<![CDATA[
التأسيس والتأميم (1967)
في عام 1967، قامت حكومة حزب العمال بقيادة هارولد ويلسون بتأميم 14 شركة رئيسية لإنتاج الصلب لتشكيل المؤسسة البريطانية للصلب (BSC). كانت هذه الشركات تمثل حوالي 90% من إنتاج الصلب في المملكة المتحدة. كان الهدف من التأميم هو تحديث الصناعة وتحسين كفاءتها وقدرتها التنافسية.
شملت الشركات التي تم تأميمها ما يلي:
- شركة يونايتد ستيل
- شركة ستيل من ويلز
- شركة روثررهام-تينكنسون
- شركة كولفيلز
واجهت المؤسسة البريطانية للصلب (BSC) صعوبات كبيرة منذ البداية. كانت الصناعة تعاني من نقص الاستثمار، والتقادم التكنولوجي، والمنافسة المتزايدة من الخارج. بالإضافة إلى ذلك، كانت المؤسسة البريطانية للصلب (BSC) مثقلة بالديون وتواجه صعوبة في تحقيق الربحية.
التحديات في السبعينيات
شهدت السبعينيات سلسلة من التحديات التي واجهت المؤسسة البريطانية للصلب (BSC) والصناعة البريطانية للصلب ككل. كان من بين هذه التحديات:
- الركود الاقتصادي العالمي: أدى الركود الاقتصادي في منتصف السبعينيات إلى انخفاض حاد في الطلب على الصلب.
- ارتفاع أسعار الطاقة: أدى ارتفاع أسعار النفط في السبعينيات إلى زيادة تكاليف الإنتاج.
- المنافسة من الخارج: كانت المؤسسة البريطانية للصلب (BSC) تواجه منافسة متزايدة من منتجي الصلب الأجانب، وخاصة من اليابان وكوريا الجنوبية.
- الإضرابات: عانت المؤسسة البريطانية للصلب (BSC) من سلسلة من الإضرابات خلال السبعينيات، مما أدى إلى تعطيل الإنتاج وزيادة التكاليف.
ردت المؤسسة البريطانية للصلب (BSC) على هذه التحديات من خلال برنامج إعادة هيكلة واسع النطاق. تضمن هذا البرنامج إغلاق المصانع، وتسريح العمال، والاستثمار في التكنولوجيا الجديدة. ومع ذلك، لم يكن البرنامج كافياً لإنقاذ المؤسسة البريطانية للصلب (BSC) من الخسائر.
الخصخصة (1988)
في عام 1988، قامت حكومة مارغريت تاتشر بخصخصة المؤسسة البريطانية للصلب (BSC) تحت اسم “الشركة البريطانية للصلب” (British Steel plc). كانت الخصخصة جزءًا من برنامج أوسع لخصخصة الصناعات المملوكة للدولة.
كانت الحكومة تأمل في أن تؤدي الخصخصة إلى تحسين كفاءة الشركة وقدرتها التنافسية. تم بيع أسهم الشركة البريطانية للصلب (British Steel plc) للجمهور في اكتتاب عام.
في البداية، حققت الشركة البريطانية للصلب (British Steel plc) نجاحًا كبيرًا. ومع ذلك، سرعان ما واجهت تحديات جديدة، بما في ذلك:
- الركود الاقتصادي في أوائل التسعينيات: أدى الركود الاقتصادي في أوائل التسعينيات إلى انخفاض حاد في الطلب على الصلب.
- المنافسة من الخارج: استمرت الشركة البريطانية للصلب (British Steel plc) في مواجهة منافسة متزايدة من منتجي الصلب الأجانب.
- قوة الجنيه الإسترليني: أدت قوة الجنيه الإسترليني إلى جعل صادرات الشركة البريطانية للصلب (British Steel plc) أقل قدرة على المنافسة.
الاندماج مع كوروس (1999)
في عام 1999، اندمجت الشركة البريطانية للصلب (British Steel plc) مع شركة الصلب الهولندية كوروس (Hoogovens) لتشكيل شركة كوروس جروب (Corus Group). كان الاندماج يهدف إلى إنشاء شركة صلب أوروبية كبرى قادرة على المنافسة على نطاق عالمي.
ومع ذلك، لم يكن الاندماج ناجحًا كما كان متوقعًا. واجهت شركة كوروس جروب (Corus Group) صعوبات كبيرة، بما في ذلك:
- ارتفاع أسعار الطاقة: أدى ارتفاع أسعار الطاقة إلى زيادة تكاليف الإنتاج.
