الخلفية التاريخية والعالم البديل
تدور أحداث ليفياثان في عام 1888، ولكن في نسخة بديلة من الواقع. في هذا العالم، لم تتطور التكنولوجيا بنفس الطريقة التي تطورت بها في عالمنا. بدلًا من ذلك، يركز التقدم العلمي على الهندسة الحيوية والتلاعب بالكائنات الحية. هذا أدى إلى ظهور مخلوقات غريبة ومخيفة، وأيضًا إلى تطوير سفن حربية ضخمة تعتمد على كائنات بحرية معدلة وراثيًا.
الإمبراطورية البريطانية لا تزال قوة عظمى، ولكنها تواجه تحديات جديدة. الاستعمار مستمر، ولكن بطرق أكثر وحشية. تستخدم الإمبراطورية التكنولوجيا الحيوية للسيطرة على المستعمرات وقمع أي تمرد. تلعب الشخصيات الرئيسية في القصة دورًا في هذا الصراع، حيث تحاول بعضها مقاومة الإمبراطورية، بينما يسعى البعض الآخر للاستفادة من قوتها.
الشخصيات الرئيسية
- ألفي باكستون: ميكانيكي شاب موهوب يجد نفسه متورطًا في الأحداث بعد اكتشافه أسرارًا خطيرة. يتميز ألفي بذكائه وشجاعته، ولكنه أيضًا يواجه صراعات داخلية بسبب تورطه في عالم مليء بالفساد والخطر.
- كابتن ريتشارد فاراداي: قبطان سفينة حربية بريطانية، ولكنه يشك في أهداف الإمبراطورية وأساليبها. فاراداي شخصية معقدة، فهو ملتزم بواجباته، ولكنه أيضًا يشعر بالتعاطف مع ضحايا الاستعمار.
- الدكتور إيستمان: عالم مجنون يجري تجارب وحشية على الكائنات الحية. إيستمان يمثل الجانب المظلم من التقدم العلمي، حيث يستخدم معرفته لتحقيق أهداف أنانية وغير أخلاقية.
- الأميرة سيتارا: أميرة من مستعمرة تتعرض للقمع من قبل الإمبراطورية البريطانية. سيتارا تقود حركة المقاومة وتسعى لتحرير شعبها.
الحبكة والأحداث الرئيسية
تبدأ القصة مع ألفي باكستون، الذي يعمل في ورشة ميكانيكية في لندن. يكتشف ألفي بالصدفة مخططات سرية تتعلق بمشروع “ليفياثان”، وهو عبارة عن سفينة حربية ضخمة تعتمد على كائن بحري معدل وراثيًا. يدرك ألفي أن هذا المشروع يمثل تهديدًا خطيرًا، ويقرر التحقيق في الأمر.
يلتقي ألفي بكابتن فاراداي، الذي يشاركه شكوكه حول الإمبراطورية. يتعاون الاثنان لكشف الحقيقة وراء مشروع ليفياثان. في نفس الوقت، تشن الأميرة سيتارا هجمات على أهداف بريطانية في المستعمرات، وتسعى للحصول على دعم من حلفاء جدد.
تتوالى الأحداث وتتصاعد، حيث يواجه ألفي وفاراداي العديد من المخاطر. يضطران إلى التعامل مع الدكتور إيستمان، الذي يحاول استخدام ليفياثان لتحقيق أهدافه الشريرة. كما يواجهان قوات الإمبراطورية البريطانية، التي تسعى لحماية أسرارها.
في النهاية، يصل ألفي وفاراداي إلى مواجهة حاسمة مع الدكتور إيستمان وليفياثان. بمساعدة الأميرة سيتارا وقوات المقاومة، يتمكنون من تدمير ليفياثان وإفشال خطط إيستمان. ومع ذلك، فإن الانتصار يأتي بتكلفة باهظة، حيث يفقد العديد من الأبرياء أرواحهم.
المواضيع الرئيسية
تستكشف ليفياثان العديد من المواضيع الهامة، بما في ذلك:
- الاستعمار: تصور السلسلة الجوانب المظلمة للاستعمار، بما في ذلك القمع والظلم والاستغلال. تظهر ليفياثان كيف يمكن للقوى العظمى أن تستخدم التكنولوجيا والقوة العسكرية للسيطرة على الشعوب الأخرى.
