<![CDATA[
خلفية القضية
تأسست جامعة بوب جونز في عام 1927، وكانت تطبق سياسات فصل عنصري صارمة. على سبيل المثال، حتى عام 1971، كانت الجامعة تمنع الطلاب السود من الدخول. وبعد ذلك، سمحت الجامعة للطلاب السود بالالتحاق، ولكنها منعت الزواج بين الأعراق. وقد جادلت الجامعة بأن هذه السياسات استندت إلى معتقداتها الدينية.
في عام 1970، أصدرت مصلحة الضرائب الأمريكية (IRS) قرارًا بأن المؤسسات التعليمية التي تمارس التمييز العنصري غير مؤهلة للحصول على إعفاءات ضريبية بموجب المادة 501 (ج) (3) من قانون الإيرادات الداخلية. ومع ذلك، واصلت جامعة بوب جونز المطالبة بالإعفاءات الضريبية، زاعمة أن القيود المفروضة على الزواج بين الأعراق كانت جزءًا لا يتجزأ من معتقداتها الدينية، وأن إلغاء الإعفاءات الضريبية ينتهك حقوقها في حرية ممارسة الدين.
بدأت القضية عندما رفع ممثلو جامعة بوب جونز دعوى قضائية ضد وزير الخزانة وليام سيمون، مطالبين بإصدار أمر قضائي يمنع مصلحة الضرائب من إلغاء الإعفاءات الضريبية للجامعة. وقد جادلت الجامعة بأن مصلحة الضرائب تجاوزت سلطتها من خلال تفسير القانون الضريبي على نحو يفرض التمييز على أساس الدين.
المراحل القضائية
في البداية، خسرت الجامعة القضية في المحكمة الجزئية الأمريكية. واستأنفت الجامعة الحكم أمام محكمة الاستئناف الأمريكية للدائرة الرابعة، التي أيدت قرار المحكمة الجزئية.
بعد ذلك، وصلت القضية إلى المحكمة العليا للولايات المتحدة.
قرار المحكمة العليا
في 24 مايو 1974، أصدرت المحكمة العليا قرارها بالإجماع ضد جامعة بوب جونز. كتب رأي الأغلبية القاضي وليام رينكويست. وأيدت المحكمة سلطة مصلحة الضرائب في إلغاء الإعفاءات الضريبية للمؤسسات التي تمارس التمييز العنصري.
ارتكز قرار المحكمة على عدد من الحجج الرئيسية:
- سياسة عامة قوية ضد التمييز العنصري: رأت المحكمة أن التمييز العنصري يتعارض مع السياسة العامة الراسخة للولايات المتحدة، وأنه من غير المعقول أن تدعم الحكومة التمييز من خلال الإعفاءات الضريبية.
- المصلحة العامة: أشار رينكويست إلى أن المؤسسات التي تتلقى إعفاءات ضريبية تستفيد من دعم الحكومة. لذلك، يجب أن تتوافق هذه المؤسسات مع السياسة العامة، بما في ذلك سياسة عدم التمييز.
- سلطة مصلحة الضرائب: رأت المحكمة أن مصلحة الضرائب لديها سلطة تقديرية لتحديد ما إذا كانت المنظمة مؤهلة للإعفاء الضريبي بموجب المادة 501 (ج) (3).
- عدم انتهاك حرية ممارسة الدين: رفضت المحكمة حجة الجامعة بأن إلغاء الإعفاءات الضريبية ينتهك حقوقها في حرية ممارسة الدين. وأشارت المحكمة إلى أن القيود المفروضة على الزواج بين الأعراق لم تكن جزءًا جوهريًا من العقيدة الدينية للجامعة، وأن إلغاء الإعفاءات الضريبية كان مجرد عبء على الجامعة، وليس حظرًا على ممارستها الدينية.
أكدت المحكمة على أن الإعفاءات الضريبية هي امتياز، وليست حقًا. وعليه، يمكن للحكومة أن تضع شروطًا على هذه الإعفاءات، بما في ذلك شرط عدم التمييز.
التأثيرات والتبعات
كان لقرار المحكمة العليا في قضية جامعة بوب جونز ضد سيمون تأثير كبير على كل من القانون والسياسة. بعض التبعات الرئيسية تشمل:
- السوابق القضائية: أرست القضية سابقة قضائية مهمة مفادها أن الحكومة يمكنها رفض الإعفاءات الضريبية للمؤسسات التي تمارس التمييز، حتى لو كانت هذه الممارسات تستند إلى معتقدات دينية.
- المنظمات غير الربحية: أثر القرار على آلاف المنظمات غير الربحية، بما في ذلك المدارس والكليات والمستشفيات. وقد أجبرت هذه المنظمات على مراجعة سياساتها للتأكد من أنها لا تمارس التمييز.
- السياسة العامة: عزز القرار سياسة عدم التمييز في جميع أنحاء المجتمع الأمريكي. وقد ساعد على إرسال رسالة قوية مفادها أن التمييز غير مقبول، وأن الحكومة لن تدعم التمييز.
- الخلافات المستمرة: على الرغم من أن القضية قد تم حسمها، إلا أنها أثارت جدلاً مستمرًا حول العلاقة بين الدين والقانون والسياسة العامة. لا يزال بعض الناس يعتقدون أن القرار يمثل انتهاكًا لحرية الدين، بينما يرى آخرون أنه ضروري لحماية حقوق الإنسان.
تطورات لاحقة
بعد قرار المحكمة العليا، غيرت جامعة بوب جونز سياساتها المتعلقة بالتمييز. وفي عام 1975، ألغت الجامعة حظر الزواج بين الأعراق. ومع ذلك، استمرت الجامعة في ممارسة التمييز ضد المثليين والمثليات ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية. وفي عام 1983، رفضت مصلحة الضرائب منح جامعة بوب جونز إعفاءً ضريبيًا لأن سياساتها تتعارض مع السياسة العامة المناهضة للتمييز. طعنت الجامعة على قرار مصلحة الضرائب في المحكمة، ولكن المحكمة العليا أيدت قرار مصلحة الضرائب في عام 1983 في قضية Bob Jones University v. United States، والتي تعتبر استمرارًا للقضية الأصلية.
أدت هذه القضية إلى مزيد من الجدل حول دور مصلحة الضرائب في تنظيم المنظمات الدينية. وقد جادل البعض بأن مصلحة الضرائب يجب أن تظل خارج شؤون الدين، في حين رأى آخرون أنها ملزمة بضمان عدم قيام المنظمات الدينية بالتمييز.
الخلاصة
قضية جامعة بوب جونز ضد سيمون كانت قرارًا تاريخيًا للمحكمة العليا للولايات المتحدة، وأكدت حق الحكومة في رفض الإعفاءات الضريبية للمؤسسات التي تمارس التمييز العنصري. القرار كان له تأثير دائم على القانون والسياسة والمجتمع الأمريكي. لقد ساعد على تعزيز سياسة عدم التمييز، وأثار جدلاً مستمرًا حول العلاقة بين الدين والقانون والسياسة العامة.