مقدمة
إروين سيلبر (17 أكتوبر 1925 – 8 سبتمبر 2010) كان شخصية أمريكية بارزة، اشتهر بكونه شيوعيًا، ومحررًا، وناشرًا، وناشطًا سياسيًا. لعب دورًا محوريًا في المشهد الثقافي والسياسي الأمريكي، خاصة خلال منتصف القرن العشرين. كان سيلبر شخصية مثيرة للجدل، حظي بالإعجاب من قبل البعض لانخراطه الثابت في العدالة الاجتماعية، بينما انتقده آخرون بسبب ارتباطه بالحزب الشيوعي.
حياته المبكرة وتعليمه
ولد إروين سيلبر في مدينة نيويورك عام 1925، ونشأ في عائلة ذات ميول سياسية يسارية. تأثر بشدة بأفكار الاشتراكية والماركسية في سن مبكرة. بعد الانتهاء من دراسته الثانوية، التحق بكلية بروكلين، حيث انخرط في السياسة الطلابية. خلال فترة وجوده في الكلية، انضم إلى رابطة الشباب الشيوعي، وهي منظمة شبابية تابعة للحزب الشيوعي الأمريكي.
بعد تخرجه من الكلية، واصل سيلبر دراسته في جامعة نيويورك، حيث حصل على درجة الماجستير في الأدب الإنجليزي. ومع ذلك، سرعان ما تحول تركيزه من الأوساط الأكاديمية إلى النشاط السياسي والكتابة.
مسيرته المهنية كمحرر وناشر
بدأ إروين سيلبر مسيرته المهنية في مجال النشر في الخمسينيات من القرن الماضي، عندما أصبح محررًا في مجلة “مينستريل” (The American Minstrel)، وهي مجلة مكرسة للموسيقى الشعبية. سرعان ما أثبت نفسه كشخصية بارزة في مجتمع الموسيقى الشعبية، حيث قام بالترويج لفنانين مثل وودي غوثري وبيتي سيغر.
في عام 1958، أسس سيلبر، بالتعاون مع زوجته آنذاك باربرا دان، مجلة “سينغ أوت!” (Sing Out!)، وهي مجلة سرعان ما أصبحت المنشور الرائد في مجال الموسيقى الشعبية في الولايات المتحدة. لعبت المجلة دورًا حاسمًا في الترويج لفناني الموسيقى الشعبية ودعمهم خلال إحياء الموسيقى الشعبية في الستينيات.
بالإضافة إلى عمله في “سينغ أوت!”، كان سيلبر أيضًا محررًا في دار نشر “أوكرون” (Oak Publications)، حيث قام بتحرير ونشر العديد من الكتب حول الموسيقى الشعبية، بما في ذلك مجموعات الأغاني والكتب المدرسية.
نشاطه السياسي
كان إروين سيلبر ناشطًا سياسيًا ملتزمًا طوال حياته. كان عضوًا بارزًا في الحزب الشيوعي الأمريكي، وشغل العديد من المناصب القيادية داخل الحزب. شارك في العديد من الحركات السياسية، بما في ذلك حركة الحقوق المدنية وحركة مناهضة الحرب.
خلال فترة المكارثية في الخمسينيات من القرن الماضي، تم استهداف سيلبر بسبب آرائه السياسية وانتمائه إلى الحزب الشيوعي. تم استدعاؤه للإدلاء بشهادته أمام لجنة الأنشطة غير الأمريكية التابعة لمجلس النواب (HUAC)، ورفض التعاون مع اللجنة. ونتيجة لذلك، تم إدراجه في القائمة السوداء وتم فصله من عدة وظائف.
على الرغم من الصعوبات التي واجهها، ظل سيلبر ملتزمًا بقناعاته السياسية. استمر في الكتابة والتحدث عن قضايا العدالة الاجتماعية والسلام، ولعب دورًا نشطًا في الحركات السياسية طوال حياته.
الخلافات
كان إروين سيلبر شخصية مثيرة للجدل، واجه العديد من الخلافات طوال حياته. كان ارتباطه بالحزب الشيوعي مصدرًا للانتقادات المستمرة، خاصة خلال الحرب الباردة.
في عام 1965، نشر سيلبر مقالًا في مجلة “سينغ أوت!” انتقد فيه بوب ديلان لتحوله من الموسيقى الشعبية الاحتجاجية إلى موسيقى الروك. أثار المقال جدلاً كبيرًا، حيث اتهم البعض سيلبر بأنه منغلق ومتعصب.
في عام 1988، ترك سيلبر الحزب الشيوعي بعد خلافات حول السياسة الحزبية. أثار هذا القرار بعض الجدل، حيث اتهمه البعض بالتخلي عن مبادئه.
مؤلفاته
كتب إروين سيلبر العديد من الكتب والمقالات طوال حياته، بما في ذلك:
-
Songs of the Civil War (1960)
-
цивилизацией (Цивилизацией) (1961)
-
The Vietnam Songbook (1969)
-
Socialism: What Went Wrong? (1994)
حياته الشخصية
تزوج إروين سيلبر مرتين. تزوج من باربرا دان في عام 1948، وأنجبا طفلين قبل طلاقهما في عام 1970. تزوج لاحقًا من بيني روزمونت في عام 1972، وظلا متزوجين حتى وفاته عام 2010.
كان لدى سيلبر طفلان، هما جون وجين.
وفاته وإرثه
توفي إروين سيلبر في 8 سبتمبر 2010، عن عمر يناهز 84 عامًا. ترك وراءه إرثًا معقدًا ومتعدد الأوجه. يتذكره البعض لانخراطه الثابت في العدالة الاجتماعية ونضاله من أجل السلام، بينما ينتقده آخرون بسبب ارتباطه بالحزب الشيوعي.
بغض النظر عن الآراء الفردية حوله، لا يمكن إنكار تأثير إروين سيلبر على المشهد الثقافي والسياسي الأمريكي. لعب دورًا حاسمًا في الترويج للموسيقى الشعبية ودعمها، وكان ناشطًا سياسيًا ملتزمًا شارك في العديد من الحركات المهمة. سيظل إرثه موضوعًا للنقاش والتحليل لسنوات قادمة.
خاتمة
كان إروين سيلبر شخصية بارزة في المشهد السياسي والثقافي الأمريكي في القرن العشرين. بصفته شيوعيًا، ومحررًا، وناشرًا، وناشطًا، ترك بصمة واضحة على الحركات الاجتماعية والسياسية في عصره. على الرغم من الجدل الذي أحاط بحياته وآرائه، إلا أن تأثيره على الموسيقى الشعبية واليسار السياسي في أمريكا لا يزال محسوسًا حتى اليوم.