<![CDATA[
تاريخ الدائرة
تأسست دائرة شرق ديربيشاير كدائرة انتخابية مزدوجة الأعضاء بموجب قانون الإصلاح لعام 1832. قبل هذا التاريخ، كانت مقاطعة ديربيشاير بأكملها تنتخب عضوين في البرلمان. أدى قانون الإصلاح إلى تقسيم المقاطعة إلى دائرتين انتخابيتين جديدتين، هما شرق ديربيشاير وغرب ديربيشاير. كان هذا التغيير جزءًا من جهد أوسع لإعادة توزيع المقاعد البرلمانية لتمثيل السكان بشكل أكثر دقة.
كانت حدود شرق ديربيشاير في البداية تضم الجزء الشرقي من مقاطعة ديربيشاير. وشملت هذه المناطق: تشيسترفيلد، بولسوفر، أشفيرد في ووتر، بكنويل، تشابل-إن-لو-فرث، دربي، إكستون، إينغتون، هاي بيك، كيركويل، كولستون باسي، نيلسون، بونغ، وستوني ميدو.
خلال فترة وجودها، خضعت حدود الدائرة لتغييرات طفيفة، لا سيما في عام 1868. ومع ذلك، ظلت الدائرة تمثل في المقام الأول المناطق الريفية والصناعية في شرق ديربيشاير.
التمثيل السياسي
انتخبت دائرة شرق ديربيشاير عضوين في البرلمان. كان الناخبون في الدائرة يصوتون لاثنين من المرشحين المختلفين، وكان المرشحان اللذان يحصلان على أكبر عدد من الأصوات هما اللذان يفوزان بالمقاعد. هذا النوع من الانتخابات، الذي يسمى “التصويت الكتلي”، كان شائعًا في بريطانيا قبل أن يتم استبداله بنظام “الفائز يحصل على كل شيء” (FPTP) في معظم الدوائر.
خلال تاريخها، مثلت شرق ديربيشاير مجموعة متنوعة من الشخصيات السياسية. كان العديد من أعضاء البرلمان من النبلاء أو ملاك الأراضي، بينما كان آخرون يمثلون الطبقات العاملة والصناعية. انعكس هذا التنوع في الحياة الاجتماعية والاقتصادية في ديربيشاير.
من بين الشخصيات البارزة التي مثلت شرق ديربيشاير:
- إدوارد سكوين: سياسي محافظ، خدم في البرلمان في أوائل القرن التاسع عشر.
- لورد جورج بينتينك: سياسي محافظ، كان له دور فعال في معارضة إلغاء قوانين الذرة.
- توماس ووتون: سياسي ليبرالي، شغل منصب وزير الداخلية في حكومة وليم غلادستون.
الظروف الانتخابية
شهدت الانتخابات في شرق ديربيشاير تغيرات مع مرور الوقت. في البداية، كان يحق فقط للرجال الذين يمتلكون قدرًا معينًا من العقارات التصويت. أدى هذا القيد إلى حرمان غالبية السكان من حق التصويت. ومع ذلك، توسع حق التصويت تدريجيًا على مدار القرن التاسع عشر. تم منح المزيد من الرجال حق التصويت، وفي نهاية المطاف، تم منح النساء حق التصويت أيضًا.
كانت الانتخابات في شرق ديربيشاير غالبًا ما تكون تنافسية. كانت هناك مسابقات متكررة بين المحافظين والليبراليين. في بعض الأحيان، كان هناك أيضًا مرشحون يمثلون مصالح معينة، مثل العمال أو المزارعين. كانت طبيعة الانتخابات تعكس الاهتمام الكبير بالسياسة في المنطقة.
الأهمية الاقتصادية والاجتماعية
كانت شرق ديربيشاير منطقة متنوعة اقتصاديًا واجتماعيًا. تضمنت المنطقة مناطق ريفية زراعية بالإضافة إلى بلدات ومدن صناعية. كان تعدين الفحم صناعة رئيسية في شرق ديربيشاير، وكذلك صناعة النسيج. لعبت السكك الحديدية دورًا مهمًا في ربط المنطقة ببقية البلاد.
أثرت هذه العوامل الاقتصادية والاجتماعية على الحياة السياسية في الدائرة. كان للعمال والصناعيين مصالح مختلفة عن ملاك الأراضي والمزارعين. أدى هذا التوتر في بعض الأحيان إلى صراعات سياسية.
إلغاء الدائرة
تم إلغاء دائرة شرق ديربيشاير في عام 1885 كجزء من إعادة توزيع المقاعد البرلمانية. تم تقسيم الدائرة إلى دوائر انتخابية جديدة، مثل تشيسترفيلد، هاي بيك، وبلدات أخرى. كان هذا التغيير جزءًا من جهد أوسع لجعل تمثيل البرلمان أكثر دقة. بحلول نهاية القرن التاسع عشر، نمت أعداد السكان وتغيرت بشكل كبير، مما استلزم إعادة رسم الحدود الانتخابية.
أثر إلغاء شرق ديربيشاير على الحياة السياسية في المنطقة. غيرت الدوائر الانتخابية الجديدة الطريقة التي تم بها تمثيل المنطقة في البرلمان. ومع ذلك، ظل العديد من القضايا التي كانت ذات أهمية في شرق ديربيشاير قائمة في الدوائر الجديدة.
