<![CDATA[
الحياة المبكرة والتعليم
ولد ريجنالد كامبل طومسون في كيب تاون، جنوب أفريقيا، وتلقى تعليمه في إنجلترا. درس في كلية هيرتفورد، أكسفورد، حيث تخصص في الأدب الكلاسيكي. خلال دراسته، طور اهتمامًا قويًا باللغات القديمة، مما قاده إلى دراسة الكتابة المسمارية والآثار.
مسيرته المهنية في علم الآثار
بدأ طومسون مسيرته المهنية في علم الآثار في أوائل القرن العشرين. عمل في البداية في المتحف البريطاني، حيث ساهم في تنظيم و دراسة مجموعات الكتابة المسمارية. سرعان ما برز كواحد من أبرز علماء الآشوريات في عصره.
في عام 1903، بدأ طومسون أولى حملات التنقيب الرئيسية له في نينوى، عاصمة الإمبراطورية الآشورية القديمة. قاد فرقًا من علماء الآثار في التنقيب عن الآثار القديمة، بما في ذلك القصر الملكي ومكتبة آشور بانيبال الشهيرة. اكتشف طومسون العديد من القطع الأثرية الهامة، بما في ذلك الألواح المسمارية التي كشفت معلومات قيمة عن تاريخ وثقافة بلاد ما بين النهرين.
واصل طومسون عمله في التنقيب في الشرق الأوسط لسنوات عديدة، حيث عمل في مواقع أخرى مثل كيش ووركا. كان معروفًا بدقته في التنقيب، وتسجيله الدقيق للنتائج. ساهمت أعماله في وضع أسس علم الآثار في المنطقة.
مساهماته في علم الآشوريات
كانت مساهمات طومسون في علم الآشوريات كبيرة. بالإضافة إلى عمله في التنقيب، قام بترجمة وتحليل عدد كبير من النصوص المسمارية. نشر العديد من المقالات والكتب حول مواضيع مختلفة في علم الآشوريات، بما في ذلك الدين، والأدب، والتاريخ، واللغة. ساعدت أعماله على نشر المعرفة حول الحضارات القديمة في بلاد ما بين النهرين.
من بين أهم أعماله كتاب “الكتابة المسمارية”، وهو عمل مرجعي قياسي لا يزال يستخدمه الباحثون حتى اليوم. قدم طومسون أيضًا مساهمات كبيرة في فك رموز النصوص المسمارية، مما سمح للعلماء بفهم لغات وثقافات بلاد ما بين النهرين بشكل أفضل.
أعماله في نينوى
تعتبر أعمال طومسون في نينوى من أهم إنجازاته. قاد عمليات التنقيب في الموقع لسنوات عديدة، واكتشف عددًا كبيرًا من القطع الأثرية الهامة. كان من بين هذه الاكتشافات القصر الملكي، الذي كشف عن نقوش جدارية رائعة، ومنحوتات، وغيرها من القطع الفنية.
كما قام طومسون بالتنقيب في مكتبة آشور بانيبال، وهي واحدة من أهم المكتبات القديمة في العالم. اكتشف آلاف الألواح المسمارية التي تحتوي على نصوص متنوعة، بما في ذلك الملاحم، والأساطير، والقوانين، والرسائل الملكية. ساعدت هذه الاكتشافات في فهم الثقافة والفكر في بلاد ما بين النهرين.
التنقيب في مواقع أخرى
بالإضافة إلى عمله في نينوى، قام طومسون بالتنقيب في مواقع أخرى في بلاد ما بين النهرين، بما في ذلك كيش ووركا. في كيش، ساعد في اكتشاف معبد كبير يعود إلى الفترة السومرية. في وركا، عمل على استكشاف بقايا المدينة القديمة، والتي يعتقد أنها كانت مدينة أوروك، واحدة من أقدم المدن في العالم.
ساهمت أعمال طومسون في هذه المواقع في توسيع معرفتنا بالتاريخ المبكر لبلاد ما بين النهرين. اكتشف العديد من القطع الأثرية الهامة، بما في ذلك التماثيل، والأواني، والأختام الأسطوانية. ساعدت هذه الاكتشافات في فهم تطور الحضارة في المنطقة.
إرثه
ترك ريجنالد كامبل طومسون إرثًا دائمًا في مجال علم الآثار وعلم الآشوريات. كان عالمًا بارزًا ومُحترمًا، وساهم بشكل كبير في فهم الحضارات القديمة في الشرق الأوسط. ساهمت أعماله في التنقيب والترجمة والتحليل في وضع أسس هذا المجال، وألهمت أجيالًا من العلماء.
اعترف المجتمع العلمي بإسهاماته. حصل طومسون على العديد من الجوائز والأوسمة خلال حياته. كما كان عضوًا في العديد من الجمعيات العلمية المرموقة.
لا تزال أعمال طومسون تُقرأ وتُدرس حتى اليوم، وتُعتبر مرجعًا أساسيًا للباحثين والطلاب في مجال علم الآثار وعلم الآشوريات. ساعدت أعماله في تشكيل فهمنا للحضارات القديمة في الشرق الأوسط.
وفاته
توفي ريجنالد كامبل طومسون في 23 مايو 1941. على الرغم من وفاته، إلا أن إرثه العلمي لا يزال حيًا ومؤثرًا. تستمر أعماله في إلهام الباحثين والطلاب في مجال علم الآثار وعلم الآشوريات.
المنشورات الرئيسية
نشر ريجنالد كامبل طومسون العديد من الكتب والمقالات خلال حياته المهنية. تضمنت بعض منشوراته الرئيسية:
-
The Assyrian Herbal (1924): دراسة حول النباتات والأعشاب في النصوص الآشورية.
-
A Dictionary of Assyrian Botany (1949): قاموس شامل للنباتات في بلاد آشور.
-
The Devils and Evil Spirits of Babylonia (1903): دراسة حول الشياطين والأرواح الشريرة في بابل.
-
Late Babylonian Letters and Documents (1906): مجموعة من الرسائل والوثائق من الفترة البابلية المتأخرة.
خاتمة
كان ريجنالد كامبل طومسون شخصية بارزة في علم الآثار وعلم الآشوريات. ساهمت أعماله في التنقيب والترجمة والتحليل في فهم الحضارات القديمة في الشرق الأوسط. أثرت مساهماته بشكل كبير في معرفتنا بتاريخ وثقافة بلاد ما بين النهرين، ولا يزال إرثه مستمرًا في إلهام الباحثين حتى اليوم.