<![CDATA[
مقدمة
تعتبر دائرة الشمال الشرقي الحضري دائرة انتخابية جماعية سابقة في فيجي، وكانت إحدى الدوائر الانتخابية الجماعية الـ 23 المخصصة للسكان الأصليين (الفيجيين الأصليين). تأسست هذه الدائرة بهدف تمثيل مصالح الفيجيين الأصليين القاطنين في المناطق الحضرية الشمالية الشرقية من فيجي. تم إلغاء هذه الدائرة لاحقًا بموجب التعديلات الدستورية التي تم إدخالها في عام 2013.
نظام الدوائر الانتخابية الجماعية في فيجي
قبل التعديلات الدستورية لعام 2013، كان النظام الانتخابي في فيجي يعتمد على نظام الدوائر الانتخابية الجماعية والعامة. كانت الدوائر الجماعية مخصصة لتمثيل مجموعات عرقية محددة، مثل الفيجيين الأصليين والهنود الفيجيين وغيرهم من المجموعات العرقية. كان الهدف من هذا النظام هو ضمان تمثيل عادل لجميع المجموعات العرقية في البرلمان الفيجي. ومع ذلك، كان هذا النظام أيضًا عرضة للانتقادات بسبب تعزيزه للانقسامات العرقية في السياسة الفيجيجية.
كانت الدوائر الانتخابية العامة، من ناحية أخرى، مفتوحة لجميع الناخبين بغض النظر عن العرق. كان يتم انتخاب المرشحين في هذه الدوائر بناءً على نظام الأغلبية البسيطة، حيث يفوز المرشح الذي يحصل على أكبر عدد من الأصوات.
تاريخ دائرة الشمال الشرقي الحضري
تم إنشاء دائرة الشمال الشرقي الحضري في الأصل بموجب دستور عام 1997، والذي أدخل نظامًا انتخابيًا جديدًا في فيجي. كان الهدف من إنشاء هذه الدائرة هو تمثيل مصالح الفيجيين الأصليين القاطنين في المناطق الحضرية الشمالية الشرقية. وقد شهدت الدائرة عدة انتخابات عامة قبل إلغائها في عام 2013.
خلال فترة وجودها، كانت دائرة الشمال الشرقي الحضري معقلًا لحزب الرابطة الفيجيجية (SDL)، وهو حزب سياسي يمثل مصالح الفيجيين الأصليين. فاز مرشحو حزب الرابطة الفيجيجية بجميع المقاعد في هذه الدائرة في جميع الانتخابات العامة التي أجريت قبل عام 2013.
التمثيل السياسي
مثّلت دائرة الشمال الشرقي الحضري في البرلمان الفيجي مجموعة محددة من السكان الفيجيين الأصليين القاطنين في المناطق الحضرية الشمالية الشرقية. كان النائب المنتخب عن هذه الدائرة مسؤولاً عن تمثيل مصالح هؤلاء السكان في البرلمان، والدفاع عن حقوقهم واحتياجاتهم.
كان من المتوقع أيضًا أن يكون النائب المنتخب عن هذه الدائرة على دراية بالتحديات والقضايا التي تواجهها المجتمعات الحضرية الشمالية الشرقية، وأن يعمل على إيجاد حلول لهذه التحديات. وقد شملت هذه التحديات قضايا مثل البطالة، والفقر، والحصول على التعليم والرعاية الصحية.
إلغاء الدائرة
تم إلغاء دائرة الشمال الشرقي الحضري في عام 2013 بموجب التعديلات الدستورية التي أدخلتها حكومة فرانك باينيماراما. ألغت هذه التعديلات نظام الدوائر الانتخابية الجماعية، واستبدلته بنظام التمثيل النسبي على مستوى البلاد. بموجب هذا النظام الجديد، يتم انتخاب النواب من خلال قائمة وطنية، ويتم تخصيص المقاعد للأحزاب السياسية بما يتناسب مع عدد الأصوات التي تحصل عليها في الانتخابات العامة.
كان الهدف من إلغاء الدوائر الانتخابية الجماعية هو تعزيز الوحدة الوطنية وتقليل الانقسامات العرقية في السياسة الفيجيجية. ومع ذلك، فقد أثار هذا الإلغاء أيضًا بعض الجدل، حيث زعم البعض أنه أدى إلى تقليل تمثيل الفيجيين الأصليين في البرلمان.
