<![CDATA[
السيرة الذاتية والتعليم
ولدت جيني بريس في الولايات المتحدة، وحصلت على درجة البكالوريوس في علم النفس من جامعة كارديف في ويلز. ثم حصلت على درجة الماجستير والدكتوراه في علم النفس من جامعة ستراثكلايد في اسكتلندا. يمثل هذا التكوين الأكاديمي متعدد التخصصات أساسًا قويًا لعملها في مجال التفاعل بين الإنسان والحاسوب، حيث يجمع بين فهم السلوك البشري وعلم النفس المعرفي مع المعرفة التقنية.
بعد حصولها على الدكتوراه، بدأت بريس مسيرتها المهنية في التدريس والبحث في المملكة المتحدة قبل أن تنتقل إلى الولايات المتحدة. شغلت مناصب أكاديمية مرموقة في جامعات مختلفة، بما في ذلك جامعة ميريلاند، حيث أمضت معظم حياتها المهنية. خلال فترة عملها في جامعة ميريلاند، شغلت منصب عميد كلية الدراسات المعلوماتية، حيث قادت الكلية في النمو والتوسع، وساهمت في تعزيز سمعتها كمركز رائد للبحوث والتعليم في مجال المعلومات.
المساهمات البحثية
تعتبر جيني بريس باحثة غزيرة الإنتاج، وقد نشرت عددًا كبيرًا من الأوراق البحثية والكتب والمقالات في مجالات التفاعل بين الإنسان والحاسوب، وتصميم واجهات المستخدم، والمجتمعات الافتراضية. ركزت أبحاثها بشكل خاص على فهم كيفية تفاعل الناس مع التكنولوجيا، وكيفية تصميم التكنولوجيا لدعم التعاون والتواصل والتفاعل الاجتماعي. يمكن تلخيص أبرز مساهماتها البحثية على النحو التالي:
- تصميم واجهات المستخدم: ركزت بريس على أهمية تصميم واجهات مستخدم سهلة الاستخدام وفعالة، مع مراعاة الاحتياجات والتفضيلات المتنوعة للمستخدمين. ساهمت أبحاثها في تطوير مبادئ التصميم التي تهدف إلى تحسين تجربة المستخدم، وجعل التكنولوجيا أكثر سهولة وشمولية.
- المجتمعات الافتراضية: كانت بريس من الرواد في دراسة المجتمعات الافتراضية والتعاونية، وكيفية عملها وتطورها. بحثت في الديناميكيات الاجتماعية التي تشكل هذه المجتمعات، وكيف يمكن تصميم الأنظمة لدعم التفاعل والتواصل الفعالين بين الأعضاء.
- التفاعل الاجتماعي في التكنولوجيا: استكشفت بريس دور التكنولوجيا في تعزيز التفاعل الاجتماعي وبناء العلاقات. بحثت في كيفية استخدام التكنولوجيا لدعم أنشطة التعاون، وتبادل المعلومات، وتكوين الصداقات، وحتى تكوين المجتمعات على الإنترنت.
- تصميم الأنظمة التعاونية: عملت على تطوير مبادئ لتصميم الأنظمة التي تدعم التعاون والتفاعل الفعالين بين المستخدمين. شمل ذلك تصميم أدوات ومنصات تسمح للأفراد بالعمل معًا على المشاريع، وتبادل الأفكار، وحل المشكلات بشكل جماعي.
بالإضافة إلى أبحاثها الأصلية، ساهمت بريس في نشر المعرفة حول مجالات التفاعل بين الإنسان والحاسوب. ألفت وشاركت في تأليف العديد من الكتب المرجعية التي أصبحت مواد أساسية للطلاب والباحثين في هذا المجال، بما في ذلك “التفاعل بين الإنسان والحاسوب: تصميم واجهات المستخدم” و”تصميم المجتمعات عبر الإنترنت: بناء مجتمعات نشطة وناجحة”.
القيادة الأكاديمية
إلى جانب مساهماتها البحثية، شغلت جيني بريس أدوارًا قيادية مهمة في المجال الأكاديمي. بصفتها عميدًا لكلية الدراسات المعلوماتية بجامعة ميريلاند، لعبت دورًا حاسمًا في تشكيل استراتيجية الكلية ورؤيتها. عملت على توسيع نطاق برامج الكلية، وتعزيز التميز البحثي، وجذب أعضاء هيئة التدريس والطلاب المتميزين. كما لعبت دورًا نشطًا في تعزيز التعاون مع الصناعة والجهات الحكومية، مما أدى إلى زيادة تأثير الكلية على المجتمع ككل.
شغلت بريس أيضًا مناصب قيادية في جمعيات ومنظمات مهنية مرموقة في مجال التفاعل بين الإنسان والحاسوب. على سبيل المثال، شغلت منصب رئيس جمعية أبحاث التفاعل بين الإنسان والحاسوب (CHI). ساهمت في تنظيم المؤتمرات والمؤتمرات العلمية، وشجعت على تبادل المعرفة والتعاون بين الباحثين والمهنيين في هذا المجال. بالإضافة إلى ذلك، شاركت في لجان تقييم البحوث، وتقديم المشورة للجهات المانحة، والمساهمة في تطوير السياسات المتعلقة بالتكنولوجيا.
