<![CDATA[
نشأته وصفاته
ولد محمد بن مسلمة في المدينة المنورة، ونشأ في كنف قبيلة الأوس، إحدى القبائل الأنصارية الكبرى. تميز محمد بن مسلمة برجاحة العقل، والفطنة، والشجاعة، والفروسية، والذكاء. كان فارساً ماهراً، وشاعراً فصيحاً، وقائداً محنكاً. وصفه المؤرخون بأنه كان طويلاً فارعاً، أسمر اللون، ذا لحية كثة.
كان محمد بن مسلمة من السابقين إلى الإسلام، وآمن بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم في وقت مبكر. وقد شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالخير والفضل. كان من المقربين إليه، وثقته فيه كبيرة. كان من بين الصحابة الذين جمعوا القرآن الكريم.
إسلامه ومشاركته في الغزوات
أسلم محمد بن مسلمة قبل الهجرة النبوية إلى المدينة. شارك في جميع الغزوات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، بدءاً من غزوة بدر، وشهد معه جميع المشاهد، بما في ذلك غزوات أحد، والخندق، وصلح الحديبية، وفتح مكة، وغزوة حنين، وتبوك. أظهر محمد بن مسلمة في هذه الغزوات شجاعة فائقة، وبسالة منقطعة النظير. كان يقاتل بشراسة، ويدافع عن الإسلام بكل ما أوتي من قوة.
في غزوة بدر، قاتل محمد بن مسلمة ببسالة، وأبلى بلاءً حسناً. وفي غزوة أحد، ثبت مع النبي صلى الله عليه وسلم، ودافع عنه، عندما تخلى عنه الكثير من المسلمين. وفي غزوة الخندق، شارك في حفر الخندق، وصد هجوم الأحزاب. وفي صلح الحديبية، كان من شهود الصلح. وفي فتح مكة، شارك في الفتح، وقاتل بشجاعة. وفي غزوة حنين، ثبت مع النبي صلى الله عليه وسلم، ودافع عنه، عندما انهزم المسلمون في بداية المعركة.
مشاركته في الأحداث بعد وفاة النبي
بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، استمر محمد بن مسلمة في خدمة الإسلام والمسلمين. شارك في حروب الردة، وأبلى فيها بلاءً حسناً. كان له دور كبير في تثبيت دعائم الدولة الإسلامية. في عهد الخلفاء الراشدين، شارك في الفتوحات الإسلامية، وأظهر شجاعة وبسالة في القتال. كان من بين الذين شاركوا في فتح الشام ومصر.
في عهد الخليفة عثمان بن عفان، شارك محمد بن مسلمة في حل بعض المشاكل التي حدثت في المدينة. كان من الحكماء الذين استشارهم الخليفة في أمور الدولة. وكان من بين الذين دافعوا عن الخليفة عثمان بن عفان عندما حاصره الثوار. ولكنه لم يشارك في قتل عثمان، بل سعى إلى حقن الدماء.
أدواره الأخرى
بالإضافة إلى دوره العسكري والقيادي، كان محمد بن مسلمة يتمتع بمكانة مرموقة في المجتمع الإسلامي. كان من بين الصحابة الذين يرجع إليهم الناس في الفتوى. كان عالماً بالدين، ورواياً للحديث، وشاعراً فصيحاً. كان يخطب في الناس، ويعلمهم أمور دينهم. وكان يحظى باحترام وتقدير كبيرين من قبل المسلمين.
كان محمد بن مسلمة من المبشرين بالجنة. وردت فيه أحاديث نبوية صحيحة تبين فضله ومكانته. كان من خيرة الصحابة، وأكثرهم إخلاصاً للدين الإسلامي.
وفاته
توفي محمد بن مسلمة في المدينة المنورة سنة 663 أو 666 ميلادية. وقد بلغ من العمر حوالي 75 عاماً. ترك وراءه إرثاً عظيماً من الشجاعة، والقيادة، والعلم، والتقوى. وقد دفن في البقيع.
أعماله ومآثره
- شارك في جميع الغزوات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- كان فارساً وشجاعاً من فرسان الإسلام.
- كان من السابقين إلى الإسلام.
- شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالخير والفضل.
- كان من المقربين إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
- شارك في حروب الردة.
- شارك في الفتوحات الإسلامية.
- كان من الحكماء الذين استشارهم الخلفاء.
- كان من المبشرين بالجنة.
خاتمة
كان محمد بن مسلمة الأنصاري صحابياً جليلاً، وفارساً شجاعاً، وقائداً حكيماً، وعالماً بالدين. ترك إرثاً عظيماً من الشجاعة والقيادة والعلم والتقوى. كان نموذجاً للصحابي المخلص، الذي ضحى بكل ما يملك في سبيل الله ورسوله. سيرته مليئة بالعبر والدروس المستفادة، وتستحق الدراسة والتأمل.