أيه تي-16 سكالّيون (AT-16 Scallion)
أيه تي-16 سكالّيون (AT-16 Scallion) هو الاسم الذي يطلقه حلف شمال الأطلسي (الناتو) على الصاروخ الروسي 9K121 Vikhr الموجه بالليزر والمضاد للدبابات. هذا الصاروخ، الذي يُعد من بين أكثر الصواريخ المضادة للدبابات تطوراً في الترسانة الروسية، يتميز بقدرته على تدمير مجموعة واسعة من الأهداف المدرعة وغير المدرعة، ويستخدم على نطاق واسع في الطائرات والمروحيات الروسية.
تاريخ تطوير الصاروخ 9K121 Vikhr: بدأ تطوير هذا الصاروخ في ثمانينيات القرن الماضي، ودخل الخدمة الفعلية في الجيش الروسي في أوائل التسعينيات. كان الهدف من تطويره هو توفير سلاح فعال يمكنه مواجهة التهديدات المتزايدة من الدبابات الغربية الحديثة. وقد تم تصميمه ليكون أكثر دقة وقوة من الصواريخ المضادة للدبابات السابقة.
المواصفات الفنية للصاروخ:
- الوزن: يبلغ وزن الصاروخ حوالي 45 كجم.
- المدى: يتراوح مداه الفعال من 500 متر إلى 10 كيلومترات.
- السرعة: تصل سرعته إلى حوالي 600 متر في الثانية، مما يجعله سريعًا جدًا ويصعب اعتراضه.
- نظام التوجيه: يعتمد على نظام توجيه ليزري شبه آلي، مما يضمن دقة عالية في إصابة الهدف.
- الرأس الحربي: يحتوي على رأس حربي ترادفي شديد الانفجار (HEAT)، مصمم لاختراق الدروع التفاعلية المتفجرة (ERA) والدروع الرئيسية للدبابات.
آلية عمل الصاروخ:
- الإطلاق: يتم إطلاق الصاروخ من منصة الإطلاق، سواء كانت طائرة أو مروحية.
- التوجيه: بمجرد إطلاق الصاروخ، يتم توجيهه نحو الهدف بواسطة شعاع الليزر. يقوم نظام التوجيه في الصاروخ بتتبع شعاع الليزر وضبط مساره لضمان إصابة دقيقة.
- الاشتباك: عند وصول الصاروخ إلى الهدف، ينفجر الرأس الحربي، مما يتسبب في أضرار جسيمة للدبابة أو الهدف الآخر.
المنصات المستخدمة لإطلاق الصاروخ
يتم إطلاق الصاروخ 9K121 Vikhr من عدة منصات، بما في ذلك:
- المروحية الهجومية Ka-50 “Black Shark”: تعتبر المروحية Ka-50 واحدة من المنصات الرئيسية التي تحمل هذا الصاروخ. يمكنها حمل ما يصل إلى 12 صاروخًا من طراز Vikhr.
- المروحية الهجومية Ka-52 “Alligator”: تعتبر Ka-52 نسخة مطورة من Ka-50، وهي مجهزة أيضًا لحمل صواريخ Vikhr.
- الطائرة الهجومية Su-25T: تم تجهيز بعض نسخ الطائرة Su-25T لحمل صواريخ Vikhr، مما يمنحها قدرة إضافية على الاشتباك مع الأهداف المدرعة.
مميزات الصاروخ 9K121 Vikhr:
- الدقة العالية: بفضل نظام التوجيه الليزري، يتمتع الصاروخ بدقة عالية في إصابة الأهداف.
- المدى الطويل: يتيح مداه الذي يصل إلى 10 كيلومترات الاشتباك مع الأهداف من مسافة آمنة.
- القدرة التدميرية: الرأس الحربي الترادفي يجعله قادرًا على اختراق الدروع الحديثة وتدمير الدبابات.
- مقاومة التشويش: نظام التوجيه الليزري أقل عرضة للتشويش الإلكتروني مقارنة بأنظمة التوجيه الأخرى.
الاستخدام القتالي للصاروخ
تم استخدام الصاروخ 9K121 Vikhr في عدة صراعات، بما في ذلك:
- الحرب في الشيشان: استخدم الجيش الروسي هذا الصاروخ في الشيشان لتدمير مواقع المسلحين والمركبات المدرعة.
- الحرب في أوكرانيا: تم استخدام الصاروخ من قبل القوات الروسية في الحرب في أوكرانيا ضد الدبابات والمركبات المدرعة الأوكرانية.
