<![CDATA[
حياته المبكرة
ولد ريتشارد فيرجيل غريس في ريدوود فولز، مينيسوتا، في 1 أكتوبر 1898. نشأ في مزرعة في جنوب غرب مينيسوتا. كان والده، مايكل غريس، مزارعًا، وكانت والدته، ماري إلين (ني ميرفي) غريس، ربة منزل. كان لديه أربعة أشقاء وشقيقتان.
التحق غريس بمدرسة ريدوود فولز الثانوية وتخرج منها عام 1916. بعد التخرج، التحق بجامعة مينيسوتا، لكنه تركها بعد عام واحد للانضمام إلى جيش الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الأولى.
الخدمة العسكرية
خدم غريس في سلاح الجو التابع لجيش الولايات المتحدة كطيار مقاتل خلال الحرب العالمية الأولى. تمركز في فرنسا وقام بعدة مهام قتالية. بعد الحرب، بقي في الجيش واصبح مدرب طيران.
بداية مسيرته المهنية كطيار حركات بهلوانية
بعد تسريحه من الجيش، بدأ غريس مسيرته المهنية كطيار حركات بهلوانية. اكتسب بسرعة سمعة طيبة لمهاراته الجريئة وقدرته على تحطيم الطائرات دون أن يصاب بأذى خطير. غالبًا ما كان يطير في المعارض الجوية والأفلام، وكان يُعرف بقدرته على جعل الطائرات تتحطم بطرق مذهلة ومثيرة.
في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، كان ديك غريس اسماً مألوفاً في أمريكا، حيث أذهل الجماهير بمهاراته الجوية البهلوانية التي تتحدى الموت. لم يكن مجرد طيار؛ لقد كان فنانًا ومخاطرًا، ورائدًا في مجال الطيران البهلواني. لقد دفعه شغفه بالطيران إلى تجاوز حدود ما هو ممكن، وأسس نفسه كواحد من أكثر الشخصيات شهرة في تاريخ الطيران.
بدأ غريس حياته المهنية المتخصصة في تحطيم الطائرات في العشرينيات من القرن الماضي، وهي حقبة كانت فيها المعارض الجوية في أوجها، وكانت الأفلام الصامتة تتطلب أعمالًا مثيرة واقعية. سرعان ما اكتسب سمعة طيبة بسبب استعداده لتحطيم الطائرات مقابل أجر، وغالبًا ما كان ينجو من هذه التحطمات بإصابات طفيفة أو بدون إصابات على الإطلاق. كانت قدرته على حساب المخاطر وتنفيذ التحطمات بدقة أمرًا لا مثيل له.
أفلام هوليود
كان غريس مطلوبًا بشدة في هوليوود بسبب خبرته في مجال الطيران. لعب دور البطولة في العديد من الأفلام، بما في ذلك “Wings” (1927)، وهو فيلم حائز على جائزة الأوسكار يصور معارك جوية من الحرب العالمية الأولى. كما عمل كمستشار فني ومنسق أعمال مثيرة في أفلام أخرى، مما يضمن أصالة وواقعية تسلسل الطيران.
فيلم “Wings” يعتبر من أهم الأفلام التي عمل بها. لعب ديك غريس دورًا حاسمًا في تصوير المشاهد الجوية المذهلة للفيلم. لم يقم هو وزملاؤه الطيارون بتنفيذ الأعمال المثيرة الجريئة فحسب، بل قدموا أيضًا خبرة قيمة للمخرج والممثلين. ساعدت مساهماتهم في جعل فيلم “Wings” علامة فارقة في تاريخ السينما، حيث أسرت الجماهير بواقعه وإثارته.
من بين الأفلام الأخرى التي شارك فيها:
- Hell Divers (1931)
- The Lost Squadron (1932)
- Ace Drummond (1936)
بالإضافة إلى عمله في الأفلام، واصل غريس القيام بأعمال بهلوانية في المعارض الجوية في جميع أنحاء البلاد. كان معروفًا بأسلوبه الجريء وقدرته على إثارة إعجاب الجماهير. لقد كان مؤديًا حقيقيًا، ودائمًا ما كان يبحث عن طرق جديدة لدفع حدود ما هو ممكن في السماء.
