التاريخ
تعود جذور منطقة كشمور إلى العصور القديمة، حيث كانت جزءًا من حضارات وادي السند القديمة. عبر التاريخ، خضعت المنطقة لحكم العديد من السلالات والإمبراطوريات، بما في ذلك الموريون، واليونانيون، والسكيثيون، والكوشانيون، والهون، والراجبوت، والسومرو، والسما، والمغول، والكلهورو، والتالبور. لعبت كشمور دورًا مهمًا في التجارة والتبادل الثقافي بين آسيا الوسطى وجنوب آسيا.
خلال فترة الحكم البريطاني، كانت كشمور جزءًا من ولاية بهوالبور. بعد استقلال باكستان في عام 1947، أصبحت كشمور جزءًا من مقاطعة السند. في عام 2004، تم فصل منطقة كشمور عن منطقة قندكوت.
الجغرافيا
تقع منطقة كشمور في الجزء الشمالي من إقليم السند. تحدها من الشمال منطقة جنوب البنجاب، ومن الشرق منطقة غوتكي، ومن الجنوب منطقة قندكوت، ومن الغرب إقليم بلوشستان. تضاريس المنطقة متنوعة، تتراوح بين السهول الفيضية الخصبة على طول نهر السند إلى المناطق الصحراوية القاحلة في الغرب.
يمر نهر السند عبر منطقة كشمور، مما يجعلها منطقة زراعية مهمة. المناخ حار وجاف، مع صيف طويل وحار وشتاء قصير ومعتدل.
التركيبة السكانية
وفقًا لتعداد عام 2017، بلغ عدد سكان منطقة كشمور 1,089,169 نسمة. غالبية السكان مسلمون. اللغة السندية هي اللغة الأكثر انتشارًا في المنطقة، تليها الأردية والبلوشية.
تتكون المنطقة من العديد من القبائل والجماعات العرقية المختلفة، بما في ذلك السنديون والبلوش والباتان. يتميز المجتمع في كشمور بتقاليده وعاداته الغنية.
الاقتصاد
يعتمد اقتصاد منطقة كشمور بشكل أساسي على الزراعة. تشمل المحاصيل الرئيسية الأرز والقمح والقطن وقصب السكر. كما تعتبر تربية الماشية نشاطًا اقتصاديًا مهمًا في المنطقة.
توجد في كشمور بعض الصناعات الصغيرة، مثل معالجة القطن وتعبئة الأرز. ومع ذلك، لا يزال القطاع الصناعي في المنطقة متخلفًا نسبيًا.
تلعب التجارة دورًا مهمًا في اقتصاد كشمور، حيث تقع المنطقة على طريق تجاري رئيسي بين السند والبنجاب وبلوشستان.
الإدارة
تتكون منطقة كشمور من أربع تحصيلات:
- كشمور
- كندكوت
- تاندو مستي خان
- غوثي
يتم إدارة المنطقة من قبل نائب مفوض، وهو مسؤول عن الحفاظ على القانون والنظام وتنفيذ سياسات الحكومة.
التعليم
توجد في منطقة كشمور عدد من المدارس والكليات الحكومية والخاصة. ومع ذلك، لا يزال معدل الإلمام بالقراءة والكتابة في المنطقة منخفضًا نسبيًا، خاصة بين النساء.
تبذل الحكومة جهودًا لتحسين نظام التعليم في كشمور من خلال بناء مدارس جديدة وتدريب المعلمين وتوفير المنح الدراسية للطلاب.
الصحة
توجد في منطقة كشمور عدد من المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية والخاصة. ومع ذلك، لا تزال خدمات الرعاية الصحية في المنطقة غير كافية، خاصة في المناطق الريفية.
تواجه المنطقة تحديات صحية كبيرة، مثل ارتفاع معدلات وفيات الأطفال والأمهات، وانتشار الأمراض المعدية، ونقص المياه النظيفة والصرف الصحي المناسب.
الثقافة
تتميز منطقة كشمور بثقافتها الغنية والمتنوعة. تشتهر المنطقة بتقاليدها الموسيقية والرقصية والشعرية. كما تشتهر كشمور بفنونها وحرفها اليدوية، مثل التطريز والنسيج والفخار.
يتم الاحتفال بالعديد من المهرجانات والأحداث الثقافية في كشمور على مدار العام، مما يجذب الزوار من جميع أنحاء باكستان.
الأماكن السياحية
على الرغم من أن كشمور ليست وجهة سياحية رئيسية، إلا أنها تضم بعض الأماكن المثيرة للاهتمام التي تستحق الزيارة، بما في ذلك:
- ضريح غوثي: وهو مزار صوفي شهير يجذب الزوار من جميع أنحاء باكستان.
- نهر السند: يوفر النهر فرصًا لصيد الأسماك والرحلات بالقوارب والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة.
- الأسواق المحلية: تقدم الأسواق المحلية في كشمور فرصة لشراء المنتجات المحلية والحرف اليدوية والهدايا التذكارية.
التحديات
تواجه منطقة كشمور عددًا من التحديات، بما في ذلك:
- الفقر: يعاني جزء كبير من سكان كشمور من الفقر المدقع.
- نقص التعليم: لا يزال معدل الإلمام بالقراءة والكتابة في المنطقة منخفضًا نسبيًا.
- ضعف البنية التحتية: تعاني المنطقة من نقص في البنية التحتية الأساسية، مثل الطرق والمياه النظيفة والصرف الصحي المناسب.
- الأمن: شهدت المنطقة بعض المشاكل الأمنية في السنوات الأخيرة.
تبذل الحكومة والمنظمات غير الحكومية جهودًا لمواجهة هذه التحديات وتحسين مستوى معيشة السكان في كشمور.
خاتمة
منطقة كشمور هي منطقة ذات تاريخ غني وثقافة متنوعة. على الرغم من التحديات التي تواجهها، إلا أن المنطقة لديها إمكانات كبيرة للتنمية والنمو. بفضل موقعها الاستراتيجي ومواردها الطبيعية وشعبها المجتهد، يمكن لكشمور أن تلعب دورًا مهمًا في اقتصاد باكستان.