<![CDATA[
نشأته وتعليمه
ولد غريغوريو هوناسان في باغيو، الفلبين، لعائلة ذات خلفية عسكرية. والده، غريغوريو هوناسان الأول، كان ضابطًا في الجيش. تلقى هوناسان تعليمه في الأكاديمية العسكرية الفلبينية (PMA)، وتخرج منها عام 1971 كجزء من دفعة “ماكابايا”. خلال فترة وجوده في الأكاديمية العسكرية، برز هوناسان كطالب متفوق وقائد واعد.
حياته العسكرية
بعد تخرجه من الأكاديمية العسكرية، انضم هوناسان إلى القوات الخاصة بالجيش الفلبيني. شارك في عمليات مختلفة ضد المتمردين الشيوعيين والانفصاليين المسلمين في جميع أنحاء الفلبين. اكتسب هوناسان سمعة طيبة كضابط شجاع ومحنك تكتيكياً، مما أكسبه العديد من الأوسمة والجوائز.
في الثمانينيات، أصبح هوناسان شخصية بارزة في حركة “إصلاح القوات المسلحة” (RAM)، وهي مجموعة من الضباط الصغار الذين سعوا إلى إصلاح القوات المسلحة وإزالة الفساد والمحسوبية. كانت حركة “إصلاح القوات المسلحة” منتقدة بشدة لإدارة الرئيس فرديناند ماركوس، ودعت إلى إصلاحات ديمقراطية.
محاولات الانقلاب
لعب هوناسان دورًا حاسمًا في ثورة “سلطة الشعب” عام 1986 التي أطاحت بالرئيس ماركوس. ومع ذلك، سرعان ما خاب أمله في إدارة الرئيسة كورازون أكينو، التي اعتبرها غير فعالة وغير حاسمة في معالجة مشاكل البلاد. بين عامي 1987 و 1989، قاد هوناسان عدة محاولات انقلابية ضد حكومة أكينو.
- محاولة انقلاب أغسطس 1987: قاد هوناسان محاولة انقلاب فاشلة في أغسطس 1987، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة العديد من الأشخاص. هرب هوناسان من الاعتقال واختبأ لعدة أشهر.
- محاولة انقلاب ديسمبر 1989: شارك هوناسان في محاولة انقلاب أكثر دموية في ديسمبر 1989. استولت القوات المتمردة على جزء كبير من مانيلا، واستمر القتال عدة أيام. تدخلت القوات الأمريكية في نهاية المطاف لدعم حكومة أكينو، وهُزمت محاولة الانقلاب. تم القبض على هوناسان وسجنه.
بعد محاولات الانقلاب الفاشلة، تم فصل هوناسان من الجيش الفلبيني وحُرم من جميع الرتب والمزايا. ومع ذلك، ظل يتمتع بدعم كبير بين بعض قطاعات الجيش والشعب الفلبيني.
مسيرته السياسية
بعد إطلاق سراحه من السجن، دخل هوناسان السياسة. تم انتخابه لعضوية مجلس الشيوخ الفلبيني في عام 1995 وأعيد انتخابه في عامي 2001 و 2007. خلال فترة وجوده في مجلس الشيوخ، كان هوناسان مدافعًا صريحًا عن حقوق الجنود والمحاربين القدامى. كما ركز على قضايا مثل الفساد والفقر والعدالة الاجتماعية.
في مجلس الشيوخ، شغل هوناسان مناصب مهمة في لجان مختلفة، بما في ذلك لجنة الدفاع والأمن الوطني، ولجنة الحسابات العامة، ولجنة العلاقات الخارجية. كان له دور فعال في صياغة القوانين المتعلقة بالأمن القومي، والخدمة العسكرية الإلزامية، وحقوق المحاربين القدامى.
ترشح هوناسان لمنصب نائب الرئيس في عام 2010 كرفيق للرئيس المرشح جيبروي تيودورو، لكنه خسر الانتخابات. في عام 2016، ترشح هوناسان لمنصب نائب الرئيس مرة أخرى كرفيق للرئيس المرشح جيجومار بيناي، لكنه خسر الانتخابات مرة أخرى.
قضايا مثيرة للجدل
طوال حياته المهنية، واجه هوناسان العديد من القضايا المثيرة للجدل. تم انتقاده لدوره في محاولات الانقلاب، والتي اعتبرها الكثيرون تهديدًا للديمقراطية. كما واجه اتهامات بالفساد وسوء استخدام السلطة، على الرغم من أنه لم يُدان بأي جريمة.
- محاولات الانقلاب: لا تزال محاولات الانقلاب التي قادها هوناسان نقطة خلاف في الفلبين. يرى البعض أنه بطل سعى للإطاحة بحكومة فاسدة وغير فعالة، بينما يرى آخرون أنه متمرد هدد استقرار البلاد.
- اتهامات الفساد: على مر السنين، واجه هوناسان العديد من الاتهامات بالفساد، بما في ذلك مزاعم بتلقي رشاوي واستخدام نفوذه لتحقيق مكاسب شخصية. ومع ذلك، لم يتم إدانته بأي جريمة، وأصر على براءته.
على الرغم من الجدل المحيط به، يظل هوناسان شخصية بارزة في السياسة الفلبينية. يحظى باحترام العديد من الفلبينيين لشجاعته ووطنيته والتزامه بالخدمة العامة.
الحياة الشخصية
هوناسان متزوج من روزاريو “روز” فيدا، ولديهما خمسة أطفال. يُعرف هوناسان بأنه شخص متدين ولديه التزام قوي بعائلته. وهو أيضًا من محبي الرياضة، وخاصة كرة السلة.
إرثه
يعتبر إرث غريغوريو هوناسان معقدًا ومتعدد الأوجه. يعتبره البعض بطلاً دافع عن الديمقراطية والإصلاح، بينما يعتبره البعض الآخر متمردًا هدد استقرار البلاد. بغض النظر عن وجهة النظر، لا شك في أن هوناسان كان له تأثير كبير على السياسة الفلبينية.
يبقى هوناسان شخصية مثيرة للجدل، لكن تأثيره على التاريخ الفلبيني لا يمكن إنكاره. سواء تم تذكره كمصلح أو متمرد، فقد ترك بصمة لا تمحى على المشهد السياسي في بلاده.
خاتمة
غريغوريو هوناسان شخصية بارزة في التاريخ الفلبيني الحديث، لعب دورًا محوريًا في كل من الأحداث الدرامية مثل ثورة “سلطة الشعب” ومحاولات الانقلاب المتعددة. سواء كنت تنظر إليه كمصلح أو متمرد، فإن تأثيره على السياسة الفلبينية لا يمكن إنكاره. من خلفيته العسكرية إلى مسيرته السياسية، يظل هوناسان شخصية مثيرة للجدل ومحترمة في الفلبين.