<![CDATA[
نشأته وبداياته المبكرة
ولد تود كارني في غرافتون، نيو ساوث ويلز، أستراليا. بدأ اهتمامه بدوري الرجبي في سن مبكرة، حيث لعب في فرق الشباب المحلية. أظهر كارني موهبة فطرية للعبة، وتميز بسرعة في الملعب، وقدرته على التمرير الدقيق، وقدرته على تسديد الركلات. التحق بمدرسة غرافتون الثانوية، حيث واصل تطوير مهاراته في كرة القدم، بالإضافة إلى رياضات أخرى.
في سن المراهقة، انضم كارني إلى فريق كانبرا رايدرز للشباب، حيث لعب في فئات تحت 17 و 19 سنة. خلال هذه الفترة، لفت انتباه الكشافين بفضل أدائه المذهل. في عام 2004، تم اختياره لتمثيل فريق أستراليا تحت 19 سنة، مما عزز مكانته كلاعب واعد.
مسيرته الاحترافية المبكرة
بدأ كارني مسيرته الاحترافية في دوري الرجبي مع نادي كانبرا رايدرز في عام 2004. لعب لأول مرة في الدوري الوطني للرجبي (NRL) في سن الثامنة عشرة. في البداية، لعب في مركز الظهير، ولكنه سرعان ما انتقل إلى مركز صانع الألعاب، وهو المركز الذي برع فيه. أظهر كارني أداءً ملحوظًا في مواسمه الأولى، حيث سجل عددًا كبيرًا من النقاط، وقدم تمريرات حاسمة.
في عام 2007، انتقل كارني إلى فريق سيدني روسترز. في روسترز، استمر في النمو كلاعب، وأصبح واحدًا من أبرز اللاعبين في الدوري. قاد الفريق إلى عدة انتصارات، وأثبت نفسه كقائد داخل وخارج الملعب. فاز بجائزة “دالي ميلارد” (Dally M Medal) لأفضل لاعب في الدوري في عام 2010، وهي جائزة مرموقة تمنح للاعبين المتميزين.
فترة التألق والنجاح
شهدت فترة لعب كارني مع نادي سيدني روسترز ذروة مسيرته المهنية. برز كواحد من أفضل لاعبي دوري الرجبي في العالم. تميزت طريقة لعبه بالإبداع والذكاء، وقدرته على قراءة اللعب، واتخاذ القرارات الصحيحة في اللحظات الحاسمة. كان قادرًا على قيادة الفريق وتحفيز زملائه، مما ساهم في نجاحهم.
خلال فترة وجوده مع روسترز، فاز كارني بعدد من الجوائز الفردية والجماعية. حصل على جائزة “دالي ميلارد” مرة أخرى في عام 2012، مما يبرز تفوقه المستمر. قاد الفريق إلى الدور النهائي في عدة مناسبات، وحققوا الفوز ببطولة الدوري في عام 2013، مما يمثل تتويجًا لجهوده وقيادته.
التحديات والجدل
على الرغم من نجاحه في الملعب، واجه كارني بعض التحديات خارج الملعب التي أثرت على مسيرته. تورط في عدة حوادث أثارت جدلاً واسعًا في وسائل الإعلام، مما أدى إلى إيقافه عن اللعب في بعض الأحيان. هذه الأحداث أثرت على صورته العامة، وتسببت في خسارة بعض الرعاة وداعمي الفريق.
في عام 2014، تم إنهاء عقد كارني مع فريق روسترز بسبب مخالفة سلوكية. هذه الحادثة أثرت بشكل كبير على مسيرته، وأجبرته على البحث عن فرص لعب في الخارج. ومع ذلك، أظهر كارني قدرة على التعافي والتغلب على الصعاب، وعاد إلى اللعب في أستراليا بعد فترة غياب.
