<![CDATA[
التاريخ والنشأة
بدأ بناء مبنى الكابيتوليو في عام 1926، وتم الانتهاء منه في عام 1929. تم تصميمه من قبل المهندس المعماري الكوبي إيغناسيو ألكوسير، وكان يهدف إلى أن يكون بمثابة مقر للكونغرس الكوبي. استوحى ألكوسير تصميمه من مباني أخرى مماثلة، أبرزها مبنى الكابيتول في واشنطن العاصمة، بالإضافة إلى معالم معمارية كلاسيكية أخرى. استغرق بناء المبنى حوالي ثلاث سنوات، وتطلب توظيف الآلاف من العمال واستخدام مواد بناء مستوردة من جميع أنحاء العالم.
خلال فترة تشييده، كان مبنى الكابيتوليو يعتبر واحدًا من أكبر المباني وأكثرها فخامة في منطقة البحر الكاريبي. تميز المبنى بتفاصيله المعمارية الدقيقة، بما في ذلك الأعمدة الكورنثية الضخمة، والواجهات المنحوتة، والقبة التي يبلغ ارتفاعها حوالي 92 مترًا. في ذلك الوقت، كانت القبة ثالث أكبر قبة في العالم بعد قبة كنيسة القديس بطرس في روما وقبة كاتدرائية القديس بولس في لندن.
التصميم المعماري
يمثل مبنى الكابيتوليو تحفة معمارية تجمع بين عناصر العمارة الكلاسيكية والنهضة. يتميز بتناظره المثالي، وواجهته الأمامية المهيبة، وتفاصيله المعمارية الدقيقة. يشتمل المبنى على العديد من العناصر المميزة، بما في ذلك:
- القبة: وهي أبرز معالم المبنى، وتتميز بتصميمها الفريد وارتفاعها الشاهق. يمكن رؤية القبة من جميع أنحاء هافانا تقريبًا، وهي رمز للمدينة.
- الأعمدة: يضم المبنى عددًا كبيرًا من الأعمدة الكورنثية، التي تضفي عليه فخامة ورقيًا.
- الواجهات: تتميز الواجهات بتفاصيلها المنحوتة، التي تصور مشاهد من التاريخ الكوبي.
- الداخلية: تحتوي الداخلية على العديد من القاعات الفسيحة، المزينة بالرخام والمنحوتات واللوحات الجدارية.
- تمثال “تمثال الجمهورية”: يقع هذا التمثال الذهبي الضخم داخل المبنى، ويعتبر أكبر تمثال مغطى بالذهب في العالم.
استخدم في بناء المبنى الرخام الفاخر، والبرونز، والزجاج، والأخشاب الثمينة، مما يضفي عليه طابعًا من الفخامة والأناقة. تم تصميم المبنى ليكون بمثابة رمز للقوة والسلطة، وقد نجح في ذلك بشكل كبير.
أهمية المبنى عبر التاريخ
لعب مبنى الكابيتوليو دورًا محوريًا في تاريخ كوبا. منذ افتتاحه في عام 1929، كان بمثابة مقر للكونغرس الكوبي، وشهد العديد من الأحداث التاريخية الهامة. بعد الثورة الكوبية في عام 1959، تم تحويل المبنى إلى وزارة العلوم والتكنولوجيا، ثم إلى وزارة العلوم والتكنولوجيا والبيئة. في عام 2010، بدأ العمل في ترميم المبنى، بهدف إعادته إلى مجده السابق.
خلال فترة عمله كمقر للكونغرس، شهد المبنى صعود وسقوط العديد من الحكومات، واتخاذ القرارات التي شكلت مسار تاريخ كوبا. كان المبنى أيضًا مكانًا للاحتفالات والمراسم الرسمية، وشهد زيارة العديد من الشخصيات الهامة من جميع أنحاء العالم.
بعد الثورة، تغيرت وظيفة المبنى، لكنه ظل رمزًا هامًا للثقافة والتاريخ الكوبي. تم استخدامه كمركز للعلوم والتكنولوجيا، مما ساهم في تطوير البلاد في هذا المجال. في عام 2010، بدأ مشروع ترميم شامل للمبنى، بهدف الحفاظ عليه للأجيال القادمة.
الترميم وإعادة الافتتاح
بدأ مشروع ترميم مبنى الكابيتوليو في عام 2010، واستغرق عدة سنوات. تضمن المشروع تجديد الواجهات الخارجية، وإصلاح القبة، وترميم الداخلية، وإعادة تأهيل الأنظمة الكهربائية والميكانيكية. تم استخدام مواد بناء مماثلة للمواد الأصلية، مع الحفاظ على التفاصيل المعمارية الدقيقة. تم الانتهاء من أعمال الترميم في عام 2019، وتم إعادة افتتاح المبنى للجمهور.
يعد ترميم مبنى الكابيتوليو إنجازًا هامًا، يظهر التزام الحكومة الكوبية بالحفاظ على التراث الثقافي للبلاد. تم إعادة المبنى إلى مجده السابق، وهو الآن مفتوح للزوار، الذين يمكنهم الاستمتاع بجماله المعماري وتاريخه الغني. يمكن للزوار التجول في القاعات الفسيحة، ومشاهدة الأعمال الفنية، والتعرف على تاريخ كوبا. أصبح المبنى مرة أخرى رمزًا للفخر الوطني، ووجهة سياحية رئيسية في هافانا.
المبنى اليوم
في الوقت الحاضر، يعتبر مبنى الكابيتوليو أحد أهم المعالم السياحية في هافانا. يجذب آلاف الزوار كل عام، الذين يأتون للاستمتاع بجماله المعماري، والتعرف على تاريخه الغني. يمكن للزوار القيام بجولات إرشادية، وزيارة القاعات الفسيحة، ومشاهدة الأعمال الفنية، والتقاط الصور التذكارية. أصبح المبنى رمزًا للفخر الوطني، ووجهة سياحية رئيسية.
بالإضافة إلى كونه معلمًا سياحيًا، يستخدم مبنى الكابيتوليو أيضًا كمقر لبعض المؤسسات الحكومية. تستضيف القاعات الفسيحة للمبنى المؤتمرات والاجتماعات الرسمية، وتعرض بعض المعارض الفنية والثقافية. يمثل المبنى رمزًا هامًا للدولة الكوبية، ويجسد تاريخها العريق وتراثها الثقافي.
حقائق مثيرة للاهتمام
- يحتوي المبنى على تمثال “تمثال الجمهورية”، وهو أكبر تمثال مغطى بالذهب في العالم.
- تبلغ مساحة المبنى حوالي 68,000 متر مربع.
- استغرق بناء المبنى ثلاث سنوات.
- تم تصميم المبنى على غرار مبنى الكابيتول في واشنطن العاصمة، لكنه أكبر منه قليلاً.
- يحتوي المبنى على 550 غرفة.
خاتمة
يُعد مبنى الكابيتوليو تحفة معمارية فريدة من نوعها، ورمزًا هامًا لتاريخ وثقافة كوبا. بفضل تصميمه المهيب وتاريخه الغني، يجذب المبنى الزوار من جميع أنحاء العالم. بعد عملية ترميم شاملة، استعاد المبنى مجده السابق، وأصبح مرة أخرى وجهة سياحية رئيسية في هافانا. يمثل هذا الصرح العريق شاهدًا على تاريخ كوبا، ويستمر في إلهام وإبهار الزوار من جميع الأعمار.