<![CDATA[
تاريخ موجز
بدأت فكرة الإرساليات التبشيرية في كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة في وقت مبكر من تاريخها. بعد تأسيس الكنيسة في عام 1830، بدأ الأعضاء الأوائل في التبشير والإعلان عن رسالة الإنجيل. في عام 1835، تم تنظيم مجلس الرسل الاثني عشر، والذي لعب دورًا مهمًا في توجيه الأنشطة التبشيرية. مع مرور الوقت، توسعت الكنيسة وانتشرت في جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى زيادة عدد البعثات التبشيرية وانتشارها الجغرافي.
الغرض من البعثة التبشيرية
الغرض الأساسي من البعثة التبشيرية هو مساعدة الناس على المجيء إلى المسيح من خلال الإقناع بالإيمان به وبإنجيله، ويشمل ذلك:
- تبشير بالإنجيل، ودعوة الآخرين إلى التوبة والمعمودية.
- تعليم الناس عن يسوع المسيح وكفارته.
- بناء الإيمان وتقوية الشهادات.
- خدمة المجتمع والمحتاجين.
تنظيم البعثات التبشيرية
تُدار كل بعثة تبشيرية تحت إشراف رئيس البعثة، وهو رجل متزوج وعادة ما يكون لديه خبرة في قيادة الكنيسة. يوجه رئيس البعثة المبشرين ويعلمهم ويدعمهم. يتم تعيين المبشرين من قبل قادة الكنيسة ويتم إرسالهم إلى مناطق مختلفة حول العالم. قبل الذهاب إلى البعثة، يخضع المبشرون لتدريب مكثف في مركز التدريب التبشيري (MTC) حيث يتعلمون المزيد عن الكتاب المقدس والتعليمات التبشيرية وكيفية التكيف مع الثقافة الجديدة.
المبشرون
المبشرون هم أعضاء متطوعون في كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة، يكرسون وقتهم وجهودهم لنشر الإنجيل. معظمهم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 26 عامًا، على الرغم من وجود مبشرين أكبر سنًا أيضًا. يغادر المبشرون منازلهم ومسؤولياتهم للخدمة في البعثة، وعادة ما يدفعون من أموالهم الخاصة لتغطية نفقاتهم. يرتدي المبشرون ملابس رسمية (عادة بدلة وربطة عنق للرجال وفساتين أو تنانير للنساء) ويمتنعون عن بعض الأنشطة الترفيهية مثل مشاهدة التلفزيون أو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
أنشطة المبشرين
تتضمن أنشطة المبشرين ما يلي:
- التواصل مع الناس في المجتمعات المحلية.
- تعليم الناس عن الإنجيل من خلال الدروس الدورية.
- القيام بالخدمة المجتمعية.
- توزيع الكتب المقدسة والمواد التعليمية.
- المشاركة في الأنشطة الدينية في الكنيسة المحلية.
التحديات والفرص
يمكن أن تكون الخدمة في البعثة تجربة صعبة ومجزية في نفس الوقت. يواجه المبشرون تحديات مثل:
- التكيف مع ثقافة جديدة.
- التعامل مع الرفض.
- العيش بعيدًا عن العائلة والأصدقاء.
- تعلم لغة جديدة (إذا لزم الأمر).
في المقابل، يحصل المبشرون على فرص:
- تنمية الإيمان والشهادة.
- تطوير مهارات القيادة والتواصل.
- خدمة الآخرين.
- التعرف على ثقافات جديدة.
- بناء علاقات قوية مع الآخرين.
تأثير البعثات التبشيرية
تلعب البعثات التبشيرية دورًا كبيرًا في نمو كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة. ساهم المبشرون في نشر الإنجيل في جميع أنحاء العالم، وبناء الكنائس، ومساعدة الناس على تغيير حياتهم. بالإضافة إلى ذلك، فإن تجربة البعثة لها تأثير كبير على حياة المبشرين أنفسهم، مما يساعدهم على النمو روحياً واجتماعياً وشخصياً.
البعثات التبشيرية في العصر الحديث
في العصر الحديث، تستمر البعثات التبشيرية في التكيف مع التغييرات في العالم. تستخدم الكنيسة التكنولوجيا الحديثة مثل الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لمشاركة الإنجيل. كما أن الكنيسة تعمل باستمرار على تحسين برامج التدريب التبشيري وتوفير الدعم للمبشرين في جميع أنحاء العالم. بالإضافة إلى ذلك، تولي الكنيسة اهتمامًا خاصًا بضمان سلامة المبشرين ورفاهيتهم.
أهمية البعثات التبشيرية
تعتبر البعثات التبشيرية جزءًا حيويًا من كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة. فهي وسيلة فعالة لنشر رسالة الإنجيل وبناء مملكة الله على الأرض. من خلال خدمتهم، يساهم المبشرون في تغيير حياة الناس وتحسين العالم. كما أنهم يكتسبون خبرات قيمة تساعدهم على النمو روحياً واجتماعياً وشخصياً.