- المنافسة من الخارج: استمرت شركة كوروس جروب (Corus Group) في مواجهة منافسة متزايدة من منتجي الصلب الأجانب، وخاصة من الصين.
- المشاكل الثقافية: واجهت شركة كوروس جروب (Corus Group) مشاكل ثقافية بسبب الاختلافات بين ثقافات الشركات البريطانية والهولندية.
في عام 2007، استحوذت شركة تاتا ستيل الهندية (Tata Steel) على شركة كوروس جروب (Corus Group). تعتبر تاتا ستيل (Tata Steel) اليوم واحدة من أكبر منتجي الصلب في العالم.
تأثير الشركة البريطانية للصلب
كان للشركة البريطانية للصلب (British Steel) تأثير كبير على الاقتصاد البريطاني والمجتمع البريطاني. في ذروتها، كانت الشركة توظف أكثر من 200,000 شخص. كانت الشركة البريطانية للصلب (British Steel) مساهمًا رئيسيًا في الاقتصاد البريطاني وكانت مصدرًا مهمًا للوظائف والدخل.
ومع ذلك، أدى انحدار الشركة البريطانية للصلب (British Steel) إلى خسائر فادحة في الوظائف وإغلاق المصانع. كان لانحدار الشركة تأثير مدمر على المجتمعات التي اعتمدت عليها. لا تزال آثار انحدار الشركة البريطانية للصلب (British Steel) محسوسة في بريطانيا حتى اليوم.
على الرغم من التحديات التي واجهتها الشركة البريطانية للصلب (British Steel)، فقد لعبت دورًا مهمًا في تاريخ الصناعة البريطانية. كانت الشركة رائدة في مجال التكنولوجيا الجديدة وساهمت في تطوير صناعة الصلب البريطانية.
الدروس المستفادة
تقدم قصة الشركة البريطانية للصلب (British Steel) العديد من الدروس المستفادة حول إدارة الصناعات المملوكة للدولة. من بين هذه الدروس:
- أهمية الاستثمار: من المهم الاستثمار في التكنولوجيا الجديدة وتحديث المصانع للحفاظ على القدرة التنافسية.
- أهمية الكفاءة: من المهم تحسين الكفاءة وخفض التكاليف للحفاظ على الربحية.
- أهمية المرونة: من المهم أن تكون مرنًا وقادرًا على التكيف مع التغيرات في السوق.
- أهمية الإدارة: من المهم وجود إدارة قوية وفعالة قادرة على اتخاذ القرارات الصعبة.
فشلت الشركة البريطانية للصلب (British Steel) في معالجة هذه القضايا بشكل فعال، مما أدى في النهاية إلى انحدارها. تقدم قصة الشركة البريطانية للصلب (British Steel) تحذيرًا للشركات الأخرى المملوكة للدولة حول أهمية الإدارة الجيدة والقدرة التنافسية.
الشركة البريطانية للصلب اليوم
على الرغم من أن الشركة البريطانية للصلب (British Steel plc) لم تعد موجودة ككيان مستقل، إلا أن اسمها لا يزال موجودًا. في عام 2016، استحوذت شركة استثمارية بريطانية على أصول شركة تاتا ستيل (Tata Steel) في المملكة المتحدة وأطلقت عليها اسم “الشركة البريطانية للصلب” (British Steel). تدير الشركة البريطانية للصلب (British Steel) حاليًا مصنعًا للصلب في سكونثورب، لينكولنشاير، وتوظف حوالي 3000 شخص. في عام 2019، دخلت الشركة البريطانية للصلب (British Steel) حيز التصفية الإجبارية. وفي عام 2020 استحوذت عليها شركة Jingye Group الصينية. وتواصل الشركة إنتاج الصلب وتوريده إلى الأسواق المحلية والعالمية.
خاتمة
كانت الشركة البريطانية للصلب (British Steel) قوة مهيمنة في صناعة الصلب البريطانية لعقود من الزمن. ومع ذلك، واجهت الشركة تحديات كبيرة في الثمانينيات والتسعينيات مما أدى إلى خصخصتها واندماجها مع كوروس (Corus). على الرغم من التحديات التي واجهتها الشركة، فقد لعبت دورًا مهمًا في تاريخ الصناعة البريطانية. تقدم قصة الشركة البريطانية للصلب (British Steel) العديد من الدروس المستفادة حول إدارة الصناعات المملوكة للدولة وأهمية القدرة التنافسية.