نشأته وتعليمه
ولد جيلبرت بوكينيا في 8 مايو 1949 في منطقة لوانغو، مقاطعة بوسيرو، في أوغندا الوسطى. تلقى تعليمه المبكر في مدرسة دوانغو الابتدائية ثم التحق بمدرسة سانت ماري الثانوية في كيسوبي. أظهر بوكينيا تفوقاً أكاديمياً في سنوات دراسته، مما أهله للالتحاق بكلية الطب في جامعة ماكيريري. تخرج بوكينيا بدرجة بكالوريوس الطب والجراحة (MBChB)، ثم حصل على درجة الماجستير في الطب (MMed) متخصصاً في الجراحة.
مسيرته المهنية في الطب
بعد الانتهاء من دراسته، بدأ بوكينيا مسيرته المهنية كطبيب في مستشفى مولاجو، المستشفى التعليمي التابع لجامعة ماكيريري. سرعان ما أثبت نفسه كجراح ماهر ومخلص. في عام 1990، تمت ترقيته إلى منصب أستاذ مشارك في الجراحة، ثم أصبح أستاذاً كاملاً في عام 1994. خلال فترة عمله في جامعة ماكيريري، قام بوكينيا بتدريس وتوجيه العديد من طلاب الطب، وساهم في تطوير الرعاية الصحية في أوغندا. بالإضافة إلى ذلك، أجرى أبحاثاً واسعة النطاق في مجال الجراحة، ونشر العديد من المقالات العلمية في المجلات الطبية المرموقة.
دخوله عالم السياسة
في عام 1996، دخل جيلبرت بوكينيا عالم السياسة عندما تم انتخابه عضواً في البرلمان الأوغندي ممثلاً لمنطقة بوسيرو الشمالية. كان دخوله إلى السياسة مدفوعاً برغبته في خدمة مجتمعه والمساهمة في تطوير أوغندا. سرعان ما برز بوكينيا كسياسي نشط ومؤثر، حيث دافع عن قضايا الرعاية الصحية والتعليم والتنمية الريفية. انضم بوكينيا إلى حركة المقاومة الوطنية (NRM)، الحزب الحاكم في أوغندا، وأصبح من المقربين للرئيس يويري موسيفيني.
نائب رئيس أوغندا
في 23 مايو 2003، عين الرئيس يويري موسيفيني جيلبرت بوكينيا نائباً لرئيس أوغندا. كان تعيين بوكينيا في هذا المنصب الرفيع بمثابة اعتراف بجهوده وإسهاماته في خدمة البلاد. خلال فترة ولايته كنائب للرئيس، لعب بوكينيا دوراً مهماً في إدارة شؤون الدولة، وشارك في اتخاذ القرارات الحاسمة التي أثرت على مستقبل أوغندا. ترأس بوكينيا العديد من اللجان الحكومية، وقام بتمثيل أوغندا في المحافل الإقليمية والدولية. كما كان مسؤولاً عن الإشراف على تنفيذ العديد من البرامج الحكومية التي تهدف إلى تحسين مستوى معيشة الأوغنديين.
من أبرز إنجازات بوكينيا كنائب للرئيس:
- تعزيز التعليم: قام بوكينيا بدور فعال في تعزيز التعليم في أوغندا، حيث دعم زيادة الاستثمار في المدارس والجامعات، وتحسين جودة التعليم، وتوسيع فرص الحصول على التعليم للجميع.
- تطوير الرعاية الصحية: عمل بوكينيا على تطوير الرعاية الصحية في أوغندا، حيث دعم بناء المستشفيات والمراكز الصحية الجديدة، وتوفير المعدات الطبية الحديثة، وتدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية.
- التنمية الريفية: أولى بوكينيا اهتماماً خاصاً بالتنمية الريفية، حيث دعم تنفيذ المشاريع التي تهدف إلى تحسين الزراعة، وتوفير المياه النظيفة، وتطوير البنية التحتية في المناطق الريفية.
- مكافحة الفساد: شارك بوكينيا في جهود مكافحة الفساد في أوغندا، حيث دعا إلى تعزيز الشفافية والمساءلة في الإدارة العامة، وتطبيق القانون على جميع المتورطين في قضايا الفساد.
حياته الشخصية
جيلبرت بوكينيا متزوج ولديه العديد من الأطفال. يُعرف بوكينيا بأنه شخص متواضع ومحبوب، ويتمتع بشعبية كبيرة بين الأوغنديين. يشتهر بوكينيا أيضاً بحبه للزراعة، ويمتلك مزرعة كبيرة حيث يقوم بزراعة مختلف المحاصيل وتربية الحيوانات.
قضايا مثيرة للجدل
على الرغم من مسيرته المهنية اللامعة، واجه جيلبرت بوكينيا بعض القضايا المثيرة للجدل خلال فترة ولايته كنائب للرئيس. اتُهم بوكينيا بالفساد وإساءة استخدام السلطة، لكنه نفى هذه الاتهامات بشدة. في عام 2011، خسر بوكينيا منصبه كنائب للرئيس في تعديل وزاري أجراه الرئيس موسيفيني.
حياته بعد منصب نائب الرئيس
بعد تركه منصبه كنائب للرئيس، بقي جيلبرت بوكينيا نشطاً في السياسة. في عام 2016، ترشح للرئاسة ضد الرئيس موسيفيني، لكنه خسر الانتخابات. استمر بوكينيا في التعبير عن آرائه حول القضايا السياسية والاقتصادية في أوغندا، ودعا إلى إصلاحات سياسية واقتصادية شاملة.
في عام 2021، أعلن بوكينيا اعتزاله السياسة، وقال إنه يريد التركيز على حياته الشخصية وعائلته. ومع ذلك، لا يزال بوكينيا شخصية مؤثرة في أوغندا، ويحظى باحترام واسع النطاق.
إرثه
يُعتبر جيلبرت بوكينيا شخصية بارزة في تاريخ أوغندا الحديث. لعب بوكينيا دوراً مهماً في تطوير الرعاية الصحية والتعليم والتنمية الريفية في أوغندا. على الرغم من بعض القضايا المثيرة للجدل التي واجهها، إلا أنه يُذكر بإسهاماته في خدمة بلاده وشعبه.
الجوائز والتكريمات
حصل جيلبرت بوكينيا على العديد من الجوائز والتكريمات تقديراً لخدماته وإسهاماته، منها:
- وسام الاستحقاق الوطني من حكومة أوغندا
- الدكتوراه الفخرية في القانون من جامعة ماكيريري
- جائزة الخدمة المتميزة من جمعية الأطباء الأوغنديين
خاتمة
جيلبرت بوكينيا شخصية سياسية وطبية بارزة في أوغندا، شغل منصب نائب رئيس البلاد وساهم في تطوير الرعاية الصحية والتعليم والتنمية الريفية. على الرغم من بعض القضايا المثيرة للجدل، إلا أنه يُذكر بإسهاماته في خدمة بلاده وشعبه، ويظل شخصية مؤثرة ومحترمة في أوغندا.