إرث شرق ديربيشاير
تركت شرق ديربيشاير إرثًا دائمًا في تاريخ السياسة البريطانية. كانت الدائرة مثالًا على التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي حدثت في بريطانيا خلال القرن التاسع عشر. كما أنها شهدت تطور نظام التصويت ووصول مجموعات جديدة إلى السلطة السياسية.
على الرغم من إلغائها، لا يزال اسم شرق ديربيشاير معروفًا في المنطقة. هو تذكير بتاريخها الغني وأهميتها في التاريخ البرلماني البريطاني.
تأثيرها على السياسة المحلية
كان لدائرة شرق ديربيشاير تأثير كبير على السياسة المحلية. كان أعضاء البرلمان الذين تم انتخابهم لتمثيل الدائرة يلعبون دورًا في تحديد القوانين والسياسات التي تؤثر على حياة الناس في المنطقة. كما لعبوا دورًا في تمثيل مصالح الدائرة في البرلمان.
بالإضافة إلى ذلك، ساهمت الانتخابات في شرق ديربيشاير في تنشيط الحياة السياسية في المنطقة. شجعت الانتخابات المواطنين على المشاركة في العملية الديمقراطية والتعبير عن آرائهم حول القضايا المهمة.
المقارنة مع الدوائر الانتخابية الأخرى
بالمقارنة مع الدوائر الانتخابية الأخرى في بريطانيا في ذلك الوقت، كانت شرق ديربيشاير تتمتع ببعض الخصائص الفريدة. كانت دائرة مزدوجة الأعضاء، مما يعني أنها انتخبت عضوين في البرلمان بدلاً من عضو واحد. كان هذا أمرًا غير معتاد في بريطانيا، حيث كانت معظم الدوائر تنتخب عضوًا واحدًا فقط.
بالإضافة إلى ذلك، كانت شرق ديربيشاير منطقة متنوعة اقتصاديًا واجتماعيًا. كان هذا على النقيض من العديد من الدوائر الأخرى في بريطانيا، والتي كانت في الغالب ريفية أو صناعية. أدى هذا التنوع إلى جعل الانتخابات في شرق ديربيشاير أكثر تنافسية وإثارة للاهتمام.
الأهمية التاريخية
تحمل دائرة شرق ديربيشاير أهمية تاريخية كبيرة. لقد كانت جزءًا من فترة مهمة في تاريخ بريطانيا، حيث حدثت تغييرات كبيرة في المجتمع والاقتصاد والسياسة. شكلت الانتخابات في شرق ديربيشاير انعكاسًا لهذه التغييرات. يمكن لدراسة الدائرة أن تقدم نظرة ثاقبة على تطور الديمقراطية في بريطانيا.
توفر دراسة الدائرة أيضًا معلومات قيمة حول تاريخ ديربيشاير. يمكن أن تساعد في فهم التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للمنطقة. كما يمكن أن تقدم معلومات حول حياة الناس الذين عاشوا في المنطقة خلال تلك الفترة.
التغيرات في المجتمع البريطاني خلال فترة وجود الدائرة
شهدت بريطانيا تغيرات كبيرة خلال فترة وجود دائرة شرق ديربيشاير. شملت هذه التغييرات:
- التحضر: انتقل المزيد والمزيد من الناس من المناطق الريفية إلى المدن بحثًا عن العمل.
- التصنيع: أصبحت الصناعة أكثر أهمية للاقتصاد البريطاني.
- الطبقات الاجتماعية: تطورت الطبقات الاجتماعية، مع صعود الطبقة الوسطى والطبقة العاملة.
- الحركات السياسية: برزت حركات سياسية جديدة، مثل الحركة التشارتية والحركة النسائية.
أثرت هذه التغييرات على الحياة السياسية في شرق ديربيشاير. أدت إلى صعود مجموعات جديدة إلى السلطة السياسية، وتغيير طريقة إجراء الانتخابات. كما أنها أدت إلى تغيير الطريقة التي تم بها تمثيل المنطقة في البرلمان.
الانتخابات البارزة في شرق ديربيشاير
شهدت شرق ديربيشاير العديد من الانتخابات البارزة خلال فترة وجودها. كانت هذه الانتخابات غالبًا ما تكون تنافسية ومثيرة للاهتمام، وتعكس التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي كانت تحدث في بريطانيا.
من الأمثلة على الانتخابات البارزة:
- انتخابات عام 1832، التي أدت إلى تأسيس الدائرة.
- الانتخابات التي شهدت صعود السياسيين الليبراليين والمحافظين.
- الانتخابات التي شهدت مشاركة مجموعات جديدة في العملية الانتخابية.
خاتمة
كانت شرق ديربيشاير دائرة انتخابية مهمة في تاريخ بريطانيا. تأسست في عام 1832 وألغيت في عام 1885. خلال فترة وجودها، انتخبت الدائرة عضوين في البرلمان إلى مجلس العموم. عكست الدائرة التنوع الاجتماعي والاقتصادي في ديربيشاير، وشهدت العديد من التغييرات في حدودها وممثليها. تركت شرق ديربيشاير إرثًا دائمًا في تاريخ السياسة البريطانية.