مقدمة
ويليام كروسويل دواين (2 مارس 1832 في بوسطن – 17 مايو 1913 في مدينة نيويورك) كان أول أسقف لأبرشية الكنيسة الأسقفية في ألباني، نيويورك. كان شخصية بارزة في الكنيسة الأسقفية الأمريكية، لعب دوراً فعالاً في تشكيل سياساتها وممارساتها اللاهوتية والاجتماعية. اشتهر دواين بدفاعه القوي عن التعليم المسيحي ومشاركته الفعالة في القضايا الاجتماعية في عصره. تميزت حياته المهنية بالإخلاص والخدمة، مما جعله شخصية مؤثرة في تاريخ الكنيسة الأسقفية.
نشأته وتعليمه
ولد ويليام كروسويل دواين في 2 مارس 1832 في بوسطن، ماساتشوستس. كان والده، جورج واشنطن دواين، أسقفًا أيضًا، مما أثر بشكل كبير على حياة ويليام المبكرة. تلقى ويليام تعليمه في كلية سانت جيمس في هاجرستاون، ماريلاند، ثم التحق بكلية ترينيتي في هارتفورد، كونيتيكت، وتخرج منها عام 1850. بعد تخرجه، درس اللاهوت تحت إشراف والده وأُرسِم شماسًا في عام 1853 وكاهنًا في عام 1856. هذه الخلفية التعليمية والروحية القوية وضعت الأساس لمسيرته المهنية اللاحقة في الكنيسة.
مسيرته الكهنوتية المبكرة
بدأ ويليام كروسويل دواين مسيرته الكهنوتية في الكنيسة الأسقفية. عمل أولاً كقيّم مساعد في كنيسة المسيح في هارتفورد، كونيتيكت. ثم أصبح قيّمًا لكنيسة القديسة ماري في بورلينجتون، نيوجيرسي. في عام 1863، عُين رئيسًا لكنيسة القديسة مرثا في بوسطن، ماساتشوستس. خلال هذه السنوات المبكرة، اكتسب دواين سمعة طيبة كواعظ مؤثر وقائد ديني ملتزم. كان يركز بشكل خاص على التعليم المسيحي وخدمة المجتمع، مما جعله محبوبًا بين رعيته.
انتخابه أسقفًا
في عام 1869، تم انتخاب ويليام كروسويل دواين أول أسقف لأبرشية ألباني الأسقفية التي تم إنشاؤها حديثًا. كان هذا الانتخاب نقطة تحول مهمة في حياته المهنية. كانت أبرشية ألباني تمثل تحديًا كبيرًا نظرًا لاتساع نطاقها الجغرافي وتنوع مجتمعاتها. قبل دواين التحدي بحماس وتفان، وسرعان ما بدأ في تنظيم الأبرشية الجديدة وتوحيدها. كانت قدرته على القيادة والتواصل الفعال من العوامل الحاسمة في نجاحه.
إنجازاته كأسقف لأبرشية ألباني
خلال فترة ولايته الطويلة كأسقف لأبرشية ألباني، حقق ويليام كروسويل دواين العديد من الإنجازات البارزة:
- تأسيس المؤسسات التعليمية: كان دواين مؤمنًا بشدة بأهمية التعليم المسيحي. أسس أكاديمية القديسة آن وكلية القديس أغنيس للبنات في ألباني، واللتين أصبحتا مؤسستين تعليميتين مرموقتين.
- بناء الكنائس: قام دواين بتشجيع بناء العديد من الكنائس الجديدة في جميع أنحاء الأبرشية، مما ساهم في توسيع نطاق الكنيسة الأسقفية وزيادة عدد أتباعها.
- تنظيم الأبرشية: عمل دواين بجد لتنظيم الأبرشية وتوحيدها، وإنشاء هياكل إدارية فعالة وضمان التواصل الجيد بين الكنائس المختلفة.
- المشاركة في القضايا الاجتماعية: كان دواين مدافعًا قويًا عن العدالة الاجتماعية. شارك في العديد من القضايا الاجتماعية في عصره، بما في ذلك حقوق العمال والإصلاح الاجتماعي.
