<![CDATA[
نشأته وبداياته
ولد غيوزا أوتليك في بودابست بالمجر. تلقى تعليمه في المدارس المحلية قبل أن يلتحق بجامعة بودابست، حيث درس الرياضيات والفيزياء. خلال دراسته الجامعية، بدأ أوتليك في الكتابة ونشر قصصًا قصيرة ومقالات في المجلات الأدبية المجرية. تأثر أوتليك بشكل كبير بالفنانين والمفكرين المجريين في عصره، مثل ميكلوش رادنوتي، وهو شاعر مجري يهودي قُتل خلال الحرب العالمية الثانية، والناقد والمنظر الأدبي جورج لوكاتش.
مسيرته الأدبية
بدأ أوتليك مسيرته الأدبية في الثلاثينيات من القرن العشرين. نشر مجموعات من القصص القصيرة والمقالات التي اكتسبت شهرة متزايدة. ومع ذلك، فإن عمله الأكثر شهرة هو روايته “مدرسة في الحدود” (Iskola a határon)، التي نُشرت عام 1959. تعتبر هذه الرواية تحفة فنية في الأدب المجري، وهي تصور الحياة في مدرسة داخلية خلال الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية. تستكشف الرواية مواضيع مثل الصداقة والولاء والطبقة الاجتماعية والتحولات السياسية في أوروبا في تلك الفترة.
تتميز كتابات أوتليك بأسلوبها المعقد والمفكر. غالبًا ما يستخدم أساليب سردية متعددة، ويستكشف وجهات نظر مختلفة للشخصيات. كان مهتمًا بشكل خاص بتشريح النفس البشرية وتعقيداتها، وكان يدرس في أعماله قضايا الهوية والانتماء والمعنى.
إلى جانب كتاباته الأصلية، كان أوتليك أيضًا مترجمًا نشطًا. ترجم أعمالًا من الإنجليزية والألمانية والفرنسية إلى اللغة المجرية. شملت ترجماته أعمالًا لكتاب مثل جيمس جويس و توماس مان.
مساهماته في البريدج
بالإضافة إلى مساهماته الأدبية، كان أوتليك خبيرًا في لعبة البريدج. كتب العديد من الكتب والمقالات حول هذه اللعبة، وطوّر نظريات جديدة في مجالها. كان يعتبر أحد أبرز منظري البريدج في عصره، وأسهم في تطوير اللعبة وتوسيع شعبيتها. كان يعتقد أن البريدج يوفر فرصة فريدة لدراسة العقل البشري والتفكير الاستراتيجي.
طور أوتليك نظامًا خاصًا للتسجيل في لعبة البريدج، يُعرف باسم “نظام أوتليك”. يعتبر هذا النظام من أكثر الأنظمة تأثيرًا في عالم البريدج، ولا يزال يُستخدم على نطاق واسع حتى اليوم. قام بتدريس البريدج لسنوات عديدة، وكان له تأثير كبير على العديد من اللاعبين والمدربين.
الحياة الشخصية
تزوج أوتليك مرتين. كانت زوجته الأولى هي إيفا كيرالي، وتزوجها عام 1938. وبعد انفصالهما، تزوج من إليزابيث كوفاتش عام 1961. عاش أوتليك معظم حياته في المجر، ولكنه سافر أيضًا إلى الخارج وقام بزيارة دول أوروبية مختلفة. كان يحب الفن والموسيقى، وكان مهتمًا بالمسائل الفلسفية والأخلاقية.
عاش أوتليك في فترة مضطربة في تاريخ المجر، وشهد صعود الفاشية والحرب العالمية الثانية والحكم الشيوعي. عكست أعماله الأدبية تجربته الشخصية والظروف السياسية والاجتماعية في عصره. كان ملتزمًا بالحرية الفكرية والإنسانية، وحاول في كتاباته أن يلقي الضوء على قضايا العدالة والمساواة.
الجوائز والتكريمات
حصل أوتليك على العديد من الجوائز والتكريمات خلال حياته. في عام 1966، حصل على جائزة كوسوث، وهي أرفع جائزة ثقافية في المجر. تم تكريمه أيضًا بجوائز أخرى عن مساهماته في الأدب والثقافة.
بعد وفاته، استمرت أعمال أوتليك في التأثير على الأجيال اللاحقة من الكتاب والقراء. لا تزال رواياته تُقرأ على نطاق واسع، ويتم تدريسها في الجامعات والمؤسسات التعليمية. يعتبر أوتليك واحدًا من أهم الكتاب المجريين في القرن العشرين.
أعماله الأدبية
تشمل أعمال أوتليك الأدبية ما يلي:
- مدرسة في الحدود (Iskola a határon): الرواية الأكثر شهرة لأوتليك، والتي نُشرت عام 1959.
- أعمال قصصية ومقالات: نشر أوتليك العديد من القصص القصيرة والمقالات في المجلات الأدبية المجرية.
- ترجمات: ترجم أوتليك أعمالًا لكتاب مثل جيمس جويس وتوماس مان إلى اللغة المجرية.
وفاته
توفي غيوزا أوتليك في 9 أكتوبر 1990 في بودابست. ترك وراءه إرثًا غنيًا من الكتابة والأفكار التي استمرت في إلهام القراء في جميع أنحاء العالم. لقد كان شخصية فريدة في الأدب المجري، وترك بصمة دائمة على الثقافة والمجتمع.
خاتمة
كان غيوزا أوتليك كاتبًا ومترجمًا ورياضياتيًا ومنظرًا في لعبة البريدج مجريًا. تميزت كتاباته بأسلوبها المعقد والمفكر، واستكشفت موضوعات مثل الهوية والانتماء والذاكرة. بالإضافة إلى مساهماته الأدبية، كان خبيرًا في لعبة البريدج، وساهم في تطويرها وتوسيع شعبيتها. يعتبر أوتليك واحدًا من أهم الكتاب المجريين في القرن العشرين، ولا يزال إرثه الأدبي والفكري يتردد صداه حتى اليوم.