<![CDATA[
تاريخ المنظمة
تأسست منظمة فدائيي الشعب الإيراني (الأغلبية) في أعقاب الثورة الإيرانية. كان الانقسام داخل حركة فدائيي الشعب الأصلي نتيجة لاختلافات في وجهات النظر حول كيفية التعامل مع النظام الجديد الذي أقيم بقيادة آية الله الخميني. اعتقدت الأغلبية، بقيادة فرخ نگهدار، أن التحالف مع القوى التقدمية الأخرى يمكن أن يساعد في حماية الثورة من الانحراف. في المقابل، تبنى جناح آخر بقيادة أشرف دهقاني موقفاً أكثر تشدداً، رافضاً أي شكل من أشكال التعاون مع النظام.
في السنوات الأولى بعد تأسيسها، مارست المنظمة نشاطاً سرياً في إيران، حيث شاركت في تنظيم احتجاجات عمالية وطلابية، ونشرت منشورات معارضة. ومع ذلك، تعرضت المنظمة لقمع شديد من قبل النظام الإسلامي، مما أدى إلى اعتقال العديد من أعضائها وإعدامهم. في أوائل الثمانينيات، اضطرت المنظمة إلى نقل مركز قيادتها إلى الخارج، حيث واصلت نشاطها السياسي من المنفى.
أهداف المنظمة وأيديولوجيتها
تعتبر منظمة فدائيي الشعب الإيراني (الأغلبية) نفسها حركة اشتراكية ديمقراطية. تهدف المنظمة إلى إقامة مجتمع ديمقراطي علماني في إيران، يحترم حقوق الإنسان والحريات الأساسية. تدعو المنظمة إلى إنهاء الحكم الديني، وإقامة نظام سياسي يقوم على مبادئ الديمقراطية والتعددية. كما تؤمن المنظمة بأهمية العدالة الاجتماعية، وتسعى إلى تحقيق توزيع أكثر عدالة للثروة والسلطة في المجتمع.
تتبنى المنظمة موقفاً مناهضاً للإمبريالية، وتدعم حق الشعوب في تقرير المصير. كما تدعو إلى إقامة علاقات سلمية مع جميع دول العالم، على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. تعتمد المنظمة في أيديولوجيتها على مزيج من الماركسية واليسار الجديد، مع التركيز على أهمية الديمقراطية وحقوق الإنسان.
هيكل التنظيم
تتكون منظمة فدائيي الشعب الإيراني (الأغلبية) من عدة لجان وأقسام. تتولى اللجنة المركزية قيادة المنظمة وتحديد سياستها العامة. تضم المنظمة أيضاً لجاناً متخصصة في مجالات مختلفة، مثل الشؤون السياسية والتنظيمية والإعلامية. بالإضافة إلى ذلك، يوجد للمنظمة فروع في عدد من البلدان التي يتواجد فيها الإيرانيون في المنفى.
يعتمد الهيكل التنظيمي للمنظمة على مبادئ الديمقراطية المركزية، حيث يتم انتخاب جميع المسؤولين على جميع المستويات. تعقد المنظمة مؤتمرات دورية لتقييم الأوضاع السياسية ووضع الخطط المستقبلية. تشارك المنظمة في عدد من الفعاليات السياسية والاجتماعية في الخارج، بهدف التعريف بأهدافها وقضاياها.
نشاطات المنظمة
تقوم منظمة فدائيي الشعب الإيراني (الأغلبية) بعدد من الأنشطة السياسية والإعلامية. تنشر المنظمة صحيفة “بيامِ مبارز” (رسالة المقاتل) باللغتين الفارسية والإنجليزية، والتي تنشر فيها مقالات حول القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية. كما تدير المنظمة موقعاً إلكترونياً وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي، تنشر من خلالها أخبارها ومقالاتها وتقاريرها.
تنظم المنظمة فعاليات سياسية وثقافية في الخارج، مثل الندوات والمؤتمرات والاحتفالات. تهدف هذه الفعاليات إلى توعية الرأي العام بأهداف المنظمة وإلى تعزيز التضامن مع الشعب الإيراني. كما تشارك المنظمة في فعاليات حقوق الإنسان، وتدين انتهاكات حقوق الإنسان في إيران.
تعمل المنظمة على إقامة علاقات مع القوى السياسية والاجتماعية الأخرى في الخارج، بهدف تشكيل جبهة موحدة ضد النظام الإيراني. تشارك المنظمة في التحالفات والائتلافات التي تهدف إلى تحقيق الديمقراطية في إيران.
