مقدمة
خواكين أركيفالدو غوزمان لويرا (بالإسبانية: Joaquín Archivaldo Guzmán Loera؛ ولد في 4 أبريل 1957)، المعروف باسم “إل تشابو” (El Chapo) و “JGL”، هو بارون مخدرات مكسيكي سابق، قاد كارتل سينالوا، وهي منظمة إجرامية كان يعتبرها وزارة الخزانة الأمريكية “أقوى منظمة تهريب مخدرات في العالم”.
نشأته وبداياته
ولد خواكين غوزمان في بلدة لا تونا، باديرغواتو، سينالوا، المكسيك، لعائلة فقيرة تعمل في الزراعة. والده، إميليو غوزمان بوستيلوس، كان مزارعًا للأفيون والمارجوانا. لم يتلق غوزمان تعليمًا رسميًا يذكر، حيث ترك المدرسة في الصف الثالث لمساعدة عائلته. منذ صغره، انخرط في عالم المخدرات، حيث بدأ ببيع المارجوانا المحلية.
في ثمانينيات القرن الماضي، انضم غوزمان إلى كارتل غوادالاخارا، بقيادة ميغيل أنخيل فيليكس غالاردو. صعد بسرعة في الرتب وأصبح مسؤولاً عن تنسيق شحنات المخدرات من كولومبيا إلى المكسيك والولايات المتحدة. بعد اعتقال غالاردو في عام 1989، انقسم كارتل غوادالاخارا، وأسس غوزمان كارتل سينالوا، الذي سرعان ما أصبح أحد أقوى كارتلات المخدرات في المكسيك.
إمبراطورية المخدرات
تحت قيادة غوزمان، توسع كارتل سينالوا بشكل كبير، وسيطر على مساحات واسعة من الأراضي في المكسيك وأقام علاقات مع منظمات إجرامية في جميع أنحاء العالم. كان الكارتل مسؤولاً عن تهريب كميات هائلة من الكوكايين والهيروين والميثامفيتامين والمارجوانا إلى الولايات المتحدة وأوروبا. استخدم غوزمان العنف والترهيب لفرض سيطرته والحفاظ عليها، مما أدى إلى صراعات دموية مع كارتلات منافسة.
اشتهر غوزمان بذكائه ودهائه وقدرته على الإفلات من السلطات. قام ببناء شبكة معقدة من الأنفاق تحت الأرض لتهريب المخدرات والأشخاص عبر الحدود. كما قام برشوة المسؤولين الحكوميين والشرطة لتجنب الاعتقال. أدت ثروته الهائلة وقدرته على الإفلات من القانون إلى جعله شخصية أسطورية في عالم المخدرات.
- السيطرة على التهريب: سيطر كارتل سينالوا على طرق تهريب المخدرات الرئيسية، مما سمح له بالتحكم في تدفق المخدرات إلى الأسواق العالمية.
- الاستخدام الواسع للعنف: استخدم غوزمان العنف والترهيب لترسيخ سلطته والقضاء على المنافسين.
- الفساد: قام غوزمان برشوة المسؤولين الحكوميين والشرطة لضمان حماية عملياته وتجنب الاعتقال.
- الأنفاق: قام غوزمان ببناء شبكة معقدة من الأنفاق تحت الحدود لتهريب المخدرات والأشخاص.
الهروب من السجن
تم القبض على غوزمان لأول مرة في عام 1993 في غواتيمالا وتم تسليمه إلى المكسيك، حيث حُكم عليه بالسجن لمدة 20 عامًا بتهم تتعلق بالمخدرات. ومع ذلك، في عام 2001، هرب من سجن شديد الحراسة في ولاية خاليسكو، على الأرجح بمساعدة حراس فاسدين. استغرقت عملية الهروب وقتًا طويلاً، ويقال إنه تم تهريبه في عربة غسيل.
بعد هروبه، عاد غوزمان إلى قيادة كارتل سينالوا واستأنف عملياته الإجرامية. أصبح أكثر جرأة وتحديًا للسلطات. عرضت حكومتا المكسيك والولايات المتحدة مكافآت كبيرة لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه.
في عام 2014، تم القبض على غوزمان مرة أخرى في مازاتلان، سينالوا. ومع ذلك، في عام 2015، هرب مرة أخرى من سجن شديد الحراسة، وهذه المرة عبر نفق يبلغ طوله ميل واحد تم حفره أسفل زنزانته. أثار هروبه الثاني غضبًا دوليًا وأحرج الحكومة المكسيكية.
القبض عليه والمحاكمة
بعد مطاردة استمرت أشهرًا، تم القبض على غوزمان للمرة الأخيرة في يناير 2016 في لوس موتشيس، سينالوا. تم تسليمه إلى الولايات المتحدة في عام 2017، حيث وُجهت إليه تهم تتعلق بالمخدرات وغسل الأموال والقتل.
في عام 2019، أدين غوزمان بجميع التهم الموجهة إليه وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة بالإضافة إلى 30 عامًا. يقضي حاليًا عقوبته في سجن شديد الحراسة في فلورنسا، كولورادو.
إرث “إل تشابو”
ترك خواكين “إل تشابو” غوزمان إرثًا معقدًا ومثيرًا للجدل. بالنسبة للبعض، هو مجرم عنيف مسؤول عن موت ومعاناة لا حصر لها. بالنسبة للآخرين، هو شخصية أسطورية تحدت السلطة وأصبح رمزًا للفقر والظلم في المكسيك. بغض النظر عن وجهة النظر، لا يمكن إنكار تأثير غوزمان على عالم المخدرات والمجتمع المكسيكي.
- تأثير على العنف: تسببت حروب المخدرات التي أشعلها كارتل سينالوا في مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص في المكسيك.
- الفساد: كشف تورط غوزمان في الفساد عن مدى تغلغل المخدرات في الحكومة المكسيكية.
- تأثير على تهريب المخدرات: أحدث غوزمان ثورة في تهريب المخدرات، مما جعله أكثر تعقيدًا وفعالية.
- الصورة الشعبية: أصبح غوزمان شخصية مشهورة، حيث ظهر في الأفلام والبرامج التلفزيونية والأغاني.
تأثيره على ثقافة المخدرات
أصبح “إل تشابو” رمزًا بارزًا في ثقافة المخدرات، حيث ألهم العديد من الأغاني والأفلام والمسلسلات التلفزيونية التي تصور حياته وأعماله. يرى البعض فيه تجسيدًا للنجاح والثروة، بينما يرى فيه آخرون رمزًا للعنف والفساد. بغض النظر عن التفسير، لا يمكن إنكار تأثيره على الثقافة الشعبية.
تسببت قصة “إل تشابو” في إثارة نقاشات واسعة حول سياسات المخدرات، والفساد الحكومي، وتأثير تجارة المخدرات على المجتمع. يعتبر البعض أن الحرب على المخدرات فاشلة ويجب تغييرها، بينما يعتقد آخرون أن مكافحة المخدرات يجب أن تستمر بكل قوة.
خاتمة
يظل خواكين “إل تشابو” غوزمان شخصية محورية في تاريخ تجارة المخدرات. من بداياته المتواضعة كمزارع فقير إلى صعوده ليصبح أحد أقوى تجار المخدرات في العالم، تجسد قصة غوزمان صعود وهبوط إمبراطورية المخدرات. بغض النظر عن الآراء حوله، فإن تأثيره على المكسيك والعالم لا يمكن إنكاره.