نشأته وبداياته الفنية
ولد بيلا بلازكو في لوغوس، وهي مدينة تقع في الإمبراطورية النمساوية المجرية (تقع الآن في رومانيا). بدأ مسيرته الفنية على خشبة المسرح في المجر، حيث استخدم اسم “لوغوسي” نسبة إلى مسقط رأسه. شارك في العديد من المسرحيات، بما في ذلك مسرحيات شكسبير، واكتسب خبرة كبيرة في الأداء التمثيلي.
خلال الحرب العالمية الأولى، خدم لوغوسي في الجيش النمساوي المجري. بعد الحرب، انخرط في السياسة وانضم إلى نقابة الممثلين، مما جعله شخصية غير مرغوب فيها لدى النظام الحاكم آنذاك. اضطر إلى مغادرة المجر في عام 1919، وهاجر إلى ألمانيا حيث استمر في العمل بالتمثيل في المسرح والأفلام الصامتة.
الهجرة إلى الولايات المتحدة والشهرة العالمية
في عام 1921، هاجر لوغوسي إلى الولايات المتحدة، حيث عمل في البداية في وظائف بسيطة قبل أن يعود إلى التمثيل. لعب دور البطولة في مسرحية “دراكولا” على مسرح برودواي في عام 1927، وحقق نجاحًا كبيرًا. هذا النجاح فتح له الأبواب أمام هوليوود.
في عام 1931، تم اختيار لوغوسي لتجسيد شخصية الكونت دراكولا في فيلم “دراكولا” الذي أنتجته شركة يونيفرسال. حقق الفيلم نجاحًا ساحقًا، وأصبح لوغوسي نجمًا عالميًا. رسخ هذا الدور صورة لوغوسي كممثل رعب، وحدد مسيرته الفنية إلى حد كبير.
أدوار بارزة أخرى
على الرغم من أن دور دراكولا كان الأكثر شهرة، إلا أن لوغوسي قدم أداءً مميزًا في العديد من أفلام الرعب الأخرى، بما في ذلك:
- “Murders in the Rue Morgue” (1932): فيلم مقتبس عن قصة إدغار آلان بو الشهيرة.
- “White Zombie” (1932): يعتبر أحد أوائل أفلام الزومبي.
- “The Black Cat” (1934): فيلم رعب نفسي يجمع لوغوسي مع بوريس كارلوف.
- “The Raven” (1935): فيلم آخر مقتبس عن أعمال إدغار آلان بو.
- “Son of Frankenstein” (1939): عودة إلى سلسلة فرانكشتاين الشهيرة.
غالبًا ما جمعت أفلام لوغوسي بينه وبين بوريس كارلوف، وهو ممثل رعب آخر شهير. تنافس الاثنان على أدوار البطولة، لكنهما حافظا على علاقة احترام متبادل.
تراجع المسيرة الفنية
في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، بدأت مسيرة لوغوسي الفنية في التراجع. عانى من مشاكل مالية وصحية، بالإضافة إلى إدمانه على المورفين. بدأت الأدوار التي عرضت عليه تصبح أقل جودة، واضطر إلى قبول أدوار في أفلام منخفضة الميزانية.
في عام 1956، شارك لوغوسي في فيلم “Plan 9 from Outer Space” للمخرج إد وود. يعتبر هذا الفيلم على نطاق واسع أحد أسوأ الأفلام التي تم إنتاجها على الإطلاق، لكنه أكسب لوغوسي شهرة جديدة من نوع آخر، حيث أصبح رمزًا للأفلام السيئة.
حياته الشخصية
تزوج لوغوسي خمس مرات. عانى من الإدمان على المورفين، وهي مشكلة بدأت بعد تعرضه لإصابة في ساقه خلال الحرب العالمية الأولى. في عام 1955، دخل لوغوسي إلى مركز إعادة تأهيل لعلاج إدمانه، مما أثار اهتمامًا إعلاميًا كبيرًا.
توفي بيلا لوغوسي في 16 أغسطس 1956، عن عمر يناهز 73 عامًا، بسبب نوبة قلبية. دفن وهو يرتدي زي دراكولا، بناءً على طلبه.
إرثه
على الرغم من أن مسيرة لوغوسي الفنية شهدت صعودًا وهبوطًا، إلا أنه ترك بصمة لا تُمحى في تاريخ السينما. يعتبر أحد أعظم ممثلي الرعب على الإطلاق، وسيظل اسمه مرتبطًا إلى الأبد بشخصية الكونت دراكولا. ألهم أداؤه العديد من الممثلين والمخرجين، ولا تزال أفلامه تحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم.
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر لوغوسي شخصية بارزة في ثقافة البوب. ظهرت صورته في العديد من الأعمال الفنية والموسيقية، وألهمت شخصيته العديد من الشخصيات الخيالية الأخرى.
خاتمة
كان بيلا لوغوسي ممثلاً موهوبًا ومثيرًا للجدل. حقق شهرة عالمية بفضل تجسيده لشخصية الكونت دراكولا، لكن مسيرته الفنية شهدت أيضًا فترات صعبة. على الرغم من ذلك، ترك لوغوسي إرثًا دائمًا في عالم السينما، وسيظل يُذكر كواحد من أعظم ممثلي الرعب على الإطلاق.