مقدمة
بنجامين ديفيد سانتر (ولد في 3 يونيو 1955) هو باحث مناخي في مختبر لورانس ليفرمور الوطني وعالم أبحاث سابق. تتركز أبحاث سانتر على تحديد التأثيرات البشرية على المناخ العالمي. وقد استخدم التحليل الإحصائي لبيانات الأرصاد الجوية للعثور على أدلة على وجود بصمة بشرية واضحة في سجل درجة حرارة المناخ. يُعتبر سانتر شخصية بارزة في مجال علم المناخ، وقد ساهم بشكل كبير في فهمنا لتغير المناخ وتأثيراته على كوكب الأرض.
الحياة المبكرة والتعليم
ولد بنجامين سانتر في واشنطن العاصمة. تلقى تعليمه في جامعة يورك في إنجلترا، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الرياضيات عام 1976. ثم واصل دراساته في جامعة إيست أنجليا، حيث حصل على درجة الماجستير في علم الأرصاد الجوية عام 1978. في عام 1987، حصل سانتر على درجة الدكتوراه في علم المناخ من جامعة إيست أنجليا، حيث ركزت أطروحته على الكشف عن التغيرات المناخية الناجمة عن النشاط البشري.
العمل البحثي
بعد حصوله على درجة الدكتوراه، انضم سانتر إلى مختبر لورانس ليفرمور الوطني كباحث مناخي. هناك، قاد فريقًا من العلماء الذين قاموا بتحليل بيانات الأرصاد الجوية من جميع أنحاء العالم. كان الهدف من هذا التحليل هو تحديد ما إذا كانت هناك أي أنماط تشير إلى وجود تأثير بشري على المناخ. وقد توصل فريق سانتر إلى أدلة قوية على وجود بصمة بشرية واضحة في سجل درجة حرارة المناخ. أظهرت أبحاثهم أن الغازات الدفيئة المنبعثة من الأنشطة البشرية، مثل حرق الوقود الأحفوري، تتسبب في ارتفاع درجة حرارة الكوكب.
ركز عمل سانتر على استخدام النماذج المناخية لتمييز التغيرات المناخية الطبيعية عن تلك الناجمة عن التأثيرات البشرية. وقد استخدم التحليل الإحصائي لبيانات الأرصاد الجوية للعثور على أدلة على وجود بصمة بشرية واضحة في سجل درجة حرارة المناخ. تشمل مساهماته الرئيسية:
- تطوير طرق إحصائية للكشف عن إشارات تغير المناخ: ساعدت هذه الطرق في التمييز بين التغيرات الطبيعية وتقلبات المناخ وتلك الناتجة عن الأنشطة البشرية.
- تحليل بيانات الأقمار الصناعية وقياسات درجة الحرارة السطحية: سمح هذا التحليل بفهم أفضل لكيفية تغير درجة حرارة الغلاف الجوي للأرض والمحيطات بمرور الوقت.
- استخدام النماذج المناخية لمحاكاة آثار الغازات الدفيئة على المناخ: ساعدت هذه النماذج في تقييم مدى تأثير الأنشطة البشرية على ارتفاع درجة حرارة الكوكب.
نُشرت نتائج أبحاث سانتر في العديد من المجلات العلمية المرموقة، وقد استُشهد بها على نطاق واسع من قبل علماء المناخ وصانعي السياسات في جميع أنحاء العالم. وقد ساهم عمله بشكل كبير في فهمنا لتغير المناخ وتأثيراته على كوكب الأرض. بالإضافة إلى ذلك، عمل سانتر كباحث رئيسي في التقرير التقييمي الثاني للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) في عام 1995، والذي أعلن بشكل قاطع أن هناك “تأثيرًا بشريًا واضحًا” على المناخ العالمي.
الجدل حول تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)
كان سانتر الباحث الرئيسي المسؤول عن فصل “الكشف عن الإشارة” في التقرير التقييمي الثاني للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) عام 1995. زعم النقاد، بمن فيهم الفيزيائي فريدريك سيتز، أن سانتر قام بتغيير التقرير لإظهار أن هناك إجماعًا علميًا بشأن تأثير الإنسان على المناخ. ومع ذلك، خلصت تحقيقات متعددة إلى أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة. دافع سانتر بقوة عن عمله وسلامة عملية الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.
أثارت هذه القضية جدلاً واسع النطاق حول دور العلم في السياسة العامة، وحول كيفية تفسير النتائج العلمية وعرضها على الجمهور. كانت هذه الاتهامات جزءًا من حملة أوسع من قبل بعض الجماعات لتقويض مصداقية علم المناخ والتشكيك في الحاجة إلى اتخاذ إجراءات للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة.
الجوائز والتكريمات
تقديرًا لعمله الرائد، حصل سانتر على العديد من الجوائز والتكريمات، بما في ذلك:
- جائزة ماكارثر (MacArthur Fellowship) عام 2005.
- جائزة نوربرت جيربير بيوندينج (Norbert Gerbier-MUMM International Award) عام 1998 من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
- زمالة الجمعية الأمريكية للأرصاد الجوية.
- جائزة هانس أوسكار نيومان (Hans-Oskar-Neumann-Preis).
تعكس هذه الجوائز الاعتراف بمساهمات سانتر الكبيرة في فهمنا لتغير المناخ وتأثيراته على كوكب الأرض، وكذلك دوره البارز في التواصل العلمي وتوعية الجمهور بقضايا المناخ.
مؤلفات مختارة
نشر سانتر العديد من المقالات العلمية في مجلات مرموقة. من بين أبرز مؤلفاته:
- Santer, B. D., et al. “A search for human influences on the thermal structure of the atmosphere.” Nature 382.6586 (1996): 39-46.
- Santer, B. D., et al. “Behavior of tropopause height and atmospheric temperature in models, reanalyses, and observations: Decadal changes.” Journal of Geophysical Research: Atmospheres 108.D1 (2003).
- Santer, B. D., et al. “Identifying human influences on atmospheric temperature.” Climatic Change 81.1 (2007): 145-177.
هذه المؤلفات تمثل جزءًا صغيرًا من مساهمات سانتر الغزيرة في الأدبيات العلمية حول تغير المناخ، وتعكس التزامه العميق بفهم طبيعة هذا التحدي العالمي.
الموقف الحالي
يواصل بنجامين سانتر عمله كباحث مناخي في مختبر لورانس ليفرمور الوطني. يركز عمله الحالي على دراسة تأثيرات تغير المناخ على المناطق المختلفة من العالم، وعلى تطوير طرق جديدة للكشف عن التغيرات المناخية الناجمة عن النشاط البشري. بالإضافة إلى ذلك، يشارك سانتر بنشاط في التواصل العلمي وتوعية الجمهور بقضايا المناخ، وذلك من خلال المحاضرات والمقالات والمقابلات الإعلامية.
خاتمة
بنجامين د. سانتر هو عالم مناخ بارز ساهم بشكل كبير في فهمنا لتغير المناخ وتأثيراته على كوكب الأرض. من خلال أبحاثه الرائدة، ساعد في تحديد التأثيرات البشرية على المناخ العالمي وتقديم أدلة قوية على وجود بصمة بشرية واضحة في سجل درجة حرارة المناخ. يعتبر سانتر شخصية محورية في مجال علم المناخ، وقد لعب دورًا هامًا في توعية الجمهور وصانعي السياسات بقضايا المناخ الملحة.