<![CDATA[
نشأته وبداياته
ولد فلوجيلمان في مدينة فيينا بالنمسا، لكنه هاجر مع عائلته إلى أستراليا في عام 1938 هربًا من النازية. نشأ في مدينة أديلايد، حيث بدأ اهتمامه بالفن يتشكل في سن مبكرة. درس فلوجيلمان الفن في معهد جنوب أستراليا للفنون، حيث اكتسب أساسًا قويًا في الرسم والنحت. خلال هذه الفترة، تأثر بعدد من الحركات الفنية، بما في ذلك التجريدية والتعبيرية.
مسيرته الفنية المبكرة
بعد تخرجه، بدأ فلوجيلمان مسيرته الفنية كرسام، وأقام عددًا من المعارض الناجحة. في هذه المرحلة، ركز على استكشاف الأشكال الهندسية والألوان الزاهية. ومع ذلك، سرعان ما تحول اهتمامه إلى النحت، حيث وجد وسيلة أكثر فعالية للتعبير عن أفكاره حول الفضاء والحركة.
تطور أسلوبه النحتي
تميز أسلوب فلوجيلمان النحتي بالتجريب واستخدام المواد الصناعية مثل الفولاذ المقاوم للصدأ والألومنيوم. كان مهتمًا بشكل خاص بكيفية تفاعل أعماله مع البيئة المحيطة وكيفية رؤيتها من قبل الجمهور. غالبًا ما استخدم الأسطح العاكسة التي تعكس وتغير المشهد المحيط، مما يخلق تجربة بصرية ديناميكية.
أعماله البارزة
من بين أعماله الأكثر شهرة:
- “أبراج الإضاءة” (1977-1979): مجموعة من الأبراج الفولاذية المثبتة على سطح “فندق هيلتون” في سيدني.
- “نافورة فلوجيلمان” (1979): نافورة تفاعلية في مركز الملكة فيكتوريا في سيدني.
- “النصب التذكاري للمسافر” (1980): نصب تذكاري في حديقة هايد في أديلايد.
- “القرص المعدني” (1988): عمل فني كبير في ساحة فيكتوريا في بريسبان.
تتميز هذه الأعمال بحجمها الكبير وتصميمها الجريء وتفاعلها مع الفضاء العام.
التأثير والتقدير
أثر فلوجيلمان بشكل كبير على الفن الأسترالي، وألهم العديد من الفنانين الشباب. حصل على العديد من الجوائز والأوسمة، بما في ذلك وسام أستراليا (AM) في عام 1988. بالإضافة إلى عمله الفني، كان فلوجيلمان أيضًا مدرسًا ملتزمًا، حيث قام بتدريس الفن في عدد من المؤسسات التعليمية.
فلسفته الفنية
كان فلوجيلمان يؤمن بأن الفن يجب أن يكون متاحًا للجميع، وأن الأعمال الفنية العامة يجب أن تثير التفاعل وتوفر تجارب بصرية غنية. ركز على استخدام المواد الصناعية والتقنيات الحديثة لإنشاء أعمال فنية تعكس العصر الحديث. كان يسعى دائمًا إلى تحدي المفاهيم التقليدية للنحت والجمال.
التعامل مع الفضاء العام
أحد الجوانب الرئيسية في عمل فلوجيلمان كان استخدامه للفضاء العام. كان يهدف إلى دمج أعماله الفنية في البيئة المحيطة بها، وتحويل الأماكن العامة إلى أماكن للتفاعل والتأمل. كان يعتقد أن الفن العام يمكن أن يلهم ويثقف ويوحد الناس.
المواد والتقنيات
استخدم فلوجيلمان مجموعة متنوعة من المواد في أعماله، بما في ذلك الفولاذ المقاوم للصدأ والألومنيوم والزجاج. كان ماهرًا في استخدام التقنيات الصناعية لإنشاء أعمال فنية كبيرة ومعقدة. غالبًا ما استخدم الأسطح العاكسة لخلق تأثيرات بصرية مثيرة للاهتمام، مثل عكس الضوء والظلال.
التفاعل مع الجمهور
كان فلوجيلمان مهتمًا بجذب الجمهور إلى أعماله الفنية. صمم العديد من منحوتاته بحيث يمكن للناس التفاعل معها، إما عن طريق لمسها أو المشي حولها أو حتى الدخول إليها. كان يعتقد أن هذا التفاعل يمكن أن يعزز العلاقة بين الجمهور والفن.
التراث
تُعرض أعمال فلوجيلمان في العديد من المجموعات الفنية العامة والخاصة في جميع أنحاء أستراليا والعالم. لا يزال إرثه حيًا من خلال أعماله الفنية المستمرة في إلهام الجمهور والفنانين. يعتبر فلوجيلمان أحد أهم الفنانين التشكيليين الأستراليين في القرن العشرين.
مرحلة ما بعد الوفاة
بعد وفاته، استمرت أعمال فلوجيلمان في الحصول على التقدير. أقيمت العديد من المعارض الاستعادية لأعماله، وتم تكريمه من قبل المؤسسات الفنية في جميع أنحاء أستراليا. أعماله لا تزال جزءًا لا يتجزأ من المشهد الفني الأسترالي.
خاتمة
كان بيرت فلوجيلمان فنانًا استثنائيًا، ترك بصمة لا تمحى على عالم الفن. من خلال أعماله النحتية المبتكرة، وتفاعله مع الفضاء العام، والتزامه بجعل الفن متاحًا للجميع، ألهم فلوجيلمان أجيالًا من الفنانين والجمهور على حد سواء. استمرت أعماله في إثارة الإعجاب والتأثير، مما يجعله شخصية بارزة في تاريخ الفن الأسترالي.