مقدمة
ويليام ستيفن تومكين (25 نوفمبر 1860 – 7 أبريل 1940) ولد في بارك رود في قرية بورتون مونشيلسي، التي تقع بالقرب من ميدستون في كنت. كان تومكين شخصية بارزة في مجال التعليم في أوائل القرن العشرين، اشتهر بعمله في تطوير طرق تدريس جديدة ومبتكرة، وخصوصًا في مجال الرياضيات والعلوم. ترك إرثًا دائمًا في المدارس البريطانية وخارجها، ولا تزال أفكاره تؤثر في المناهج التعليمية حتى اليوم.
نشأته وتعليمه
نشأ ويليام تومكين في بيئة ريفية هادئة في كنت، مما أثر بشكل كبير على اهتمامه بالطبيعة والعلوم. تلقى تعليمه الأولي في مدرسة محلية، حيث أظهر نبوغًا مبكرًا في الرياضيات. واصل تعليمه في كلية لندن الجامعية، حيث درس الرياضيات والفيزياء. خلال فترة دراسته، تأثر بالعديد من الأساتذة البارزين الذين شجعوه على البحث والتجريب في مجال التعليم.
مسيرته المهنية
بعد تخرجه من الجامعة، بدأ ويليام تومكين مسيرته المهنية كمدرس في مدرسة ثانوية في لندن. سرعان ما اكتسب سمعة طيبة كمدرس متميز، وذلك بفضل أساليبه التدريسية المبتكرة التي كانت تركز على إشراك الطلاب في العملية التعليمية. لم يكن تومكين يكتفي بتلقين المعلومات للطلاب، بل كان يشجعهم على التفكير النقدي وحل المشكلات بأنفسهم.
في عام 1905، تم تعيين تومكين مفتشًا للمدارس في منطقة لندن. في هذا الدور، قام بزيارة العديد من المدارس وتقييم جودة التعليم فيها. كان تومكين ينتقد بشدة الأساليب التدريسية التقليدية التي كانت تعتمد على الحفظ والتلقين، ودعا إلى تبني أساليب تدريسية أكثر تفاعلية وتركيزًا على احتياجات الطلاب.
أحد أبرز إنجازات تومكين هو تطويره لـ “طريقة تومكين” في تدريس الرياضيات. تعتمد هذه الطريقة على استخدام الأدوات الملموسة والتجارب العملية لمساعدة الطلاب على فهم المفاهيم الرياضية المجردة. وقد حققت هذه الطريقة نجاحًا كبيرًا في العديد من المدارس، وأدت إلى تحسين مستويات الطلاب في الرياضيات.
إسهاماته في مجال التعليم
قدم ويليام تومكين العديد من الإسهامات القيمة في مجال التعليم، ومن أبرزها:
- تطوير طرق تدريس مبتكرة: كان تومكين رائدًا في تطوير طرق تدريس جديدة تركز على إشراك الطلاب في العملية التعليمية وتشجعهم على التفكير النقدي وحل المشكلات.
- الدعوة إلى إصلاح المناهج التعليمية: دعا تومكين إلى إصلاح المناهج التعليمية لتكون أكثر ملاءمة لاحتياجات الطلاب وتواكب التطورات العلمية والتكنولوجية.
- تأليف الكتب والمقالات التعليمية: قام تومكين بتأليف العديد من الكتب والمقالات التي تناولت قضايا التعليم المختلفة وقدمت حلولًا عملية للمشاكل التي تواجه المدارس والمعلمين.
أفكاره الفلسفية حول التعليم
كان ويليام تومكين يؤمن بأن التعليم يجب أن يكون وسيلة لتحقيق التنمية الشاملة للفرد والمجتمع. كان يعتقد أن التعليم يجب أن يركز على تنمية قدرات الطلاب العقلية والجسدية والاجتماعية والعاطفية. كان تومكين يعارض بشدة التعليم الذي يركز فقط على تحصيل المعرفة وحفظ المعلومات، وكان يدعو إلى تعليم ينمي شخصية الطلاب ويعدهم لمواجهة تحديات الحياة.
كما كان تومكين يؤمن بأهمية دور المعلم في العملية التعليمية. كان يعتقد أن المعلم يجب أن يكون قدوة حسنة للطلاب وأن يكون قادرًا على إلهامهم وتحفيزهم على التعلم. كان تومكين ينتقد المعلمين الذين يستخدمون أساليب التدريس التقليدية التي تعتمد على التلقين والإجبار، وكان يدعو إلى تبني أساليب تدريسية أكثر تفاعلية ومرونة.
تأثيره على التعليم الحديث
لا يزال تأثير ويليام تومكين على التعليم الحديث محسوسًا حتى اليوم. فقد ألهمت أفكاره العديد من المعلمين والمربين لتطوير طرق تدريس جديدة ومبتكرة. كما أن مؤلفاته لا تزال مرجعًا هامًا للباحثين والمهتمين بقضايا التعليم.
تعتبر “طريقة تومكين” في تدريس الرياضيات من أكثر الطرق التدريسية تأثيرًا في القرن العشرين. فقد تم استخدامها في العديد من المدارس حول العالم، وأدت إلى تحسين مستويات الطلاب في الرياضيات. كما أن أفكار تومكين حول أهمية إشراك الطلاب في العملية التعليمية وتنمية قدراتهم العقلية والاجتماعية والعاطفية لا تزال ذات صلة حتى اليوم.
جوائز وتكريمات
تقديراً لجهوده في مجال التعليم، حصل ويليام تومكين على العديد من الجوائز والتكريمات، بما في ذلك:
- زمالة الجمعية الملكية للتعليم: تم انتخاب تومكين زميلًا في الجمعية الملكية للتعليم في عام 1910.
- جائزة وزارة التعليم: حصل تومكين على جائزة وزارة التعليم في عام 1920 تقديرًا لإسهاماته في تطوير التعليم في بريطانيا.
- الدكتوراه الفخرية من جامعة لندن: منحت جامعة لندن تومكين الدكتوراه الفخرية في عام 1930 تقديرًا لإسهاماته في مجال التعليم.
حياته الشخصية
تزوج ويليام تومكين من إيميليا فرانسيس في عام 1885. أنجب الزوجان ثلاثة أطفال: ولدين وبنت. كان تومكين رجلًا متدينًا ملتزمًا، وكان يؤمن بأهمية دور الدين في التعليم. كان أيضًا محبًا للطبيعة والقراءة والموسيقى.
وفاته
توفي ويليام تومكين في 7 أبريل 1940 عن عمر يناهز 79 عامًا. ترك وراءه إرثًا دائمًا في مجال التعليم. ولا تزال أفكاره تؤثر في المناهج التعليمية حتى اليوم.
خاتمة
كان ويليام تومكين شخصية بارزة في مجال التعليم في أوائل القرن العشرين. اشتهر بعمله في تطوير طرق تدريس جديدة ومبتكرة، وخصوصًا في مجال الرياضيات والعلوم. ترك إرثًا دائمًا في المدارس البريطانية وخارجها، ولا تزال أفكاره تؤثر في المناهج التعليمية حتى اليوم. يعتبر تومكين رمزًا للإبداع والابتكار في مجال التعليم، ومثالًا يحتذى به للمعلمين والمربين في جميع أنحاء العالم.