<![CDATA[
1. الولاية
تُعد الولاية الركن الأول والأساسي في العقيدة الإسماعيلية، وتعني المحبة والتولي لأهل بيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم. إنها ليست مجرد محبة عاطفية، بل هي التزام عقدي وروحي عميق، يتطلب من المؤمن أن يلتزم بولاية الإمام المعصوم، وأن يطيعه في كل ما يأمر به وينهى عنه. تعتبر الولاية الأساس الذي تنبني عليه بقية الأركان، فهي المفتاح الذي يفتح أبواب الفهم الحقيقي للدين، ويقود المؤمن إلى معرفة الله تعالى. يرى الإسماعيليون أن الولاية هي الوسيلة التي يتم من خلالها التواصل المباشر مع الإمام، الذي يعتبر بمثابة المرشد والهادي في طريق الحق.
2. الطهارة
يشير ركن الطهارة إلى النظافة، سواء كانت جسدية أو روحية. الطهارة الجسدية تتمثل في الاغتسال والوضوء قبل أداء العبادات، والحفاظ على نظافة الجسم والثياب. أما الطهارة الروحية فهي الأهم، وتشمل تطهير القلب من الشرك والنفاق، والتحلي بالأخلاق الحميدة، والابتعاد عن المعاصي والذنوب. يعتبر الإسماعيليون أن الطهارة الروحية هي الأساس الذي يبنى عليه الإيمان، وهي التي تسمح للمؤمن بالارتقاء الروحي والاقتراب من الله تعالى. تعتمد الطهارة الروحية على التوبة والاستغفار، والعمل الصالح، والالتزام بأوامر الإمام.
3. الصلاة
تمثل الصلاة الركن الثالث من أركان الإسماعيلية، وتُعد من أهم العبادات في الإسلام. على الرغم من أن الإسماعيليين يشتركون مع المسلمين الآخرين في أداء الصلاة، إلا أن هناك بعض الاختلافات في التفاصيل، مثل عدد الركعات في بعض الصلوات، والتفاصيل المتعلقة بالوقت والمكان. يؤمن الإسماعيليون بأهمية الصلاة كصلة مباشرة بين العبد وربه، وهي وسيلة للتعبير عن الشكر والامتنان لله تعالى، وطلب المغفرة والهداية. يجب على المؤمن الإسماعيلي أن يؤدي الصلاة في أوقاتها المحددة، وأن يحرص على حضور الجماعة، وأن يتدبر معانيها ومراميها.
4. الزكاة
الزكاة هي الركن الرابع من أركان الإسماعيلية، وتعني إعطاء جزء من المال للفقراء والمحتاجين، وذلك بهدف تطهير المال وزيادته، وتحقيق التكافل الاجتماعي. الزكاة ليست مجرد عمل خيري، بل هي فريضة على كل مسلم قادر، وهي تعبر عن التزام المؤمن بالإسهام في بناء المجتمع، ومساعدة المحتاجين. يلتزم الإسماعيليون بدفع الزكاة بانتظام، وفقًا للضوابط الشرعية، ويسعون إلى توزيعها على مستحقيها بطرق شفافة وعادلة. يعتبر الإسماعيليون أن الزكاة هي وسيلة لتحقيق التوازن الاجتماعي والاقتصادي، وهي تعزز التماسك المجتمعي.
5. الصوم
الصوم هو الركن الخامس من أركان الإسماعيلية، وهو الامتناع عن الطعام والشراب وبعض الأمور الأخرى من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. يعتبر الصوم فريضة على كل مسلم بالغ، وهو وسيلة لتهذيب النفس، وتقوية الإرادة، وتعزيز التقوى. يشترك الإسماعيليون مع المسلمين الآخرين في أداء فريضة الصوم في شهر رمضان المبارك، مع وجود بعض الاختلافات في التفاصيل، مثل تحديد بداية ونهاية الشهر، وبعض الأمور المتعلقة بالصوم. يحرص الإسماعيليون على أداء الصوم بوعي وإخلاص، مع التركيز على الجوانب الروحية والعبادية للصوم.
6. الحج
الحج هو الركن السادس من أركان الإسماعيلية، وهو زيارة بيت الله الحرام في مكة المكرمة، وأداء المناسك المحددة في أوقات معينة. الحج فريضة على كل مسلم مستطيع، وهو رحلة روحية عظيمة، تجمع المسلمين من جميع أنحاء العالم في مكان واحد، وتوحد قلوبهم على محبة الله تعالى. يشترك الإسماعيليون مع المسلمين الآخرين في أداء فريضة الحج، مع وجود بعض الاختلافات في التفاصيل، مثل بعض الطقوس والممارسات. يحرص الإسماعيليون على أداء الحج بوعي وإخلاص، والالتزام بتعاليم الإسلام، والاستفادة من هذه التجربة الروحية العظيمة.
7. الجهاد
الجهاد هو الركن السابع والأخير من أركان الإسماعيلية، ويعني بذل الجهد في سبيل الله تعالى. الجهاد ليس بالضرورة القتال بالسيف، بل يشمل أيضًا الجهاد بالنفس، والجهاد بالمال، والجهاد بالكلمة، والجهاد في سبيل نشر الدين. يعتبر الإسماعيليون أن الجهاد هو واجب مستمر، وهو يشمل جميع جوانب الحياة، من العبادة إلى العمل، ومن العلاقات الاجتماعية إلى التنمية الشخصية. يلتزم الإسماعيليون بالجهاد في سبيل الله تعالى، ويسعون إلى تحقيق أهداف الإسلام في كل جوانب الحياة.
خاتمة
في الختام، نجد أن الأركان السبعة للإسماعيلية تشكل إطارًا شاملاً للحياة الإيمانية للمؤمن الإسماعيلي. هذه الأركان ليست مجرد واجبات دينية، بل هي أساليب للتقرب إلى الله تعالى، وتعزيز الروابط الروحية، وتحقيق التنمية الشخصية والمجتمعية. من خلال الالتزام بهذه الأركان، يسعى الإسماعيليون إلى بناء مجتمع فاضل، يعتمد على القيم الإسلامية الأصيلة، ويعمل على نشر الخير والسلام في العالم.