التغيرات في سياسات البعثات
شهدت سياسات البعثات بعض التغييرات على مر السنين، استجابةً للتغيرات في العالم واحتياجات المبشرين. على سبيل المثال، سمحت الكنيسة للمرأة بالخدمة في البعثات في سن أصغر، وزادت من عدد المبشرين الذين يخدمون في الخارج. كما أدخلت الكنيسة تغييرات على أساليب الاتصال بين المبشرين وعائلاتهم، مع السماح باستخدام البريد الإلكتروني والاتصال المرئي.
الخدمة بعد البعثة
بعد انتهاء خدمتهم التبشيرية، يعود المبشرون إلى منازلهم ومجتمعاتهم. غالبًا ما يجلبون معهم خبرة قيمة في القيادة والتواصل والخدمة. يشجعهم قادة الكنيسة على مواصلة خدمة الآخرين في الكنيسة وفي مجتمعاتهم المحلية. كما يمكنهم الاستمرار في استخدام المهارات التي اكتسبوها في البعثة في حياتهم المهنية والتعليمية.
البعثات الخاصة
بالإضافة إلى البعثات التبشيرية التقليدية، هناك أيضًا بعثات خاصة تركز على مهام معينة. على سبيل المثال، هناك بعثات للخدمة في المشاريع الإنسانية أو مساعدة الناطقين بلغة الإشارة. توفر هذه البعثات فرصًا فريدة للمبشرين للمشاركة في أنواع مختلفة من الخدمة.
التحضير للبعثة
هناك العديد من الخطوات التي يمكن للأفراد اتخاذها للتحضير للخدمة في البعثة. يتضمن ذلك:
- البناء على الشهادة والإيمان بيسوع المسيح.
- دراسة الكتاب المقدس والتعليمات الأخرى للكنيسة.
- التواصل مع قادة الكنيسة.
- حضور مركز التدريب التبشيري (MTC).
- تطوير مهارات التواصل والقيادة.
- توفير الأموال اللازمة لتغطية نفقات البعثة.
الاستعداد الروحي والجسدي
من المهم أن يكون المبشرون مستعدين روحيًا وجسديًا للخدمة. يشمل الاستعداد الروحي:
- الصلاة وقراءة الكتاب المقدس بانتظام.
- حضور الكنيسة والمشاركة في الأنشطة الدينية.
- اتباع وصايا الله.
- تطوير علاقة شخصية مع يسوع المسيح.
يشمل الاستعداد الجسدي:
- الحفاظ على صحة جيدة من خلال التغذية السليمة وممارسة الرياضة.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم.
- تطوير مهارات إدارة الوقت.
دور العائلة والأصدقاء
تلعب العائلة والأصدقاء دورًا مهمًا في دعم المبشرين. يمكنهم:
- الصلاة من أجلهم.
- إرسال الرسائل والبريد الإلكتروني إليهم.
- المشاركة في الأنشطة التي تدعمهم.
- تقديم الدعم المالي إذا أمكن.
- الحفاظ على التواصل المنتظم معهم.
التحديات التي تواجه العائلة
قد تواجه العائلات تحديات أثناء خدمة أفرادها في البعثة، مثل:
- الحنين إلى الوطن.
- القلق بشأن سلامة المبشر.
- التكيف مع غياب المبشر.
- الحاجة إلى دعم متبادل.
التعامل مع الرفض
قد يواجه المبشرون رفضًا من بعض الأشخاص. من المهم أن يتعلم المبشرون كيفية التعامل مع الرفض بطريقة إيجابية. يشمل ذلك:
- الحفاظ على موقف ودي ومتفائل.
- تذكر أن الرفض ليس شخصيًا.
- التركيز على أولئك الذين يرغبون في الاستماع.
- الصلاة من أجل أولئك الذين يرفضون.
المسؤوليات المالية للمبشرين
يتحمل المبشرون مسؤولية تغطية بعض نفقاتهم المالية أثناء خدمتهم. وتشمل هذه:
- النقل إلى منطقة البعثة.
- تكاليف الإقامة والطعام.
- المستلزمات الضرورية مثل الملابس والقرطاسية.
أهمية الدعاء
الدعاء جزء أساسي من حياة المبشرين. يساعدهم على:
- الحصول على التوجيه من الروح القدس.
- تقوية إيمانهم.
- إيجاد القوة للتغلب على التحديات.
- بناء علاقات مع الآخرين.
يشجع المبشرون على الصلاة بانتظام.
الروحانية والنمو الشخصي
البعثات التبشيرية فرصة للمبشرين للنمو روحيًا وشخصيًا. من خلال:
- دراسة الكتاب المقدس.
- خدمة الآخرين.
- التغلب على التحديات.
- تطوير علاقات مع الآخرين.
يكتسب المبشرون فهمًا أعمق لأنفسهم وللعالم من حولهم.
خاتمة
البعثات التبشيرية هي جزء حيوي من كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة، وهي فرصة فريدة للأفراد لخدمة الآخرين، ونشر رسالة الإنجيل، والنمو روحياً وشخصياً. يساهم المبشرون في نمو الكنيسة وفي تحسين حياة الناس في جميع أنحاء العالم. الخدمة التبشيرية هي تجربة لا تُنسى تترك تأثيرًا دائمًا على حياة المبشرين.