<![CDATA[
نشأته وحياته المبكرة
ولد باري غولدووتر في فينيكس، أريزونا، لعائلة لعبت دورًا بارزًا في تاريخ المنطقة. كان جده، مايكل غولدووتر، مهاجرًا يهوديًا بولنديًا أسس متجرًا كبيرًا ناجحًا في فينيكس. كانت والدة باري، هيلين جوزفين ويليامز، من عائلة مسيحية أنجليكانية. نشأ غولدووتر في كنف الكنيسة الأسقفية، على الرغم من خلفيته اليهودية.
تلقى غولدووتر تعليمه في مدارس فينيكس المحلية، ثم التحق بالأكاديمية العسكرية فيرجينيا. بعد وفاة والده عام 1929، ترك الجامعة لدعم عائلته، وعمل في متجر العائلة، Goldwater’s. خدم في القوات الجوية للجيش خلال الحرب العالمية الثانية، حيث كان طيارًا يقود طائرات نقل.
مسيرته السياسية
بدأ غولدووتر مسيرته السياسية في الخمسينيات من القرن الماضي، عندما انتخب لعضوية مجلس مدينة فينيكس. سرعان ما صعد إلى الصدارة في الحزب الجمهوري، بفضل آرائه المحافظة الصارمة وجاذبيته الشخصية. في عام 1952، انتخب لمجلس الشيوخ الأمريكي، حيث خدم حتى عام 1964، ثم مرة أخرى من عام 1969 إلى عام 1987.
كان غولدووتر مدافعًا قويًا عن الفردية والحرية الاقتصادية والحكومة المحدودة. عارض بشدة تدخل الحكومة في الاقتصاد وبرامج الرعاية الاجتماعية. كان أيضًا من المؤيدين المتحمسين للدفاع الوطني القوي ومعاداة الشيوعية.
حملة الرئاسة عام 1964
في عام 1964، فاز غولدووتر بترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة. واجه الرئيس الحالي ليندون جونسون، الذي كان يتمتع بشعبية كبيرة في أعقاب اغتيال الرئيس جون كنيدي. كانت حملة غولدووتر مثيرة للجدل، حيث اتهمه خصومه بأنه متطرف يميني وغير مسؤول.
خسر غولدووتر الانتخابات أمام جونسون بهامش كبير. ومع ذلك، على الرغم من هزيمته الساحقة، يُنظر إلى حملته على أنها لحظة محورية في تاريخ الحركة المحافظة الأمريكية. لقد ألهمت جيلًا جديدًا من المحافظين وساعدت في تمهيد الطريق لصعود رونالد ريغان في الثمانينيات.
تشمل بعض المواقف المثيرة للجدل التي اتخذها غولدووتر خلال حملته ما يلي:
- معارضته لقانون الحقوق المدنية لعام 1964.
- دعمه لاستخدام الأسلحة النووية التكتيكية في فيتنام.
- دعواته إلى تقليص كبير في حجم ونطاق الحكومة الفيدرالية.
على الرغم من أن هذه المواقف أثارت انتقادات واسعة النطاق، إلا أنها لاقت صدى لدى شريحة كبيرة من الناخبين المحافظين الذين شعروا بأنهم مهمشون من قبل التيار السياسي السائد.
إرثه وتأثيره
ترك باري غولدووتر إرثًا دائمًا على السياسة الأمريكية. يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه أب الحركة المحافظة الحديثة. ساعدت أفكاره وسياساته في تشكيل المشهد السياسي في أمريكا لعقود قادمة. على الرغم من أنه لم يفز بالرئاسة، إلا أن غولدووتر لعب دورًا حاسمًا في تغيير مسار الحزب الجمهوري وفي تعزيز الأفكار المحافظة في الخطاب العام.
يعتبر العديد من المحافظين غولدووتر بطلاً، بينما ينتقده الليبراليون باعتباره متطرفًا. ومع ذلك، لا يمكن إنكار تأثيره العميق على السياسة الأمريكية. لقد ساعد في تحويل الحزب الجمهوري إلى قوة محافظة مهيمنة، ومهد الطريق لصعود قادة محافظين مثل رونالد ريغان وجورج دبليو بوش.
مواقفه السياسية
تميزت مواقف باري غولدووتر السياسية بالتزامه العميق بالمبادئ المحافظة. كان يؤمن إيمانًا راسخًا بالحكومة المحدودة والحرية الفردية والاقتصاد الحر. عارض بشدة تدخل الحكومة في الاقتصاد وبرامج الرعاية الاجتماعية، وكان مدافعًا قويًا عن الدفاع الوطني القوي.
فيما يلي بعض من أبرز مواقفه السياسية:
- الاقتصاد: دعا غولدووتر إلى تخفيض الضرائب وتقليل الإنفاق الحكومي وتقليل التنظيم. كان يعتقد أن هذه السياسات ستعزز النمو الاقتصادي وتخلق فرص عمل.
- الرعاية الاجتماعية: عارض غولدووتر برامج الرعاية الاجتماعية الفيدرالية، بحجة أنها تخلق الاعتماد وتثبط العمل. ودعا إلى نقل المسؤولية عن الرعاية الاجتماعية إلى الولايات والمجتمعات المحلية.
- الدفاع: كان غولدووتر من المؤيدين المتحمسين للدفاع الوطني القوي. دعا إلى زيادة الإنفاق العسكري ونشر الأسلحة المتقدمة لمواجهة التهديد الشيوعي.
- الحقوق المدنية: عارض غولدووتر قانون الحقوق المدنية لعام 1964، بحجة أنه ينتهك حقوق الملكية الفردية. ومع ذلك، فقد أدان التمييز العنصري وأعرب عن دعمه للمساواة في الفرص.
- الشؤون الخارجية: كان غولدووتر من أشد منتقدي الشيوعية ودعا إلى اتباع سياسة خارجية أكثر حزماً لاحتواء النفوذ السوفيتي. أيد التدخل العسكري في فيتنام وكان من أوائل المؤيدين لإسقاط القنبلة الذرية على اليابان خلال الحرب العالمية الثانية.
حياته الشخصية
تزوج باري غولدووتر من مارغريت “بيغي” جونسون في عام 1934، واستمر زواجهما حتى وفاتها في عام 1985. أنجب الزوجان أربعة أطفال: جويل، ومايكل، ومارغريت آن، وباري جونيور. بعد وفاة زوجته الأولى، تزوج غولدووتر من سوزان شيل، واستمر زواجهما حتى وفاته في عام 1998.
كان غولدووتر من المتحمسين للتصوير الفوتوغرافي، وقام بتوثيق رحلاته وأنشطته السياسية على نطاق واسع. كان أيضًا طيارًا ماهرًا، واستمتع بالطيران في طائرته الخاصة في جميع أنحاء الغرب الأمريكي.
خاتمة
كان باري غولدووتر شخصية بارزة في السياسة الأمريكية في القرن العشرين. على الرغم من أنه خسر الانتخابات الرئاسية عام 1964، إلا أنه ترك إرثًا دائمًا كأب للحركة المحافظة الحديثة. ساعدت أفكاره وسياساته في تشكيل المشهد السياسي في أمريكا لعقود قادمة، ولا يزال تأثيره محسوسًا حتى اليوم.