم تلف العنكبوت الفريسة بسرعة في الحرير لإحكام السيطرة عليها قبل تناولها.
تستخدم عناكب هيرسيلييدي أيضًا الحرير لبناء شبكات صيد بسيطة أو لا تبني شبكات على الإطلاق. بعض الأنواع تبني شبكات مسطحة أو صفائحية على اللحاء أو تحت الصخور. غالبًا ما تكمن هذه العناكب في انتظار مرور الفريسة أو تلاحقها مباشرة. قد تختلف سلوكيات الصيد بشكل طفيف بين الأنواع المختلفة، بناءً على بيئتها ونوع الفريسة المتاحة.
التوزيع الجغرافي والبيئة
توجد عناكب هيرسيلييدي في جميع أنحاء المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في العالم. تتواجد بكثرة في إفريقيا، آسيا، أستراليا، وأمريكا الجنوبية. تعيش هذه العناكب في مجموعة متنوعة من البيئات، بما في ذلك الغابات المطيرة، والغابات، والأراضي العشبية، والصحاري. تتكيف مع العيش على الأشجار، والصخور، واللحاء، والأوراق، أو حتى في المباني المهجورة.
تختلف أنواع عناكب هيرسيلييدي في تفضيلاتها البيئية. على سبيل المثال، بعض الأنواع متخصصة في العيش على أنواع معينة من الأشجار، بينما توجد أنواع أخرى على مجموعة واسعة من الأسطح. يعتبر وجود التمويه الجيد أمرًا بالغ الأهمية لبقائها، حيث يساعدها على تجنب الحيوانات المفترسة والإمساك بالفريسة.
التصنيف وأنواع هيرسيلييدي
تم تصنيف فصيلة هيرسيلييدي إلى عدة أجناس، وكل جنس يحتوي على عدد من الأنواع. يعتبر التصنيف العلمي للعناكب في حالة تطور مستمر، ومع اكتشاف المزيد من الأنواع ودراستها، قد يتغير التصنيف الحالي. ومع ذلك، فإن بعض الأجناس والأنواع الأكثر شيوعًا تشمل:
- جنس هيرسيليا (Hersilia): هذا هو الجنس الأكثر تنوعًا في فصيلة هيرسيلييدي. يشمل العديد من الأنواع الموجودة في جميع أنحاء العالم.
- جنس تيلانوس (Tamopsis): جنس أسترالي، معروف بأنواعه ذات الألوان الزاهية.
- جنس تشيكوتي (Chikunia): جنس صغير موجود في شرق آسيا.
فيما يلي قائمة ببعض أنواع هيرسيلييدي المقبولة من قبل سجل العناكب العالمي:
- Hersilia albinana Foord & Dippenaar-Schoeman, 2006
- Hersilia aldabrensis Benoit, 1979
- Hersilia alluaudi Simon, 1887
- Hersilia ambositrae Foord & Dippenaar-Schoeman, 2006
- Hersilia analis Thorell, 1895
- Hersilia andamanensis Tikader, 1977
- Hersilia arborea Lawrence, 1928
- Hersilia aspera Foord & Dippenaar-Schoeman, 2006
- Hersilia australiensis Baehr & Baehr, 1987
- Hersilia bicuspidata Foord & Dippenaar-Schoeman, 2006
- Hersilia bifurcata Baehr & Baehr, 1993
- Hersilia breviceps Baehr & Baehr, 1993
- Hersilia caudata Audouin, 1826
- Hersilia clathrata Thorell, 1895
- Hersilia deelemanae Baehr & Baehr, 1993
- Hersilia elgonensis Baehr & Baehr, 1987
- Hersilia exigua Baehr & Baehr, 1993
- Hersilia fimbriata Thorell, 1878
- Hersilia flavitarsis Baehr & Baehr, 1993
- Hersilia furcata Foord & Dippenaar-Schoeman, 2006
- Hersilia hildebrandti Simon, 1890
- Hersilia hirsuta Lawrence, 1928
- Hersilia ingae Baehr & Baehr, 1993
- Hersilia insularis Berland, 1920
- Hersilia jamboensis Foord & Dippenaar-Schoeman, 2006
- Hersilia kerek Baehr & Baehr, 1993
- Hersilia kinabaluensis Baehr & Baehr, 1993
- Hersilia lehtineni Baehr & Baehr, 1993
- Hersilia longbottomi Baehr & Baehr, 1993
- Hersilia madagascariensis Foord & Dippenaar-Schoeman, 2006
- Hersilia martensi Baehr & Baehr, 1993
- Hersilia nasuta Foord & Dippenaar-Schoeman, 2006
- Hersilia neocaledonica Baehr & Baehr, 1993
- Hersilia nepalensis Baehr & Baehr, 1993
- Hersilia novaeguineae Baehr & Baehr, 1993
- Hersilia occidentalis Sen, 1973
- Hersilia oraniensis Lucas, 1846
- Hersilia ovata Baehr & Baehr, 1993
- Hersilia pectinata Thorell, 1895
- Hersilia pungwana Foord & Dippenaar-Schoeman, 2006
- Hersilia puranae Bhandari & Gajbe, 2001
- Hersilia savignyi Lucas, 1836
- Hersilia scitula Foord & Dippenaar-Schoeman, 2006
