<![CDATA[
نشأتها وبداية مسيرتها المهنية
ولدت أنجلينا جولي في لوس أنجلوس، كاليفورنيا. هي ابنة الممثل جون فويت والممثلة ماريان بيرتراند. انفصل والداها عندما كانت صغيرة، ونشأت جولي في الغالب مع والدتها. التحقت بمدرسة بيفرلي هيلز الثانوية، ثم التحقت بمعهد لي ستراسبرغ للمسرح. بدأت مسيرتها المهنية كعارضة أزياء، وظهرت في عدد قليل من مقاطع الفيديو الموسيقية قبل أن تبدأ في التمثيل.
بدأت جولي مسيرتها التمثيلية بأدوار صغيرة في أفلام مثل “سايبرغ 2″ (1993) و”هيكس” (1995). بدأت في الحصول على التقدير النقدي في منتصف التسعينيات، حيث لعبت دور البطولة في أفلام مثل “هكرز” (1995) و”جورج والاس” (1997)، الذي فازت عنه بجائزة غولدن غلوب. كان دورها في الفيلم التلفزيوني “جورج والاس” بمثابة نقطة تحول في مسيرتها، حيث أظهرت قدرتها على أداء أدوار درامية معقدة.
النجاح والشهرة العالمية
جاءت انطلاقتها الكبيرة في عام 1999، عندما لعبت دور البطولة في فيلم “فتاة، قوطعت” (Girl, Interrupted). فازت بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة مساعدة عن دورها في هذا الفيلم. رسخ هذا الدور مكانتها كنجمة صاعدة في هوليوود. بعد ذلك، استمرت في لعب أدوار البطولة في أفلام ناجحة تجاريًا ونقديًا، بما في ذلك “لارا كروفت: تومب رايدر” (2001)، الذي أكسبها شهرة عالمية، و”السيد والسيدة سميث” (2005)، حيث التقت بزوجها المستقبلي براد بيت.
شهد العقد الأول من القرن الحادي والعشرين ذروة مسيرة جولي المهنية. تألقت في مجموعة متنوعة من الأدوار، وأثبتت نفسها كممثلة متعددة المواهب. شاركت في أفلام الحركة، والدراما، والرومانسية، وحتى الأفلام المتحركة، حيث قدمت صوتها لشخصيات مثل تايجريس في سلسلة أفلام “كونغ فو باندا”.
أعمالها الإنسانية
بالإضافة إلى مسيرتها السينمائية، تشتهر جولي بأعمالها الإنسانية. في عام 2001، عينت سفيرة للنوايا الحسنة لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR). منذ ذلك الحين، قامت بزيارات عديدة إلى مخيمات اللاجئين حول العالم، وعملت على رفع الوعي بقضايا اللاجئين والنازحين. قدمت تبرعات سخية لدعم العمل الإنساني، وساهمت في العديد من المشاريع التي تهدف إلى تحسين حياة المحتاجين.
أصبحت جولي صوتًا مؤثرًا في مجال حقوق الإنسان. تحدثت علنًا عن قضايا مختلفة، بما في ذلك العنف الجنسي في مناطق النزاع، وحقوق المرأة، وحماية الأطفال. عملت مع العديد من المنظمات غير الحكومية، وشاركت في مؤتمرات وفعاليات دولية لتسليط الضوء على هذه القضايا.
الزواج والعلاقات
تزوجت أنجلينا جولي ثلاث مرات. تزوجت من الممثل جوني لي ميلر في عام 1996، وانفصلا في عام 1999. تزوجت من الممثل بيلي بوب ثورنتون في عام 2000، وانفصلا في عام 2003. بدأت علاقة مع الممثل براد بيت في عام 2005، وتزوجا في عام 2014، وانفصلا في عام 2016. لديها ستة أطفال، ثلاثة منهم بيولوجيون وثلاثة بالتبني.
كانت علاقتها ببراد بيت محط اهتمام وسائل الإعلام العالمية. عرف الزوجان باسم “برانجلينا”، وكانا يعتبران من أقوى وأكثر الأزواج شهرة في هوليوود. أثار انفصالهما في عام 2016 ضجة كبيرة، وشهدت عملية الطلاق معارك قضائية حول حضانة الأطفال وتقسيم الممتلكات.
أعمالها في الإخراج
بالإضافة إلى التمثيل، عملت جولي كمخرجة ومنتجة. أخرجت فيلمها الأول “في أرض الدم والعسل” (2011)، الذي تناول الحرب في البوسنة والهرسك. أخرجت أيضًا فيلم “غير مكسور” (2014)، الذي يحكي قصة حياة العداء الأولمبي لويس زامبيريني. عملت جولي أيضًا كمنتجة لعدد من الأفلام، بما في ذلك فيلم “الخبز والحب” (2017).
أظهرت جولي مهاراتها كمخرجة، وقدرتها على معالجة مواضيع معقدة وحساسة. حصلت أفلامها على مراجعات متباينة، لكنها أثبتت نفسها كصانعة أفلام طموحة ومبدعة.
الظهور الإعلامي والأعمال التجارية
تتمتع أنجلينا جولي بشخصية عامة قوية، وغالبًا ما تظهر في وسائل الإعلام. تظهر بانتظام على أغلفة المجلات، وتحضر الفعاليات الهامة، وتجري مقابلات حول عملها، وأعمالها الإنسانية، وحياتها الشخصية. ساهمت شهرتها في توقيع صفقات رعاية مع علامات تجارية عالمية، مما زاد من ثروتها وشعبيتها.
تستخدم جولي منصتها للتأثير في القضايا الاجتماعية. غالبًا ما تنشر مقالات رأي في الصحف والمجلات، وتشارك في حملات توعية. تعتبر صوتًا مهمًا في مجال حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية.
الجوائز والتقدير
حصلت أنجلينا جولي على العديد من الجوائز والتقديرات على مدار مسيرتها المهنية. فازت بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم “فتاة، قوطعت”. حصلت أيضًا على ثلاث جوائز غولدن غلوب، وجائزتين من نقابة ممثلي الشاشة. بالإضافة إلى ذلك، تم تكريمها بجوائز إنسانية من قبل منظمات مختلفة.
تم الاعتراف بإسهاماتها الإنسانية على نطاق واسع. حصلت على وسام القديس ميخائيل والقديس جورج من الملكة إليزابيث الثانية تقديرًا لعملها في مجال حقوق الإنسان. كما حصلت على جوائز أخرى من منظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية.
تأثيرها وإرثها
تعتبر أنجلينا جولي واحدة من أكثر الممثلات تأثيرًا في جيلها. أثرت مسيرتها الفنية على صناعة السينما، بينما أثر نشاطها الإنساني على حياة الملايين حول العالم. أصبحت رمزًا للجمال، والقوة، والالتزام بالقضايا الإنسانية.
ستظل جولي تُذكر كواحدة من أبرز نجمات هوليوود، وكشخصية مؤثرة في مجال حقوق الإنسان. ترك إرثها بصمة دائمة في عالم الترفيه والعمل الإنساني.
خاتمة
أنجلينا جولي هي شخصية متعددة الأوجه، تجمع بين موهبة التمثيل البارزة، والنشاط الإنساني الملتزم. من خلال مسيرتها المهنية الناجحة وأعمالها الخيرية، تركت بصمة واضحة في عالم السينما والعمل الإنساني. تواصل جولي إلهام الآخرين، وتعمل على تغيير العالم من خلال صوتها وأفعالها.