العلاقة مع قوى المعارضة الأخرى
أقامت منظمة فدائيي الشعب الإيراني (الأغلبية) علاقات مع عدد من القوى السياسية المعارضة الأخرى في إيران. تشارك المنظمة في الحوارات والتعاون مع المنظمات والأحزاب السياسية التي تشترك معها في الأهداف والمبادئ الأساسية. تهدف المنظمة إلى بناء تحالف واسع من قوى المعارضة، قادر على تحدي النظام الإيراني وتحقيق التغيير الديمقراطي في البلاد.
تتعاون المنظمة مع المنظمات التي تدافع عن حقوق الإنسان والحريات الأساسية، وتدعم جهودهم في توثيق انتهاكات حقوق الإنسان في إيران. كما تعمل المنظمة على تعزيز التضامن مع الحركات العمالية والطلابية والنسائية في إيران.
تختلف المنظمة مع بعض القوى السياسية الأخرى في بعض القضايا، مثل الموقف من الإسلام السياسي. ومع ذلك، تسعى المنظمة إلى الحفاظ على حوار مفتوح مع جميع القوى المعارضة، والعمل على إيجاد أرضية مشتركة للتعاون.
التحديات التي تواجهها المنظمة
تواجه منظمة فدائيي الشعب الإيراني (الأغلبية) العديد من التحديات. أولاً، تواجه المنظمة قمعاً شديداً من قبل النظام الإيراني، الذي يعتبرها تهديداً لأمنه. ثانياً، تواجه المنظمة صعوبة في الوصول إلى داخل إيران، بسبب القيود المفروضة على النشاط السياسي والإعلامي. ثالثاً، تواجه المنظمة منافسة من قوى المعارضة الأخرى، التي لديها وجهات نظر مختلفة حول كيفية تحقيق التغيير في إيران.
رابعاً، تواجه المنظمة صعوبة في الحصول على الدعم المالي والسياسي من الدول والمنظمات الدولية. خامساً، تواجه المنظمة صعوبة في الحفاظ على وحدة صفوفها، بسبب الخلافات الداخلية حول القضايا السياسية والاستراتيجية. سادساً، تواجه المنظمة تحدياً في جذب الشباب الإيراني، الذي قد يكون غير مهتم بالنشاط السياسي أو غير مطلع على تاريخ المنظمة.
لتجاوز هذه التحديات، تعمل المنظمة على تعزيز قدراتها التنظيمية والإعلامية. تسعى المنظمة إلى تعزيز علاقاتها مع القوى السياسية والاجتماعية الأخرى في الخارج، وتوسيع نطاق دعمها. كما تعمل المنظمة على جذب الشباب الإيراني، وتثقيفهم حول أهدافها وقضاياها.
مستقبل المنظمة
يعتمد مستقبل منظمة فدائيي الشعب الإيراني (الأغلبية) على قدرتها على التكيف مع التغيرات السياسية والاجتماعية في إيران والمنطقة والعالم. يجب على المنظمة أن تواصل جهودها في بناء تحالف واسع من قوى المعارضة، قادر على تحدي النظام الإيراني وتحقيق التغيير الديمقراطي في البلاد. يجب على المنظمة أن تواصل جهودها في الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات الأساسية، وتعزيز العدالة الاجتماعية.
من الضروري أن تعمل المنظمة على تعزيز قدراتها التنظيمية والإعلامية، وتوسيع نطاق دعمها. يجب على المنظمة أن تستفيد من التطورات التكنولوجية، وتستخدم وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من الأدوات الحديثة للوصول إلى جمهور أوسع. يجب على المنظمة أن تواصل جهودها في تثقيف الشباب الإيراني، وإلهامهم للانخراط في النشاط السياسي.
إذا تمكنت المنظمة من التغلب على التحديات التي تواجهها، فإنها ستلعب دوراً هاماً في مستقبل إيران. ستكون المنظمة قادرة على المساهمة في بناء مجتمع ديمقراطي علماني، يحترم حقوق الإنسان والحريات الأساسية، ويضمن العدالة الاجتماعية والازدهار لجميع الإيرانيين.
خاتمة
منظمة فدائيي الشعب الإيراني (الأغلبية) هي حزب سياسي معارض يساري إيراني، تأسس في أعقاب الثورة الإيرانية. تهدف المنظمة إلى إقامة مجتمع ديمقراطي علماني في إيران، وتحقيق العدالة الاجتماعية. على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهها، تواصل المنظمة نشاطها السياسي في الخارج، وتعمل على تعزيز التغيير الديمقراطي في إيران. يعتمد مستقبل المنظمة على قدرتها على التكيف مع التغيرات، وبناء تحالف واسع من قوى المعارضة، وتعزيز قدراتها التنظيمية والإعلامية.