- Hersilia sechellensis Benoit, 1979
- Hersilia sericea Pocock, 1895
- Hersilia setifrons Baehr & Baehr, 1993
- Hersilia sigillata Benoit, 1967
- Hersilia simplicis Baehr & Baehr, 1993
- Hersilia somalica Baert, 1987
- Hersilia sonora Foord & Dippenaar-Schoeman, 2006
- Hersilia striata Wang & Yin, 1991
- Hersilia sumatrana Thorell, 1890
- Hersilia taita Foord & Dippenaar-Schoeman, 2006
- Hersilia taiwanensis Baehr & Baehr, 1993
- Hersilia tellefsoni Baehr & Baehr, 1993
- Hersilia tenella Baehr & Baehr, 1993
- Hersilia thailandica Baehr & Baehr, 1993
- Hersilia tibialis Baehr & Baehr, 1993
- Hersilia vanmoli Baehr & Baehr, 1993
- Hersilia ventralis Baehr & Baehr, 1993
- Hersilia vicina Baehr & Baehr, 1993
- Hersilia vinsoni Benoit, 1967
- Hersilia viridis Baehr & Baehr, 1993
- Hersilia wellsii Baehr & Baehr, 1993
- Hersilia yaeyamaensis Takasuka, 2011
- Genus: Bastanius Zamani & Marusik, 2020
- Bastanius beshkani Zamani & Marusik, 2020
- Genus: Bas Zamani & Marusik, 2020
- Bas baraan Zamani & Marusik, 2020
أهمية عناكب هيرسيلييدي في البيئة
تلعب عناكب هيرسيلييدي دورًا مهمًا في النظام البيئي الذي تعيش فيه. كحيوانات مفترسة، فإنها تساعد في التحكم في أعداد الحشرات واللافقاريات الصغيرة الأخرى. وهذا يساهم في الحفاظ على التوازن البيئي. بالإضافة إلى ذلك، تعمل كغذاء للحيوانات المفترسة الأكبر حجمًا، مثل الطيور والزواحف. دراسة هذه العناكب وسلوكها يمكن أن توفر رؤى قيمة حول التنوع البيولوجي والسلوكيات التكيفية للحياة البرية.
حفظ عناكب هيرسيلييدي
على الرغم من أن عناكب هيرسيلييدي ليست مهددة بشكل عام بالانقراض، إلا أن فقدان الموائل والتغيرات البيئية قد تؤثر على بعض الأنواع المحلية. الحفاظ على هذه العناكب يتطلب الحفاظ على بيئاتها الطبيعية، بما في ذلك الغابات والأراضي العشبية والمناطق الأخرى التي تعيش فيها. جهود الحفظ قد تشمل:
- حماية الموائل: الحفاظ على الغابات والمناطق الطبيعية الأخرى من التدمير.
- إدارة الغابات المستدامة: ممارسة إدارة الغابات التي تحافظ على التنوع البيولوجي.
- الحد من استخدام المبيدات الحشرية: التقليل من استخدام المبيدات الحشرية التي قد تؤثر على العناكب وفرائسها.
- البحث والتعليم: زيادة الوعي العام بأهمية هذه العناكب والحاجة إلى الحفاظ عليها.
تحديات البحث في مجال هيرسيلييدي
على الرغم من الأهمية البيئية لعناكب هيرسيلييدي، فإن البحث في هذا المجال لا يزال يواجه بعض التحديات. تشمل هذه التحديات:
- الصعوبة في الوصول: تعيش العديد من الأنواع في مناطق نائية أو يصعب الوصول إليها.
- التصنيف: قد يكون من الصعب تصنيف الأنواع بسبب التشابه الكبير بينها.
- قلة التمويل: غالبًا ما يكون التمويل المتاح لأبحاث العناكب محدودًا.
- الحاجة إلى التعاون الدولي: تتطلب دراسة هذه العناكب التعاون بين الباحثين من مختلف البلدان والمناطق.
نصائح لمراقبة عناكب هيرسيلييدي
إذا كنت مهتمًا بمراقبة عناكب هيرسيلييدي، فإليك بعض النصائح:
- ابحث عن البيئة المناسبة: ابحث عن هذه العناكب في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، مثل الغابات والأراضي العشبية.
- ابحث عن أماكن الاختباء: ابحث عن هذه العناكب على اللحاء، وتحت الصخور، وفي الأوراق المتساقطة.
- لاحظ سلوكها: راقب كيفية اصطيادها للفريسة، وكيفية بناء الشباك، وسلوك التمويه.
- كن صبورًا: قد يستغرق العثور على هذه العناكب بعض الوقت، لذا كن صبورًا ومثابرًا.
- احترم البيئة: لا تقم بإزعاج العناكب أو تدمير بيئتها.
خاتمة
عناكب هيرسيلييدي هي فصيلة رائعة من العناكب، تتميز بمظهرها الفريد، وسلوكها المميز، وأهميتها في النظام البيئي. على الرغم من أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم هذه العناكب بشكل كامل، إلا أننا نعرف بالفعل أنها تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على التوازن البيئي. من خلال فهمنا لهذه العناكب، يمكننا اتخاذ خطوات لحمايتها والحفاظ عليها للأجيال القادمة.