العودة والسنوات اللاحقة
بعد فترة قصيرة في الخارج، عاد كارني إلى أستراليا للعب مع نادي نورث كوينزلاند كاوبويز في عام 2015. على الرغم من محاولته لإعادة بناء مسيرته، لم يتمكن كارني من تكرار النجاح الذي حققه في السابق. لعب لفترة قصيرة مع الفريق، قبل أن ينتقل إلى دوري السوبر البريطاني، حيث لعب مع نادي سالفورد ريد ديفلز.
في دوري السوبر، استمر كارني في إظهار مهاراته، وأصبح لاعبًا أساسيًا في الفريق. لعب لعدة مواسم، قبل أن يعلن اعتزاله اللعب في عام 2019. على الرغم من نهاية مسيرته المهنية، إلا أن إرثه في لعبة دوري الرجبي لا يزال باقيًا، حيث يعتبر واحدًا من أكثر اللاعبين موهبة وإثارة في تاريخ اللعبة.
أسلوب اللعب والإنجازات
كان أسلوب لعب كارني يتميز بالمرونة والإبداع. كان بارعًا في التمرير، والركض بالكرة، وتسديد الركلات. كان يتمتع برؤية ثاقبة للملعب، وقدرة على قراءة اللعب، مما جعله قادرًا على اتخاذ القرارات الصحيحة في اللحظات الحاسمة. لعب في مراكز مختلفة، بما في ذلك الظهير، وصانع الألعاب، والملعب الأمامي.
تشمل أبرز إنجازاته:
- الفوز بجائزة “دالي ميلارد” لأفضل لاعب في الدوري (2010، 2012).
- الفوز ببطولة الدوري الوطني للرجبي مع فريق سيدني روسترز (2013).
- تمثيل فريق أستراليا في عدة مباريات دولية.
- تسجيل عدد كبير من النقاط والأهداف طوال مسيرته.
تأثيره على دوري الرجبي
ترك تود كارني بصمة واضحة على لعبة دوري الرجبي. كان مصدر إلهام للعديد من اللاعبين الشباب، وأظهر للعالم ما يمكن تحقيقه بالمهارة والإبداع. أسلوب لعبه الممتع والمليء بالتشويق، جذب جماهير جديدة إلى اللعبة. ساهم في زيادة شعبية دوري الرجبي، وجعلها أكثر إثارة.
بالإضافة إلى تأثيره على الملعب، عمل كارني أيضًا على تطوير نفسه كشخص. تعلم من أخطائه، وحاول أن يصبح نموذجًا يحتذى به. على الرغم من التحديات التي واجهها، إلا أنه استمر في المثابرة، وإظهار عزيمته.
الحياة بعد التقاعد
بعد اعتزاله اللعب، بدأ كارني في استكشاف مجالات جديدة. عمل في مجال الإعلام الرياضي، وقدم تحليلات وتعليقات على مباريات دوري الرجبي. استثمر أيضًا في بعض الأعمال التجارية، وواصل المشاركة في الفعاليات الرياضية.
لا يزال كارني يحظى بشعبية كبيرة بين الجماهير. يشارك بانتظام في الأحداث المجتمعية، ويستخدم منصاته للتواصل مع المشجعين. يعتبر مثالًا للاعب الذي تمكن من تحقيق النجاح في اللعبة، والتغلب على التحديات، والمضي قدمًا في حياته.
خاتمة
تود كارني هو لاعب دوري الرجبي الأسترالي الذي ترك بصمة لا تمحى في عالم الرياضة. بفضل مهاراته الاستثنائية، وقدرته على القيادة، والإبداع في اللعب، أصبح واحدًا من أبرز اللاعبين في جيله. على الرغم من مواجهته لبعض التحديات، إلا أنه تمكن من إظهار العزيمة والقدرة على التغلب على الصعاب. مسيرته المهنية، وإنجازاته، وتأثيره على لعبة دوري الرجبي، تجعله مثالًا يحتذى به للعديد من اللاعبين والشباب.