<![CDATA[
نشأته وتعليمه
وُلد إرنست سيغيسموند فيشر في فيينا في عام 1875. تلقى تعليمه المبكر في فيينا، وأظهر اهتمامًا كبيرًا بالرياضيات منذ سن مبكرة. درس فيشر الرياضيات في جامعة فيينا، حيث تأثر بأساتذة مرموقين في ذلك الوقت. حصل على درجة الدكتوراه في الرياضيات من جامعة فيينا في عام 1899، وكانت أطروحته حول نظرية المعادلات التفاضلية.
مسيرته المهنية
بدأ فيشر مسيرته المهنية كباحث ومحاضر في جامعة فيينا. في عام 1902، حصل على منصب أستاذ مساعد، ثم تمت ترقيته إلى أستاذ في عام 1910. خلال فترة عمله في جامعة فيينا، قام فيشر بنشر العديد من الأوراق البحثية الهامة التي ساهمت في تطوير مجالات مختلفة في الرياضيات. انتقل فيشر إلى جامعة كونيغسبرغ (Königsberg) في عام 1917 ليتولى منصب أستاذ، لكنه عاد إلى فيينا في عام 1928. ظل في جامعة فيينا حتى تقاعده.
إسهاماته في الرياضيات
ترك فيشر بصمة كبيرة في مجالات مختلفة من الرياضيات، وخاصةً في التحليل الرياضي ونظرية المعادلات التكاملية. تشمل أبرز إسهاماته:
- نظرية التوزيع: قدم فيشر مساهمات كبيرة في تطوير نظرية التوزيع، وهي فرع من فروع التحليل الرياضي يتعامل مع الدوال ذات القيم الحقيقية أو المركبة.
- نظرية المعادلات التكاملية: قام فيشر بدراسة عميقة للمعادلات التكاملية، وقدم نتائج مهمة حول وجود حلول لهذه المعادلات وخصائصها.
- تحليل فورييه: عمل فيشر على تحليل فورييه، وهو أسلوب لتحليل الدوال إلى مجموعات من الدوال المثلثية. ساهمت أعماله في فهم أعمق لهذه التقنية وأهميتها في مجالات مختلفة.
- الدوال المتعامدة: قام فيشر بدراسة الدوال المتعامدة، وهي مجموعة من الدوال التي تكون حاصل ضربها الداخلي صفرًا. قدم نتائج هامة حول هذه الدوال وتطبيقاتها.
كانت أبحاث فيشر ذات تأثير كبير على تطوير الرياضيات في عصره، ولا تزال أعماله تُدرس وتُستخدم حتى اليوم.
التعاون مع علماء آخرين
عمل فيشر مع العديد من علماء الرياضيات البارزين في عصره، وتعاون معهم في أبحاث مختلفة. من بين هؤلاء العلماء:
- أوتو تويتز: كان تويتز عالم رياضيات ألمانيًا متخصصًا في نظرية الأعداد والتحليل الرياضي. تعاون فيشر مع تويتز في بعض الأبحاث المتعلقة بالدوال المتعامدة.
- ديفيد هيلبرت: كان هيلبرت عالم رياضيات ألمانيًا بارزًا، ويعتبر أحد أهم علماء الرياضيات في القرن العشرين. تأثر فيشر بأعمال هيلبرت وتعاون معه في بعض الأحيان.
- إميل بوريل: كان بوريل عالم رياضيات فرنسيًا متخصصًا في نظرية الاحتمالات ونظرية القياس. أثرت أعمال بوريل في فيشر، وتعاونا في بعض الأحيان في تبادل الأفكار والآراء حول مسائل رياضية مختلفة.
ساهم هذا التعاون في تطوير الأفكار الرياضية وتعزيز التبادل العلمي بين العلماء.
الحياة الشخصية
بالإضافة إلى مسيرته المهنية، كان فيشر يتمتع بحياة شخصية غنية. كان متزوجًا ولديه عائلة. كان يحب الموسيقى والفنون، وكان لديه اهتمامات متنوعة خارج نطاق الرياضيات. كان فيشر شخصًا يتمتع بشخصية طيبة وروح دعابة، وكان محبوبًا من قبل زملائه وطلابه.