- الهوية: تتناول القصة موضوع الهوية من خلال شخصيات مختلفة، حيث يواجه البعض صراعات حول هويتهم الثقافية أو العرقية، بينما يسعى البعض الآخر لتحديد هويتهم في عالم متغير.
- التقدم العلمي: تحذر ليفياثان من مخاطر التقدم العلمي غير المقيد. تظهر السلسلة كيف يمكن للعلم أن يستخدم لأغراض شريرة، وكيف يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة إذا لم يتم استخدامه بحكمة.
- المقاومة: تسلط السلسلة الضوء على أهمية المقاومة في مواجهة الظلم. تظهر ليفياثان كيف يمكن للأفراد والمجتمعات أن يقفوا في وجه القوى العظمى ويقاتلوا من أجل حريتهم وحقوقهم.
الأسلوب الفني
يتميز أسلوب دي إسرائيلي الفني بالواقعية والتفصيل. يستخدم دي إسرائيلي خطوطًا دقيقة وتظليلًا متقنًا لخلق جو مظلم ومخيف. كما أنه يولي اهتمامًا كبيرًا بتصميم الشخصيات والمخلوقات، مما يجعلها تبدو واقعية ومقنعة.
يعتبر الأسلوب الفني في ليفياثان جزءًا أساسيًا من جاذبية السلسلة. يساهم الأسلوب الفني في خلق جو من الرعب والتشويق، ويساعد على نقل المشاعر والأفكار التي يحاول المؤلفان التعبير عنها.
التأثير والإرث
تعتبر ليفياثان من بين أفضل سلاسل القصص المصورة التي ظهرت في مجلة 2000 AD. حظيت السلسلة بإشادة واسعة من النقاد والقراء على حد سواء، واعتبرت تحفة فنية تجمع بين الخيال العلمي والرعب التاريخي.
ألهمت ليفياثان العديد من الفنانين والكتاب الآخرين، وتركت بصمة واضحة على ثقافة البوب. لا تزال السلسلة تحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم، وتعتبر مرجعًا هامًا في عالم القصص المصورة.
أوجه التشابه مع موبي ديك
تحمل سلسلة ليفياثان (Leviathan) بعض أوجه التشابه مع رواية موبي ديك (Moby Dick) الشهيرة للكاتب هرمان ملفيل. على الرغم من اختلاف الإطار الزماني والمكاني، إلا أن هناك عناصر مشتركة بين العملين:
- السعي وراء قوة عظمى: في موبي ديك، يسعى القبطان أهاب بشكل محموم للانتقام من الحوت الأبيض موبي ديك، الذي يمثل له قوة طبيعية مدمرة. في ليفياثان، يسعى البعض للسيطرة على الكائن البحري ليفياثان، الذي يمثل قوة تكنولوجية حيوية هائلة.
- الهاجس والهوس: كل من القبطان أهاب والشخصيات التي تسعى للسيطرة على ليفياثان مدفوعون بهوس شديد. هذا الهوس يعميهم عن المخاطر المحيطة بهم ويؤدي بهم إلى اتخاذ قرارات متهورة.
- المواجهة مع الطبيعة/التكنولوجيا: كلا العملين يصوران صراعًا بين الإنسان وقوة أكبر منه. في موبي ديك، الصراع هو مع قوة الطبيعة المتمثلة في الحوت. في ليفياثان، الصراع هو مع قوة التكنولوجيا الحيوية الجامحة.
- تدمير الذات: في كلتا القصتين، يؤدي السعي المحموم وراء القوة إلى تدمير الذات. يموت القبطان أهاب في سعيه للانتقام، والشخصيات التي تسعى للسيطرة على ليفياثان غالبًا ما تواجه مصيرًا مشابهًا.
على الرغم من هذه التشابهات، فإن ليفياثان ليست مجرد إعادة صياغة لموبي ديك. تقدم ليفياثان منظورًا فريدًا حول الاستعمار، والتقدم العلمي، والهوية، وتضيف طبقات جديدة من التعقيد إلى المواضيع التي استكشفتها موبي ديك.
خاتمة
ليفياثان هي سلسلة قصص مصورة رعب مثيرة ومبتكرة تجمع بين الخيال العلمي والرعب التاريخي. تتميز السلسلة بأسلوبها الفني المميز وحبكتها المعقدة التي تستكشف مواضيع هامة مثل الاستعمار والهوية والتقدم العلمي. تعتبر ليفياثان تحفة فنية تستحق القراءة والاكتشاف.