مقدمة
حكيم محمد سعيد (9 يناير 1920 – 17 أكتوبر 1998) كان باحثًا طبيًا وعالمًا وإنسانيًا باكستانيًا. يعتبر على نطاق واسع أحد أبرز الشخصيات في مجال الطب في باكستان، حيث كرس حياته لتعزيز وتطوير الطب التقليدي، وخاصة الطب اليوناني. أسس مؤسسة همدرد، وهي منظمة مكرسة للبحث العلمي والتعليم والرعاية الصحية، والتي أصبحت واحدة من أبرز المؤسسات في باكستان.
ولد حكيم محمد سعيد في دلهي بالهند البريطانية، ونشأ في عائلة ذات تاريخ طويل في الطب اليوناني. تلقى تعليمه المبكر في المنزل، حيث درس اللغة العربية والفارسية والعلوم الإسلامية. في وقت لاحق، التحق بجامعة دلهي، حيث حصل على شهادة في الطب والجراحة. بعد حصوله على شهادته، عمل طبيباً في مستشفى في دلهي، لكنه سرعان ما شعر بالإحباط من محدودية الطب الحديث في علاج بعض الأمراض. لذلك، قرر تكريس نفسه لدراسة وممارسة الطب اليوناني.
مؤسسة همدرد
في عام 1948، هاجر حكيم محمد سعيد إلى باكستان بعد تقسيم الهند. في عام 1953، أسس مؤسسة همدرد في كراتشي، وهي منظمة غير ربحية تهدف إلى تعزيز وتطوير الطب اليوناني. بدأت المؤسسة كعيادة صغيرة، لكنها سرعان ما نمت لتصبح واحدة من أكبر مؤسسات الرعاية الصحية في باكستان. تشمل مؤسسة همدرد الآن جامعة همدرد، ومستشفى همدرد، وكلية همدرد للطب، ومعهد همدرد لطب الأعشاب، ومكتبة همدرد.
جامعة همدرد هي جامعة خاصة تأسست عام 1991. تقدم الجامعة برامج البكالوريوس والدراسات العليا في مجموعة متنوعة من التخصصات، بما في ذلك الطب والصيدلة والهندسة والعلوم الإنسانية. تُعرف الجامعة بتركيزها على البحث العلمي والتعليم، وقد ساهمت بشكل كبير في تطوير الطب في باكستان.
مستشفى همدرد هو مستشفى تعليمي يقع في كراتشي. يقدم المستشفى مجموعة واسعة من الخدمات الطبية، بما في ذلك الرعاية الطارئة والجراحة والأمراض الباطنية وطب الأطفال وأمراض النساء والتوليد. يشتهر المستشفى بجودته العالية في الرعاية والالتزام بخدمة المجتمع.
كلية همدرد للطب هي كلية طبية خاصة تقع في كراتشي. تقدم الكلية برنامج بكالوريوس في الطب والجراحة (MBBS). تهدف الكلية إلى تدريب أطباء أكفاء ورحيمين ملتزمين بخدمة المجتمع.
معهد همدرد لطب الأعشاب هو معهد بحثي يركز على دراسة وتطوير طب الأعشاب. يجري المعهد أبحاثًا حول الفعالية والسلامة للأدوية العشبية التقليدية، ويسعى إلى دمج هذه الأدوية في نظام الرعاية الصحية الحديث.
مكتبة همدرد هي مكتبة كبيرة تحتوي على مجموعة واسعة من الكتب والمجلات والمواد الأخرى المتعلقة بالطب والعلوم والتاريخ والثقافة. تعد المكتبة موردًا قيمًا للباحثين والطلاب والجمهور.
إسهاماته في الطب
قدم حكيم محمد سعيد مساهمات كبيرة في مجال الطب، وخاصة في مجال الطب اليوناني. قام بتأليف ونشر العديد من الكتب والمقالات حول الطب اليوناني، بما في ذلك “الطب النبوي” و “همدرد فارماكوبيا”. كما قام بتطوير العديد من الأدوية العشبية الجديدة التي أثبتت فعاليتها في علاج مجموعة متنوعة من الأمراض.
كان حكيم محمد سعيد مدافعًا قويًا عن استخدام الطب التقليدي في باكستان. كان يعتقد أن الطب التقليدي يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في تحسين صحة الناس، وخاصة في المناطق الريفية حيث لا تتوفر الرعاية الصحية الحديثة بسهولة. عمل بلا كلل لتعزيز وتطوير الطب التقليدي في باكستان، وقد نجح في جعله جزءًا لا يتجزأ من نظام الرعاية الصحية في البلاد.
بالإضافة إلى عمله في الطب، كان حكيم محمد سعيد أيضًا إنسانيًا بارزًا. أسس العديد من المؤسسات الخيرية التي تقدم التعليم والرعاية الصحية وغيرها من الخدمات للمحتاجين. كان يعتقد أن التعليم هو مفتاح التنمية، وعمل بلا كلل لتوفير فرص التعليم للشباب الباكستاني.
اغتياله
في 17 أكتوبر 1998، اغتيل حكيم محمد سعيد في كراتشي. أطلق عليه مسلحون النار أثناء توجهه إلى عيادته. أثار اغتياله صدمة وغضبًا في جميع أنحاء باكستان. لم يتم القبض على قاتليه قط.
إرثه
ترك حكيم محمد سعيد إرثًا دائمًا في باكستان. يعتبر على نطاق واسع أحد أبرز الشخصيات في تاريخ البلاد. كرس حياته لخدمة الإنسانية، وقد ساهم بشكل كبير في تطوير الطب والتعليم والرعاية الصحية في باكستان. ستظل مؤسسة همدرد التي أسسها بمثابة شهادة على رؤيته وعمله الجاد.
حصل حكيم محمد سعيد على العديد من الجوائز والأوسمة تقديراً لخدماته، بما في ذلك جائزة سيتاارا إي إمتياز وجائزة هلال إي إمتياز من قبل حكومة باكستان. كما تم تكريمه من قبل العديد من المنظمات الدولية لعمله في مجال الطب والإنسانية.
تستمر ذكرى حكيم محمد سعيد في إلهام الناس في جميع أنحاء العالم. لقد كان رجلاً ذا رؤية والتزام، وقد أحدث فرقًا حقيقيًا في حياة الكثيرين. سيظل إرثه حيًا للأجيال القادمة.
الجوائز والتكريمات
- جائزة سيتاارا إي إمتياز من قبل حكومة باكستان
- جائزة هلال إي إمتياز من قبل حكومة باكستان
مؤلفاته
- الطب النبوي
- همدرد فارماكوبيا
خاتمة
كان حكيم محمد سعيد شخصية بارزة في باكستان، حيث جمع بين البحث الطبي والعلم والإحسان. أسس مؤسسة همدرد، التي قدمت مساهمات كبيرة في مجالات التعليم والرعاية الصحية والطب التقليدي. اغتيل في عام 1998، لكن إرثه لا يزال يلهم الكثيرين، وسيظل اسمه محفوراً في تاريخ باكستان كرمز للعلم والإنسانية.