أسلوب ديك غريس
كان أسلوب ديك غريس في الطيران البهلواني فريدًا ومميزًا. لقد كان معروفًا بدقته وتوقيته وخبرته في التحكم في الطائرة. لقد قام بدراسة فيزياء الطيران بعناية، وفهم القوى المؤثرة على الطائرات أثناء التحطم. سمح له ذلك بتصميم وتنسيق التحطمات التي بدت خطيرة ولكنها كانت آمنة نسبيًا.
كان غريس أيضًا سيدًا في السيطرة على الحشود. كان يعرف كيف يخلق ترقبًا وإثارة قبل كل حيلة، وكيف يجعل الجمهور على حافة مقاعدهم. لقد كان مؤديًا موهوبًا، ودائمًا ما قدم عرضًا لا يُنسى.
إصابات وحوادث
على الرغم من خبرته، تعرض ديك غريس للعديد من الحوادث والإصابات طوال حياته المهنية. في عام 1927، تحطمت طائرته خلال عرض جوي في كليفلاند، أوهايو. نجا من الحادث بكسر في ساقه وإصابات أخرى. في عام 1930، تحطمت طائرته مرة أخرى خلال تصوير فيلم “The Lost Squadron”. أصيب بكسر في ذراعه وعدد من الضلوع.
على الرغم من هذه النكسات، استمر غريس في الطيران البهلواني لعقود. كان مصممًا على مواصلة فعل ما يحبه، ولم يسمح للخوف أو الإصابة بمنعه. لقد كان رمزًا للمثابرة والشجاعة.
الحياة الشخصية
تزوج ديك غريس ثلاث مرات. تزوج من زوجته الأولى، إلينور، في عام 1922. وأنجبا ابنة واحدة، باتريشيا، قبل أن ينفصلا في عام 1929. تزوج من زوجته الثانية، كاثرين، في عام 1930. وتطلقا في عام 1935. تزوج من زوجته الثالثة، بيتي، في عام 1940. وبقيا متزوجين حتى وفاته في عام 1965.
خارج الطيران، كان غريس رجلًا محبًا للخارج. كان يستمتع بالصيد وصيد الأسماك والتخييم. كان أيضًا موسيقيًا موهوبًا، وكان يعزف على البيانو والساكسفون.
التقاعد والوفاة
تقاعد ديك غريس من الطيران البهلواني في الخمسينيات من القرن الماضي. بعد تقاعده، انتقل إلى ولاية أريزونا، حيث افتتح مزرعة. توفي في 25 يونيو 1965، عن عمر يناهز 66 عامًا، بسبب نوبة قلبية في منزله في فوينكس، أريزونا.
كان ديك غريس شخصية أسطورية في عالم الطيران. لقد كان طيارًا ماهرًا ومخاطرًا ورائدًا. لقد ألهم عددًا لا يحصى من الأشخاص لمتابعة أحلامهم، وسيتم تذكره دائمًا كواحد من أعظم الطيارين البهلوانيين على الإطلاق.
إرث ديك غريس
يستمر إرث ديك غريس في إلهام الطيارين البهلوانيين وعشاق الطيران في جميع أنحاء العالم. تُظهر قصته أنه مع التفاني والموهبة، يمكن تحقيق أي شيء. لقد كان رمزًا للشجاعة والمثابرة، وسيتم تذكره دائمًا كواحد من أعظم الطيارين البهلوانيين على الإطلاق.
بالإضافة إلى مساهماته في مجال الطيران، كان غريس أيضًا فاعل خير. تبرع بالمال والوقت للعديد من المؤسسات الخيرية، وكان دائمًا على استعداد لتقديم يد العون للمحتاجين. لقد كان رجلاً طيبًا وكريمًا، وسيفتقده بشدة كل من عرفوه.
خاتمة
كان ديك غريس شخصية بارزة في تاريخ الطيران، اشتهر بمهاراته الجريئة في الطيران البهلواني وتحطيم الطائرات. من خلال عمله في الأفلام والمعارض الجوية، أذهل الجماهير وألهم الكثيرين. على الرغم من المخاطر الكامنة في مهنته، استمر غريس في تجاوز حدود ما هو ممكن في السماء، تاركًا وراءه إرثًا دائمًا من الشجاعة والمثابرة.