التأثير والإرث
أثرت أعمال جيني بريس بشكل كبير على مجال التفاعل بين الإنسان والحاسوب. أدت أبحاثها ومؤلفاتها إلى تغيير الطريقة التي نفكر بها في تصميم التكنولوجيا وكيفية تفاعلنا معها. ساهمت في إرساء مبادئ التصميم التي تركز على المستخدم، وجعلت التكنولوجيا أكثر سهولة وشمولية للجميع. كما ألهمت بريس عددًا كبيرًا من الطلاب والباحثين، وأثرت على مساراتهم المهنية. لا يزال تأثيرها محسوسًا في المؤسسات الأكاديمية والصناعية في جميع أنحاء العالم.
يتمثل أحد أبرز إسهامات بريس في تأكيدها على أهمية الجانب الإنساني للتكنولوجيا. لقد أصرت على أن التكنولوجيا يجب أن تصمم لتلبية احتياجات وتفضيلات المستخدمين، وأن تأخذ في الاعتبار الجوانب الاجتماعية والثقافية للتفاعل. وقد انعكس هذا النهج في تصميم العديد من المنتجات والخدمات، بما في ذلك المواقع الإلكترونية، وتطبيقات الهاتف المحمول، ومنصات الوسائط الاجتماعية.
بالإضافة إلى ذلك، ساهمت بريس في تطوير مجال دراسة المجتمعات عبر الإنترنت. قدمت رؤى قيمة حول كيفية عمل هذه المجتمعات، وكيف يمكن تصميمها لدعم التفاعل والتواصل الفعالين. وقد أثرت هذه الأفكار على تصميم العديد من المنصات الاجتماعية والمنتديات عبر الإنترنت، والتي يستخدمها ملايين الأشخاص يوميًا. وقد ساعدت أبحاثها في فهم كيفية بناء مجتمعات قوية وداعمة عبر الإنترنت، وكيفية إدارة التفاعلات والنزاعات في هذه المجتمعات.
بشكل عام، يمكن اعتبار جيني بريس رائدة في مجال التفاعل بين الإنسان والحاسوب. ساهمت في تطوير نظريات ومبادئ التصميم التي أثرت على الطريقة التي نصمم بها التكنولوجيا ونستخدمها. إرثها يكمن في مساهماتها البحثية والتعليمية، وفي تأثيرها على آلاف الطلاب والباحثين في جميع أنحاء العالم.
الجوائز والتكريمات
حصلت جيني بريس على العديد من الجوائز والتكريمات تقديراً لمساهماتها في مجال التفاعل بين الإنسان والحاسوب. وتشمل هذه الجوائز: جائزة “المساهمة المتميزة في مجال التفاعل بين الإنسان والحاسوب” من جمعية أبحاث التفاعل بين الإنسان والحاسوب (CHI)، وجائزة “أستاذ متميز” من جامعة ميريلاند. كما تم انتخابها كزميلة في رابطة مكائن الحوسبة (ACM) تقديرًا لمساهماتها في مجال الحوسبة.
المنشورات الرئيسية
لجيني بريس العديد من المنشورات الهامة التي شكلت مجال التفاعل بين الإنسان والحاسوب. من بين هذه المنشورات:
- التفاعل بين الإنسان والحاسوب: تصميم واجهات المستخدم: هذا الكتاب، الذي كتبته بالاشتراك مع يازيد عيسى، هو نص مرجعي قياسي لطلاب وممارسي التفاعل بين الإنسان والحاسوب. يقدم الكتاب نظرة عامة شاملة على مبادئ وتقنيات تصميم واجهات المستخدم، مع التركيز على تجربة المستخدم.
- تصميم المجتمعات عبر الإنترنت: بناء مجتمعات نشطة وناجحة: هذا الكتاب، الذي كتبته بالاشتراك مع أميرة ناصر، هو دليل شامل لبناء وإدارة المجتمعات عبر الإنترنت. يوفر الكتاب رؤى حول الديناميكيات الاجتماعية للمجتمعات عبر الإنترنت، وكيفية تصميم الأنظمة لدعم التفاعل والتعاون.
- العديد من الأوراق البحثية في المؤتمرات والمجلات العلمية: نشرت بريس عددًا كبيرًا من الأوراق البحثية في المؤتمرات والمجلات العلمية المرموقة في مجال التفاعل بين الإنسان والحاسوب، والتي غطت مجموعة واسعة من الموضوعات، بما في ذلك تصميم واجهات المستخدم، والمجتمعات عبر الإنترنت، والتفاعل الاجتماعي في التكنولوجيا.
خاتمة
تعد جيني بريس شخصية بارزة في مجال التفاعل بين الإنسان والحاسوب، حيث ساهمت بشكل كبير في تقدم هذا المجال من خلال أبحاثها، وتدريسها، وقيادتها الأكاديمية. أثرت أعمالها على الطريقة التي نفكر بها في تصميم التكنولوجيا وتفاعلنا معها، وجعلت التكنولوجيا أكثر سهولة وشمولية للجميع. يستمر إرثها في التأثير على الباحثين والممارسين في جميع أنحاء العالم، مما يجعلها رائدة حقيقية في مجالها.