<![CDATA[
نشأتها وبداياتها
ولدت آنا ماي بولوك في 26 نوفمبر 1939 في مدينة ناتبوت بولاية تينيسي. نشأت في بيئة فقيرة في الريف الجنوبي، وعانت من طفولة صعبة. انفصل والداها وهي صغيرة، وتركتها والدتها مع أقاربها لفترة. بدأت آنا ماي الغناء في الكنيسة، حيث اكتشفت موهبتها الصوتية الفريدة. في سن المراهقة، انتقلت إلى سانت لويس، ميسوري، حيث بدأت مسيرتها الموسيقية.
في سانت لويس، التقت آنا ماي بالموسيقي آيك تيرنر، الذي كان يكبر منها بثماني سنوات. أصبح آيك مرشدها ومكتشفها. بدأوا العمل معًا، وسرعان ما تطورت علاقتهما إلى شراكة موسيقية وزواج. قام آيك بتغيير اسمها إلى تينا تيرنر، وبدأت فرقة Ike & Tina Turner Revue في تحقيق النجاح.
الصعود إلى الشهرة والنجاح
في الستينيات والسبعينيات، أصبحت فرقة Ike & Tina Turner Revue من أشهر الفرق الموسيقية في أمريكا. تميزت الفرقة بعروضها الحيوية وأداء تينا المذهل على المسرح. قدمت الفرقة مزيجًا من موسيقى الروك أند رول والريذم أند بلوز والسول. اشتهرت تينا بصوتها القوي وحضورها المسرحي الجذاب.
أصدرت الفرقة العديد من الأغاني الناجحة، مثل “Proud Mary” و “River Deep – Mountain High”. فازت الفرقة بجائزة جرامي عن أغنية “Proud Mary” في عام 1971. ومع ذلك، كانت الحياة الشخصية لتينا مليئة بالمشاكل. كان آيك مسيئًا جسديًا وعاطفيًا لها، مما أدى إلى تدهور العلاقة بينهما.
العلاقة الصعبة مع آيك تيرنر
في كتاب “أنا، تينا”، تكشف تينا عن تفاصيل حياتها الزوجية مع آيك. تصف العنف الجسدي والإساءة العاطفية التي عانت منها على يد آيك. تحكي كيف سيطر آيك على حياتها، وكيف كان يقرر كل شيء، من ملابسها إلى اختياراتها المهنية. كانت تينا تعيش في خوف دائم، ولم تجد طريقة للهروب من هذه العلاقة المسيئة.
أخيرًا، في عام 1976، قررت تينا ترك آيك والفرقة. هربت من فندق في دالاس، تكساس، حاملة فقط القليل من المال وبطاقة ائتمان. كانت في وضع صعب للغاية، حيث تركت كل شيء خلفها. ومع ذلك، كانت مصممة على البدء من جديد وبناء حياة أفضل لنفسها.
الطلاق والبدء من جديد
بعد انفصالها عن آيك، بدأت تينا في العمل بجد لإعادة بناء حياتها المهنية. بدأت بالغناء في الحانات والنوادي الصغيرة. لم يكن الأمر سهلاً، لكنها كانت مصممة على النجاح. في عام 1983، أصدرت ألبومها المنفرد الأول، “Private Dancer”، الذي حقق نجاحًا عالميًا.
أصبح ألبوم “Private Dancer” من أنجح الألبومات في تاريخ الموسيقى. تضمن الألبوم العديد من الأغاني الناجحة، مثل “What’s Love Got to Do with It” و “Better Be Good to Me”. فازت تينا بعدة جوائز جرامي عن هذا الألبوم. كان هذا بمثابة عودة قوية لتينا إلى الساحة الموسيقية.
النجاح العالمي والجوائز
بعد نجاح ألبوم “Private Dancer”، أصبحت تينا تيرنر نجمة عالمية. قدمت حفلات موسيقية ضخمة في جميع أنحاء العالم. باعت ملايين الألبومات، وفازت بالعديد من الجوائز. أصبحت أيقونة موسيقية، معروفة بصوتها القوي وأدائها المذهل. كما مثلت في بعض الأفلام.
فازت تينا بعدة جوائز جرامي، بالإضافة إلى جوائز أخرى. تم إدخالها إلى قاعة مشاهير الروك آند رول في عام 1991. استمرت في إصدار الألبومات وتسجيل الأغاني، وظلت تحظى بشعبية كبيرة حتى تقاعدها في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
الحياة الشخصية والزواج الأخير
في عام 1986، تزوجت تينا من المنتج الموسيقي إروين باخ. عاشت تينا وإروين حياة سعيدة معًا. كان إروين داعمًا لتينا، وساعدها على التعافي من تجاربها السابقة. عاشت تينا حياة هادئة وسعيدة في سويسرا.
في عام 2013، تنازلت تينا عن جنسيتها الأمريكية وحصلت على الجنسية السويسرية. توفيت تينا تيرنر في 24 مايو 2023 عن عمر يناهز 83 عامًا في منزلها في سويسرا. تركت وراءها إرثًا موسيقيًا عظيمًا، وألهمت الملايين من الناس حول العالم.
إرثها وتأثيرها
يعد كتاب “أنا، تينا” شهادة على قوة الروح الإنسانية. يوضح الكتاب كيف تمكنت تينا من التغلب على الإساءة والعنف، وكيف استطاعت أن تبني حياة ناجحة وسعيدة لنفسها. ألهمت تينا الملايين من الناس حول العالم، وخاصة النساء، من خلال قصتها الملهمة.
كانت تينا تيرنر رمزًا للمرأة القوية والمستقلة. أظهرت للعالم أن التغلب على الصعاب ممكن، وأن تحقيق الأحلام ممكن بغض النظر عن الخلفية أو التجارب السابقة. تركت تينا إرثًا موسيقيًا لا يُمحى، وسيظل صوتها وأغانيها خالدة في قلوب محبيها.
خاتمة
يعتبر كتاب “أنا، تينا” سيرة ذاتية مؤثرة ومثيرة للإعجاب تحكي قصة حياة تينا تيرنر. من طفولتها الصعبة إلى نجاحها العالمي، يروي الكتاب رحلة مليئة بالتحديات والانتصارات. يلقي الكتاب الضوء على قوة الإرادة وقدرة الإنسان على التغلب على الصعاب. يعكس الكتاب أيضًا أهمية التعافي والشفاء من الصدمات، وأهمية بناء حياة جديدة بعد تجارب قاسية. يعتبر الكتاب مصدر إلهام للعديد من القراء حول العالم.