- التدخل العسكري الروسي في سوريا: استخدمت القوات الروسية صواريخ Vikhr في سوريا ضد أهداف مختلفة، بما في ذلك الدبابات والمواقع المحصنة.
التحديات والمستقبل: على الرغم من أن الصاروخ 9K121 Vikhr يعتبر سلاحًا فعالًا، إلا أنه يواجه بعض التحديات. أحد هذه التحديات هو تطوير أنظمة دفاع مضادة للصواريخ يمكنها اعتراضه. بالإضافة إلى ذلك، هناك جهود مستمرة لتطوير نسخ أحدث وأكثر تطوراً من الصاروخ، والتي ستتضمن تحسينات في نظام التوجيه والرأس الحربي والمدى.
الخلاصة: يُعد الصاروخ 9K121 Vikhr سلاحًا فعالًا ومتقدمًا مضادًا للدبابات، ويحظى بتقدير كبير في الجيش الروسي. بفضل دقته العالية وقدرته التدميرية ومدى تأثيره، يلعب دورًا حيويًا في العمليات العسكرية الحديثة. ومع استمرار التطورات التكنولوجية، من المتوقع أن يشهد هذا الصاروخ تحسينات مستمرة تعزز من قدراته وفعاليته في المستقبل.
مقارنة بين AT-16 Vikhr وصواريخ أخرى مضادة للدبابات
عند مقارنة AT-16 Vikhr بصواريخ أخرى مضادة للدبابات، يظهر بوضوح تميزه في عدة جوانب. من بين هذه الصواريخ:
- BGM-71 TOW (الأمريكي): يعتبر BGM-71 TOW من أقدم الصواريخ المضادة للدبابات وأكثرها انتشارًا. ومع ذلك، يتميز Vikhr بمدى أطول وسرعة أعلى، بالإضافة إلى نظام توجيه ليزري يوفر دقة أكبر.
- Spike (الإسرائيلي): يتميز Spike بقدرته على العمل في وضع “أطلق وانسَ”، بينما يعتمد Vikhr على توجيه الليزر. ومع ذلك، يوفر Vikhr مدى أطول وقدرة اختراق للدروع أفضل.
- Javelin (الأمريكي): يعتبر Javelin صاروخًا متقدمًا يتميز بنظام توجيه بالأشعة تحت الحمراء. ومع ذلك، يتميز Vikhr بسرعة أعلى وقدرة على الاشتباك مع أهداف متعددة في وقت واحد.
التأثير الجيوسياسي: يمتلك الصاروخ AT-16 Vikhr تأثيرًا جيوسياسيًا كبيرًا، حيث يُعتبر أحد الأسلحة الرئيسية التي تعتمد عليها روسيا في مواجهة التهديدات المدرعة. تصدير هذا الصاروخ إلى دول أخرى يمكن أن يؤثر على ميزان القوى الإقليمي، ويمنح هذه الدول قدرات دفاعية وهجومية متقدمة.
التطورات المستقبلية: تتجه التطورات المستقبلية في مجال الصواريخ المضادة للدبابات نحو تحسين أنظمة التوجيه لزيادة الدقة وتقليل الاعتماد على التدخل البشري. بالإضافة إلى ذلك، هناك جهود لتطوير رؤوس حربية أكثر فعالية قادرة على اختراق أحدث أنواع الدروع. من المتوقع أيضًا أن تشهد الصواريخ المضادة للدبابات تحسينات في المدى والسرعة، بالإضافة إلى دمجها مع أنظمة استشعار متقدمة.
التدريب والصيانة: يتطلب استخدام الصاروخ AT-16 Vikhr تدريبًا مكثفًا للعاملين عليه، بالإضافة إلى صيانة دورية لضمان جاهزيته للعمل. يشمل التدريب كيفية تشغيل نظام التوجيه، وتحديد الأهداف، وإطلاق الصاروخ، بالإضافة إلى إجراءات السلامة اللازمة. الصيانة تشمل فحص المكونات الإلكترونية والميكانيكية، وتحديث البرامج، وإجراء الاختبارات اللازمة.
خاتمة
في الختام، يُعد الصاروخ AT-16 Vikhr سلاحًا استراتيجيًا هامًا في الترسانة الروسية، ويتميز بقدرات فريدة تجعله فعالًا في مواجهة التهديدات المدرعة. بفضل دقته العالية وقدرته التدميرية ومدى تأثيره، يلعب دورًا حيويًا في العمليات العسكرية الحديثة. ومع استمرار التطورات التكنولوجية، من المتوقع أن يشهد هذا الصاروخ تحسينات مستمرة تعزز من قدراته وفعاليته في المستقبل.