مواقفه اللاهوتية
كان ويليام كروسويل دواين يعتبر محافظًا معتدلًا في مواقفه اللاهوتية. كان يؤمن بأهمية التقاليد الكنسية، لكنه كان أيضًا منفتحًا على الحوار والتفكير النقدي. كان يركز بشكل خاص على أهمية الأسرار المقدسة ودور الكنيسة في الحياة الروحية للمؤمنين. كان دواين يعتقد أن الكنيسة يجب أن تكون قوة دافعة للتغيير الاجتماعي الإيجابي، وأنه يجب على المسيحيين أن يعملوا على تحقيق العدالة والمساواة في المجتمع.
مشاركته في المؤتمرات الكنسية
شارك ويليام كروسويل دواين بنشاط في المؤتمرات الكنسية على المستويين الوطني والدولي. كان مندوبًا في العديد من المؤتمرات العامة للكنيسة الأسقفية، حيث لعب دورًا فعالًا في المناقشات وصنع القرار. كان أيضًا مندوبًا في مؤتمر لامبث، وهو اجتماع عالمي لأساقفة الكنيسة الأنجليكانية يقام كل عشر سنوات. ساهمت مشاركته في هذه المؤتمرات في تعزيز مكانة الكنيسة الأسقفية الأمريكية في المجتمع الأنجليكاني العالمي.
كتاباته ومؤلفاته
كان ويليام كروسويل دواين كاتبًا غزير الإنتاج. كتب العديد من المقالات والكتب حول مجموعة متنوعة من المواضيع الدينية والاجتماعية. من بين أبرز مؤلفاته:
- “Addresses to the graduating classes of St. Agnes School” (خطابات إلى الخريجات في مدرسة القديسة أغنيس): مجموعة من الخطابات التي ألقاها دواين على الخريجات.
- “Bishop Doane’s address to the convention of the Diocese of Albany” (خطاب الأسقف دواين إلى مؤتمر أبرشية ألباني): مجموعة من الخطابات التي ألقاها دواين في مؤتمرات الأبرشية.
- “Rhymes from time to time” (أقوال موزونة من وقت لآخر): مجموعة من القصائد التي كتبها دواين.
تعكس كتاباته اهتمامه العميق بالتعليم المسيحي والقضايا الاجتماعية ودور الكنيسة في المجتمع.
تأثيره وإرثه
ترك ويليام كروسويل دواين إرثًا دائمًا في الكنيسة الأسقفية الأمريكية. كان له تأثير كبير على تطوير الأبرشية الأسقفية في ألباني، وساهم في تعزيز التعليم المسيحي والمشاركة الاجتماعية في الكنيسة. يُذكر دواين كقائد ديني ملتزم ومفكر مؤثر وشخصية بارزة في تاريخ الكنيسة الأسقفية. تستمر المؤسسات التعليمية التي أسسها في خدمة المجتمع حتى اليوم، وتشهد على رؤيته والتزامه.
حياته الشخصية
تزوج ويليام كروسويل دواين من سارة هوبكنز بيركنز في عام 1853. كان لديهما عدة أطفال. كانت حياة دواين الشخصية مليئة بالتفاني والإخلاص لعائلته وعمله. كان معروفًا بلطفه وتواضعه، مما جعله محبوبًا من قبل العديد من الناس. توفيت زوجته سارة في عام 1885، وتزوج دواين مرة أخرى لاحقًا في حياته.
سنواته الأخيرة ووفاته
استمر ويليام كروسويل دواين في خدمة أبرشية ألباني كأسقف حتى وفاته في 17 مايو 1913 في مدينة نيويورك. خلال سنواته الأخيرة، استمر في الكتابة والوعظ والمشاركة في القضايا الاجتماعية. كانت وفاته خسارة كبيرة للكنيسة الأسقفية والمجتمع ككل. تم دفنه في مقبرة ألباني الريفية، نيويورك.
خاتمة
كان ويليام كروسويل دواين شخصية بارزة في تاريخ الكنيسة الأسقفية الأمريكية. بصفته أول أسقف لأبرشية ألباني، لعب دورًا حاسمًا في تشكيل وتطوير الأبرشية. كان مدافعًا قويًا عن التعليم المسيحي والمشاركة الاجتماعية، وترك إرثًا دائمًا من الخدمة والإخلاص. ستظل مساهماته في الكنيسة والمجتمع محفورة في الذاكرة.