الآثار المترتبة على إلغاء الدائرة
كان لإلغاء دائرة الشمال الشرقي الحضري آثار كبيرة على السياسة الفيجيجية. أولاً، أدى إلى تقليل تمثيل الفيجيين الأصليين في البرلمان. في السابق، كان الفيجيون الأصليون يمثلون في البرلمان من خلال الدوائر الانتخابية الجماعية المخصصة لهم. ومع ذلك، بموجب النظام الجديد للتمثيل النسبي، لم يعد لديهم ضمان بتمثيل محدد.
ثانيًا، أدى إلغاء الدائرة إلى زيادة المنافسة بين الأحزاب السياسية. في السابق، كانت الأحزاب السياسية تركز على الفوز بالدوائر الانتخابية الجماعية المخصصة لمجموعاتها العرقية. ومع ذلك، بموجب النظام الجديد للتمثيل النسبي، يتعين على الأحزاب السياسية التنافس على الأصوات من جميع المجموعات العرقية.
ثالثًا، أدى إلغاء الدائرة إلى تغيير طبيعة السياسة الفيجيجية. في السابق، كانت السياسة الفيجيجية تتميز بالانقسامات العرقية. ومع ذلك، بموجب النظام الجديد للتمثيل النسبي، أصبحت السياسة الفيجيجية أكثر تركيزًا على القضايا الوطنية.
التحديات الحالية والمستقبلية
لا تزال فيجي تواجه العديد من التحديات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وتشمل هذه التحديات قضايا مثل الفقر، والبطالة، وتغير المناخ، والانقسامات العرقية. من أجل التغلب على هذه التحديات، من المهم أن تعمل جميع المجموعات العرقية في فيجي معًا لتحقيق مستقبل أفضل للجميع.
يمكن للحكومة الفيجيجية أن تلعب دورًا مهمًا في تعزيز الوحدة الوطنية وتقليل الانقسامات العرقية. يمكن للحكومة أن تفعل ذلك من خلال تنفيذ سياسات تعزز المساواة والعدالة الاجتماعية، ومن خلال توفير فرص متساوية لجميع الفيجيين بغض النظر عن العرق.
يمكن للمجتمع المدني في فيجي أيضًا أن يلعب دورًا مهمًا في تعزيز الوحدة الوطنية وتقليل الانقسامات العرقية. يمكن لمنظمات المجتمع المدني أن تفعل ذلك من خلال تنظيم برامج تعزز التفاهم والتعاون بين المجموعات العرقية المختلفة.
إن مستقبل فيجي يعتمد على قدرة جميع الفيجيين على العمل معًا لتحقيق مستقبل أفضل للجميع. من خلال العمل معًا، يمكن للفيجيين التغلب على التحديات التي تواجههم، وبناء مجتمع أكثر عدلاً ومساواة.
الأهمية التاريخية
على الرغم من إلغائها، تظل دائرة الشمال الشرقي الحضري جزءًا مهمًا من التاريخ السياسي لفيجي. تمثل هذه الدائرة فترة في تاريخ فيجي تميزت بالانقسامات العرقية والتمثيل العرقي في السياسة. إن فهم تاريخ هذه الدائرة يمكن أن يساعدنا في فهم التحديات التي واجهتها فيجي في الماضي، والتحديات التي لا تزال تواجهها اليوم.
كما أن إلغاء هذه الدائرة يمثل أيضًا تحولًا مهمًا في السياسة الفيجيجية. يمثل هذا الإلغاء محاولة لتقليل الانقسامات العرقية وتعزيز الوحدة الوطنية. على الرغم من أن هذا التحول لم يكن سهلاً، إلا أنه يمثل خطوة مهمة نحو بناء مجتمع أكثر عدلاً ومساواة في فيجي.
خاتمة
كانت دائرة الشمال الشرقي الحضري دائرة انتخابية جماعية سابقة في فيجي، وكانت تهدف إلى تمثيل مصالح الفيجيين الأصليين القاطنين في المناطق الحضرية الشمالية الشرقية. تم إلغاء هذه الدائرة في عام 2013 بموجب التعديلات الدستورية التي أدخلتها حكومة فرانك باينيماراما. كان لإلغاء هذه الدائرة آثار كبيرة على السياسة الفيجيجية، حيث أدى إلى تقليل تمثيل الفيجيين الأصليين في البرلمان، وزيادة المنافسة بين الأحزاب السياسية، وتغيير طبيعة السياسة الفيجيجية.