التاريخ
يمكن تتبع أصول حركة الحر إلى السيد محمد راشد الأول (1776-1819)، المعروف باسم “روزي دهاني” (صاحب النهار)، والذي بدأ في نشر التعاليم الصوفية في منطقة السند. كان يعتقد أنه يتمتع بقوى روحية، وسرعان ما جمع حوله أتباعاً كثر. بعد وفاته، خلفه ابنه، السيد صبغة الله شاه الأول (1809-1831)، المعروف باسم “شهيد دهاني” (شهيد النهار)، الذي واصل نشر تعاليم والده.
في عهد السيد صبغة الله شاه الأول، بدأت حركة الحر تتخذ طابعاً أكثر سياسياً. دعا السيد صبغة الله شاه الأول أتباعه إلى مقاومة الحكم البريطاني، واعتبر أن البريطانيين قوة كافرة. أدت هذه الدعوة إلى اشتباكات مسلحة بين الحر والبريطانيين.
في عام 1843، قاد السيد صبغة الله شاه الأول ثورة ضد البريطانيين. تمكن الحر من السيطرة على أجزاء كبيرة من السند، لكن البريطانيين تمكنوا في النهاية من قمع الثورة. تم القبض على السيد صبغة الله شاه الأول وإعدامه شنقاً.
بعد إعدام السيد صبغة الله شاه الأول، تشتت حركة الحر. ومع ذلك، استمرت المقاومة ضد البريطانيين، وإن كانت على نطاق أصغر. لعب الحر دوراً مهماً في حركة الاستقلال الباكستانية.
حركة الحر تحت قيادة صبغة الله شاه الثاني
تجددت حركة الحر في عهد صبغة الله شاه الثاني، المعروف باسم “بادشاه” (الملك)، والذي ولد عام 1909. قاد حركة مسلحة ضد الحكم البريطاني في السند خلال أربعينيات القرن الماضي. أطلق أتباعه عليه لقب “بادشاه” (الملك) وأعلنوه “ملك السند”.
في عام 1941، أعلنت الحكومة البريطانية الأحكام العرفية في السند بسبب أنشطة حركة الحر. تم حظر الحركة، وتم اعتقال الآلاف من أتباعها. في عام 1943، تم القبض على صبغة الله شاه الثاني وإعدامه شنقاً. وحتى يومنا هذا، لم يتم العثور على جثته. بعد إعدامه، أعلنت الحكومة البريطانية أن جميع الحر مجرمين بالفطرة بموجب قانون القبائل الإجرامية لعام 1871. تم إلغاء هذا القانون في عام 1952.
بعد استقلال باكستان في عام 1947، تم رفع الحظر عن حركة الحر. استأنفت الحركة أنشطتها الدينية والاجتماعية.
المعتقدات والممارسات
يعتبر الحرّ مسلمين سنة صوفيين. يتبعون تعاليم الطريقة القادرية، وهي إحدى الطرق الصوفية الرئيسية. يؤمن الحر بالوحدة المطلقة للوجود، ويعتقدون أن الله موجود في كل شيء. كما يؤمنون بأهمية الحب والرحمة والخدمة.
يمارس الحر مجموعة متنوعة من الطقوس والممارسات الصوفية. وتشمل هذه الطقوس الذكر (ترديد أسماء الله)، والرقص، والموسيقى. كما يحتفل الحر بالعديد من المهرجانات الدينية، بما في ذلك عيد المولد النبوي وعيد الفطر وعيد الأضحى.
أهم معتقدات وممارسات الحر:
- الإيمان بالله الواحد: يؤمن الحر بوحدانية الله وأنه لا شريك له.
- اتباع تعاليم الإسلام: يتبع الحر تعاليم الإسلام كما وردت في القرآن والسنة النبوية.
- اتباع الطريقة القادرية: يتبع الحر الطريقة القادرية الصوفية، والتي تركز على الحب والرحمة والخدمة.
- الذكر: يمارس الحر الذكر، وهو ترديد أسماء الله كوسيلة للتقرب إليه.
- الرقص والموسيقى: يستخدم الحر الرقص والموسيقى كوسيلة للتعبير عن حبهم لله.
- الاحتفال بالمهرجانات الدينية: يحتفل الحر بالعديد من المهرجانات الدينية، بما في ذلك عيد المولد النبوي وعيد الفطر وعيد الأضحى.
- خدمة المجتمع: يؤمن الحر بأهمية خدمة المجتمع ومساعدة المحتاجين.
الدور السياسي
لعب الحر دوراً مهماً في السياسة السندية. تاريخياً، كان الحر يشكل قوة عسكرية كبيرة، واشتهروا بمقاومتهم للحكم البريطاني. بعد استقلال باكستان، انخرط الحر في السياسة، وشغلوا العديد من المناصب الحكومية.
يعتبر بير باغارا الزعيم الروحي لحركة الحر. يلعب بير باغارا دوراً مهماً في السياسة السندية، وغالباً ما يكون له تأثير كبير على نتائج الانتخابات.
تأثير حركة الحر السياسي:
- قوة سياسية في السند: تعتبر حركة الحر قوة سياسية مهمة في إقليم السند.
- تأثير بير باغارا: يتمتع بير باغارا، الزعيم الروحي للحركة، بنفوذ كبير في السياسة السندية.
- المشاركة في الانتخابات: يشارك الحر في الانتخابات ويدعمون المرشحين الذين يعتقدون أنهم يمثلون مصالحهم.
- الدفاع عن حقوق السنديين: غالباً ما تدافع حركة الحر عن حقوق السنديين وتسعى لتحسين أوضاعهم.
التحديات
تواجه حركة الحر العديد من التحديات، بما في ذلك:
- التطرف الديني: تواجه حركة الحر خطر التطرف الديني، حيث تحاول بعض الجماعات المتطرفة تجنيد أتباعها من بين صفوف الحر.
- التخلف الاقتصادي: يعاني العديد من أفراد حركة الحر من التخلف الاقتصادي، مما يجعلهم عرضة للاستغلال.
- التمييز: يواجه الحر التمييز في بعض الأحيان بسبب معتقداتهم وممارساتهم الدينية.
جهود حركة الحر لمواجهة التحديات:
- مكافحة التطرف: تعمل حركة الحر على مكافحة التطرف الديني من خلال نشر تعاليم الإسلام المعتدلة.
- التنمية الاقتصادية: تسعى حركة الحر إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية لأتباعها من خلال توفير فرص التعليم والتدريب والتوظيف.
- مكافحة التمييز: تعمل حركة الحر على مكافحة التمييز من خلال الترويج للتسامح والاحترام المتبادل.
شخصيات بارزة
من بين الشخصيات البارزة في حركة الحر:
- السيد محمد راشد الأول (روزي دهاني): مؤسس حركة الحر.
- السيد صبغة الله شاه الأول (شهيد دهاني): قاد ثورة ضد البريطانيين.
- صبغة الله شاه الثاني (بادشاه): قاد حركة مسلحة ضد البريطانيين.
- بير باغارا: الزعيم الروحي الحالي لحركة الحر.
خاتمة
تعتبر حركة الحر جماعة صوفية سنية مسلمة ذات تاريخ طويل ومثير للاهتمام. لعبت الحركة دوراً مهماً في السياسة السندية، وساهمت في حركة الاستقلال الباكستانية. تواجه حركة الحر العديد من التحديات، لكنها تسعى جاهدة للتغلب عليها من خلال نشر تعاليم الإسلام المعتدلة، وتعزيز التنمية الاقتصادية، ومكافحة التمييز.