إرثه
ترك إرنست سيغيسموند فيشر إرثًا دائمًا في عالم الرياضيات. ساهمت أعماله في تطوير مجالات مختلفة في التحليل الرياضي ونظرية المعادلات التكاملية. لا تزال أبحاثه تُدرس وتُستخدم حتى اليوم، ويُذكر اسمه كأحد أهم علماء الرياضيات في القرن العشرين. كان فيشر معلمًا ملهمًا، وترك تأثيرًا إيجابيًا على طلابه وزملائه. يعتبر فيشر مثالًا للعالم المتميز الذي كرس حياته لخدمة العلم والبحث.
أعماله المنشورة
قام فيشر بنشر العديد من الأوراق البحثية والمقالات العلمية طوال مسيرته المهنية. تناولت هذه الأعمال مجموعة واسعة من الموضوعات في التحليل الرياضي ونظرية المعادلات التكاملية. من بين أبرز أعماله المنشورة:
- “Über asymptotische Entwicklungen” (حول التوسعات المقاربة)، وهي ورقة بحثية مهمة تناولت التوسعات المقاربة للدوال.
- “Über Integralgleichungen mit hermitischen Kernen” (حول المعادلات التكاملية ذات النوى الهيرميتية)، وهي ورقة بحثية قدمت نتائج مهمة حول نظرية المعادلات التكاملية.
- “Über die Entwicklung willkürlicher Funktionen nach orthogonalen Funktionen” (حول تطوير الدوال الاعتباطية وفقًا للدوال المتعامدة)، وهي ورقة بحثية تناولت دراسة الدوال المتعامدة وتطبيقاتها.
نشر فيشر أيضًا العديد من المقالات والمراجعات العلمية التي ساهمت في نشر المعرفة الرياضية وتعزيز التبادل العلمي.
التأثير على الأجيال القادمة
ترك فيشر تأثيرًا كبيرًا على الأجيال القادمة من علماء الرياضيات. ألهمت أعماله طلابه وزملائه، وشجعتهم على مواصلة البحث العلمي. ساهم فيشر في تطوير مناهج التدريس في الرياضيات، وقدم مساهمات قيمة في تعليم الطلاب. يعتبر فيشر مثالًا للعالم الذي كرّس حياته لخدمة العلم والتعليم، وترك بصمة إيجابية على عالم الرياضيات.
فيشر والحرب العالمية الثانية
عانت مسيرة فيشر المهنية من تداعيات الحرب العالمية الثانية، خاصة بسبب أصوله اليهودية. تعرض للتمييز والمضايقة، وفقد بعض مناصبه في الجامعة. على الرغم من هذه الصعوبات، استمر فيشر في البحث والكتابة، وحافظ على إيمانه بالعلم والتقدم. بعد انتهاء الحرب، استعاد بعض مناصبه، وواصل عمله في جامعة فيينا حتى تقاعده. يعتبر فيشر رمزًا للصمود والمثابرة في وجه الصعاب.
الجوائز والتكريمات
حصل فيشر على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لإسهاماته في عالم الرياضيات. تم انتخابه عضوًا في العديد من الجمعيات العلمية المرموقة. حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة فيينا. هذه الجوائز والتكريمات تعكس اعترافًا عالميًا بإسهامات فيشر القيمة في مجال الرياضيات.
خاتمة
كان إرنست سيغيسموند فيشر عالم رياضيات نمساويًا بارزًا، ترك بصمة كبيرة في مجالات التحليل الرياضي ونظرية المعادلات التكاملية. ساهمت أعماله في تطوير هذه المجالات، ولا تزال تُدرس وتُستخدم حتى اليوم. عمل فيشر جنبًا إلى جنب مع علماء بارزين في عصره، وألهمت أبحاثه الأجيال القادمة من علماء الرياضيات. يعتبر فيشر مثالًا للعالم المتميز الذي كرس حياته لخدمة العلم والبحث.