<![CDATA[
نشأته وبداياته
ولد ميشيل باخوم في مصر عام 1913. تلقى تعليمه الأساسي والثانوي في مصر، ثم حصل على درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية. تميز باخوم بتفوقه الأكاديمي، مما مكنه من الحصول على فرص للدراسات العليا في الخارج. بدأ مسيرته المهنية بالعمل في مجال الهندسة المدنية، حيث اكتسب خبرة عملية واسعة في تصميم وتنفيذ المشاريع الهندسية المختلفة. شملت هذه المشاريع المباني، والجسور، والطرق، وغيرها من البنى التحتية.
مسيرته المهنية والأكاديمية
بعد اكتسابه الخبرة العملية، انخرط باخوم في المجال الأكاديمي. عمل كأستاذ في الهندسة المدنية في إحدى الجامعات المصرية المرموقة. كرس وقته لتدريس الطلاب، والإشراف على مشاريعهم البحثية، ونشر الأبحاث العلمية في مجال تخصصه. ساهم في تطوير المناهج الدراسية في الهندسة المدنية، وإدخال أحدث التقنيات والمفاهيم في هذا المجال.
بالإضافة إلى عمله الأكاديمي، استمر باخوم في ممارسة مهنة الهندسة كمهندس استشاري. قدم استشاراته وخبرته في العديد من المشاريع الهندسية الكبرى في مصر والعالم العربي. شملت هذه المشاريع تصميم وإدارة مشاريع البناء والتشييد، وتقييم المشاريع الهندسية القائمة، وتقديم الحلول للمشاكل الهندسية المعقدة.
إسهاماته في مجال الخرسانة
تعتبر مساهمات ميشيل باخوم في مجال الخرسانة من أبرز إنجازاته. أجرى أبحاثًا مكثفة حول خصائص الخرسانة، وتصميم الخلطات الخرسانية، وتقنيات التنفيذ. نشر العديد من الأوراق البحثية والمقالات العلمية التي ساهمت في تطوير هذا المجال. ركزت أبحاثه على تحسين أداء الخرسانة، وزيادة متانتها، وتقليل التكاليف. اهتم بشكل خاص بابتكار حلول لمواجهة تحديات البيئة المصرية، مثل الحرارة والرطوبة.
من أبرز إسهاماته في مجال الخرسانة:
- تطوير تصميم الخلطات الخرسانية: ساهم في تطوير طرق تصميم الخلطات الخرسانية التي تتناسب مع الظروف المناخية المصرية، مما أدى إلى زيادة متانة الخرسانة وتقليل التشققات.
- دراسة تأثير المواد المضافة على الخرسانة: أجرى أبحاثًا حول استخدام المواد المضافة لتحسين أداء الخرسانة، مثل المواد المانعة للتسرب، والمواد المقاومة للتآكل، والمواد التي تزيد من قوة الخرسانة.
- تطوير تقنيات التنفيذ: ساهم في تطوير تقنيات جديدة لتنفيذ الخرسانة، مثل تقنيات الدمك، والصب، والمعالجة، مما أدى إلى تحسين جودة الخرسانة وتقليل العيوب.
- المشاركة في مشاريع هندسية كبرى: شارك في تصميم وتنفيذ العديد من المشاريع الهندسية الكبرى في مصر، مما ساهم في تطبيق أحدث التقنيات والمفاهيم في مجال الخرسانة.
أعماله ومؤلفاته
بالإضافة إلى مساهماته في البحث العلمي والتدريس، قام ميشيل باخوم بتأليف العديد من الكتب والمقالات في مجال الهندسة المدنية والخرسانة. ساعدت هذه المؤلفات في نشر المعرفة، وتدريب المهندسين، ورفع مستوى الوعي بأهمية الهندسة المدنية. نشرت مؤلفاته باللغتين العربية والإنجليزية، مما ساهم في انتشارها على نطاق واسع.
من بين أبرز مؤلفاته:
- كتب ومقالات عن تصميم الخرسانة
- أبحاث حول متانة الخرسانة في البيئات القاسية
- دليل المهندس المدني في أعمال الخرسانة
مساهماته في التنمية المجتمعية
لم يقتصر دور ميشيل باخوم على الجانب الأكاديمي والمهني، بل امتد ليشمل المساهمة في التنمية المجتمعية. شارك في العديد من المشاريع الهندسية التي ساهمت في تحسين البنية التحتية في مصر والعالم العربي. عمل على تطوير الطرق والجسور والمباني التي ساهمت في تسهيل حركة المرور، وتحسين مستوى المعيشة، وتوفير بيئة أفضل للمواطنين. بالإضافة إلى ذلك، قام بتدريب المهندسين الشباب، وتأهيلهم لسوق العمل، مما ساهم في بناء جيل جديد من المهندسين القادرين على مواجهة التحديات الهندسية.
من خلال عمله، قدم باخوم نموذجًا للمهندس الملتزم الذي يجمع بين العلم والمعرفة، والعمل الدؤوب، والمسؤولية الاجتماعية. ترك ميشيل باخوم إرثًا مهمًا في مجال الهندسة المدنية، وسيظل اسمه محفورًا في ذاكرة المهندسين المصريين والعرب.
التكريم والتقدير
حصل ميشيل باخوم على العديد من التكريمات والتقديرات خلال مسيرته المهنية، تقديرًا لمساهماته القيمة في مجال الهندسة المدنية. حصل على جوائز من المؤسسات الهندسية المرموقة، وشارك في المؤتمرات والندوات العلمية الهامة. كانت إسهاماته محل تقدير من زملائه المهندسين والباحثين والطلاب. يعتبر باخوم رمزًا للتميز في الهندسة المدنية، ومصدر إلهام للأجيال القادمة من المهندسين.
وفاته
توفي ميشيل باخوم في عام 1981، تاركًا وراءه إرثًا علميًا وعمليًا كبيرًا. تذكر مساهماته في مجال الهندسة المدنية، وخاصة في مجال الخرسانة، كإنجازات مهمة. لا يزال إرثه يلهم المهندسين والباحثين حتى يومنا هذا، ويذكرنا بأهمية العلم والعمل الدؤوب في خدمة المجتمع.
خاتمة
كان ميشيل باخوم شخصية بارزة في مجال الهندسة المدنية، حيث جمع بين المعرفة الأكاديمية والخبرة العملية. ترك بصمة واضحة في مجال الخرسانة، من خلال أبحاثه ومؤلفاته وإسهاماته في تصميم وتنفيذ المشاريع الهندسية الكبرى. ساهم في تدريب أجيال من المهندسين، وترك إرثًا سيظل مصدر إلهام للمهندسين في مصر والعالم العربي.