<![CDATA[
نشأتها وحياتها المبكرة
ولدت الأميرة يولاندا في روما، إيطاليا، في 1 يونيو 1901. كانت الابنة الأولى للملك فيكتور إيمانويل الثالث والملكة إيلينا من الجبل الأسود. نشأت في بيئة ملكية، وتلقت تعليمًا كلاسيكيًا في القراءة والكتابة والآداب والتاريخ. أتقنت عدة لغات، مما أتاح لها التفاعل مع الدبلوماسيين والشخصيات الهامة من جميع أنحاء العالم. كان لتربيتها الملكية تأثير كبير على شخصيتها، حيث تعلمت أهمية الواجب والمسؤولية تجاه شعبها.
شهدت طفولة يولاندا وبداية شبابها فترة من التغيير السياسي والاجتماعي في إيطاليا وأوروبا بشكل عام. كانت إيطاليا في ذلك الوقت قوة صاعدة، ولكنها كانت تعاني أيضًا من التوترات الداخلية. أثرت هذه الأحداث على حياة الأميرة ومستقبلها.
زواجها وأسرتها
في 9 أبريل 1923، تزوجت الأميرة يولاندا من الكونت جورجيو كارلو كالفي دي بيرغولو. كان الزواج مدبرًا إلى حد كبير، ويعكس تحالفات سياسية وعائلية. أنجب الزوجان خمسة أطفال: الأميرة ماريا بياتريس (1924-2021)، الأميرة فيكتوريا (1925-2022)، الأميرة جيوفانا (1927-2007)، الكونت ألبيرتو (1928-2022)، والكونتيسة ماريا كريستينا (ولدت عام 1933). لعب أطفالها دورًا في الحفاظ على تراث العائلة المالكة.
كان زواج يولاندا من زواج تقليدي إلى حد كبير، حيث لعبت دور الزوجة والأم. على الرغم من القيود المفروضة على النساء في تلك الفترة، تمكنت يولاندا من الحفاظ على علاقاتها مع العائلة المالكة وبعض الأوساط الاجتماعية. كان لديها اهتمام بالشؤون الاجتماعية والخيرية، وقامت ببعض الأعمال التي تركت أثرًا إيجابيًا.
دورها خلال الحرب العالمية الثانية
خلال الحرب العالمية الثانية، لعبت الأميرة يولاندا دورًا في محاولة التخفيف من معاناة الشعب الإيطالي. شهدت إيطاليا فترة من الاضطرابات السياسية والاجتماعية، وتأثرت بشدة بالحرب. عملت يولاندا على توفير الدعم المالي والاجتماعي للمحتاجين، وشاركت في جهود الإغاثة الإنسانية. كانت زياراتها للمستشفيات والمخيمات تهدف إلى رفع الروح المعنوية.
كانت فترة الحرب صعبة على العائلة المالكة. شهدت إيطاليا تغييرات سياسية جذرية، بما في ذلك سقوط النظام الفاشي وتشكيل الجمهورية الإيطالية. أجبر الملك فيكتور إيمانويل الثالث على التنازل عن العرش، مما أدى إلى هجرة العائلة المالكة. عانت يولاندا وعائلتها من هذه التغييرات، لكنها استمرت في الحفاظ على هويتها الملكية.
حياتها في المنفى
بعد الحرب العالمية الثانية، اضطرت العائلة المالكة الإيطالية إلى مغادرة البلاد. انتقلت يولاندا وعائلتها إلى المنفى في سويسرا أولاً، ثم انتقلوا إلى أماكن أخرى. كان المنفى فترة صعبة، حيث فقدوا الكثير من ممتلكاتهم ونفوذهم. على الرغم من هذه الصعوبات، حافظت يولاندا على كرامتها والتزامها بواجباتها تجاه عائلتها.
أمضت يولاندا سنوات عديدة في المنفى، وحاولت الحفاظ على الروابط مع إيطاليا وشعبها. قامت بزيارات متكررة لإيطاليا بعد السماح لأفراد العائلة المالكة بالعودة. لعبت دورًا رمزيًا في الحفاظ على تراث عائلة سافوي.
اهتماماتها وأنشطتها
بالإضافة إلى دورها كأميرة، كانت ليولاندا اهتمامات شخصية متنوعة. كانت تحب القراءة والكتابة، وكانت مهتمة بالفنون والثقافة. كانت تحضر الحفلات الموسيقية والمعارض الفنية، وكانت تجمع التحف والقطع الفنية. كانت أيضًا مهتمة بالشؤون الاجتماعية والخيرية، وشاركت في العديد من الأنشطة الإنسانية.
كانت يولاندا تحظى بتقدير كبير من قبل المقربين منها. كانت معروفة بشخصيتها الدافئة وحسن المعاملة، وكانت تحظى باحترام كبير من قبل عائلتها وأصدقائها. تركت بصمة إيجابية على كل من عرفها.
إرثها
توفيت الأميرة يولاندا في روما في 16 أكتوبر 1986، عن عمر يناهز 85 عامًا. تركت إرثًا غنيًا، يجمع بين دورها كأميرة من العائلة المالكة الإيطالية، ومشاركتها في الأحداث التاريخية الهامة، والتزامها بقيم العائلة والواجب.
يعتبر تاريخ حياتها مثالًا على كيفية تعامل أفراد العائلات المالكة مع التغييرات السياسية والاجتماعية. ساهمت في فهم تعقيدات تاريخ إيطاليا وأوروبا في القرن العشرين.
خاتمة
الأميرة يولاندا من سافوي كانت شخصية بارزة في التاريخ الإيطالي والأوروبي. بصفتها ابنة الملك فيكتور إيمانويل الثالث، لعبت دورًا مهمًا في العائلة المالكة وشهدت فترة مضطربة من التاريخ. من خلال زواجها، وأنشطتها الخيرية، ومواقفها خلال الحرب العالمية الثانية، تركت يولاندا إرثًا من الواجب والمسؤولية تجاه شعبها وعائلتها. كان لها تأثير كبير على كل من عرفها، ولا يزال إرثها يذكر حتى اليوم.