خلفية تاريخية
في منتصف القرن العشرين، أصبحت لغة كتاب الصلاة العام، الذي يعود تاريخه إلى عام 1662، تبدو قديمة وغير مألوفة بالنسبة للكثيرين. بدأت الدعوات إلى مراجعة كتاب الصلاة تكتسب زخمًا، بهدف جعل العبادة أكثر سهولة وفهمًا للجيل الحديث. بدأت الكنيسة في تجربة مواد ليترجية جديدة، وفي عام 1965، تم تفويض لجنة لتقديم مقترحات لمراجعة كتاب الصلاة العام.
عملية التطوير
استغرقت عملية تطوير كتاب الخدمة البديل عدة سنوات من الدراسة والمناقشة والمراجعة. شارك فيها علماء لاهوت وعلماء لغة ورجال دين وأعضاء عاديون من الكنيسة. كان الهدف هو إنتاج كتاب صلاة يحافظ على جوهر اللاهوت الأنغليكاني ولكنه يعبر عنه بلغة معاصرة ومفهومة. تم تقديم مسودات مختلفة للكنيسة للمناقشة والتعليق، وتم دمج ردود الفعل في المراجعات اللاحقة.
الميزات الرئيسية لكتاب الخدمة البديل
تضمن كتاب الخدمة البديل عددًا من الميزات الجديدة والبارزة التي ميزته عن كتاب الصلاة العام:
- اللغة المعاصرة: استخدم كتاب الخدمة البديل لغة معاصرة بدلاً من لغة القرن السابع عشر القديمة المستخدمة في كتاب الصلاة العام.
- خيارات ليترجية: قدم كتاب الخدمة البديل مجموعة متنوعة من الخيارات الليترجية للاختيار من بينها، مما يسمح بمزيد من المرونة والتكيف في العبادة. على سبيل المثال، قدم أشكالًا مختلفة للقداس الإلهي، والعماد، والزواج، والجنازات.
- تركيز على المشاركة: تم تصميم كتاب الخدمة البديل لتشجيع مشاركة الجماعة بشكل أكبر في العبادة. تم تبسيط الردود، وتم تضمين المزيد من الترانيم والأغاني الحديثة.
- تحديثات لاهوتية: عكس كتاب الخدمة البديل بعض التطورات في الفكر اللاهوتي منذ القرن السابع عشر. على سبيل المثال، كان هناك تركيز أكبر على العدالة الاجتماعية والاهتمام بالبيئة.
محتويات الكتاب
احتوى كتاب الخدمة البديل على مجموعة واسعة من الخدمات والصلوات، بما في ذلك:
- القداس الإلهي (Holy Communion): قدم كتاب الخدمة البديل عدة صيغ مختلفة للقداس الإلهي، مع التركيز على المشاركة والتواصل.
- صلاة الصباح والمساء (Morning and Evening Prayer): صيغ معاصرة للصلوات التقليدية التي تقام في الصباح والمساء.
- العماد (Baptism): خدمات العماد للأطفال والبالغين، مع التركيز على أهمية المعمودية كعلامة على العهد مع الله.
- التثبيت (Confirmation): خدمة للتثبيت، حيث يؤكد الأفراد إيمانهم المسيحي ويتعهدون باتباع المسيح.
- الزواج (Marriage): خدمة للزواج، مع التركيز على قدسية الزواج وأهمية الالتزام المتبادل.
- الجنازات (Funerals): خدمات للجنازات، مع التركيز على الرجاء في القيامة وتعزية الحزانى.
- صلوات ومزامير (Prayers and Psalms): مجموعة واسعة من الصلوات والمزامير للاستخدام في العبادة الخاصة والعامة.
الاستقبال والانتقادات
تم استقبال كتاب الخدمة البديل بمزيج من الحماس والانتقاد. رحب الكثيرون به باعتباره خطوة ضرورية نحو جعل العبادة أكثر سهولة وملاءمة. وأشادوا بلغته المعاصرة وخياراته الليتورجية وتركيزه على المشاركة. ومع ذلك، انتقد آخرون الكتاب لتركه التقاليد القديمة وتخفيفه اللاهوت الأنغليكاني. شعر بعض المحافظين بأن اللغة كانت مبتذلة للغاية، وأن الخيارات الليتورجية أدت إلى الارتباك والفوضى.
على الرغم من الانتقادات، اكتسب كتاب الخدمة البديل شعبية واسعة النطاق وأصبح الكتاب الليتورجي المهيمن في العديد من الكنائس الإنجليزية. أدى نجاحه إلى تطوير كتب خدمة أخرى، مثل “Common Worship” الذي تم تقديمه في عام 2000. لا يزال كتاب الخدمة البديل مستخدمًا على نطاق واسع حتى اليوم، وهو شهادة على تأثيره الدائم على العبادة الأنغليكانية.
التأثير على العبادة الأنغليكانية
كان لكتاب الخدمة البديل تأثير عميق على العبادة الأنغليكانية. لقد ساعد في تحديث العبادة وجعلها أكثر سهولة وملاءمة للجيل الحديث. كما شجع على مشاركة أكبر من الجماعة في العبادة وعزز فهمًا أعمق للاهوت الأنغليكاني. مهد كتاب الخدمة البديل الطريق لتطوير كتب خدمة أخرى، مثل “Common Worship”، التي تعتمد على العديد من الميزات والابتكارات التي قدمها كتاب الخدمة البديل.
كتاب الخدمة البديل و”Common Worship”
في عام 2000، قدمت كنيسة إنجلترا كتاب “Common Worship” كبديل لكتاب الخدمة البديل. تم تصميم “Common Worship” ليكون أكثر شمولاً ومرونة من كتاب الخدمة البديل، ويقدم مجموعة واسعة من المواد الليتورجية للاختيار من بينها. على الرغم من تقديم “Common Worship”، لا يزال كتاب الخدمة البديل مستخدمًا على نطاق واسع في العديد من الكنائس، ولا يزال يعتبر مساهمة قيمة في التراث الليتورجي للكنيسة.
أهمية كتاب الخدمة البديل اليوم
على الرغم من مرور أكثر من أربعين عامًا على نشره، لا يزال كتاب الخدمة البديل ذا أهمية اليوم لعدة أسباب:
- وثيقة تاريخية: يعتبر كتاب الخدمة البديل وثيقة تاريخية مهمة تعكس التغيرات في اللغة واللاهوت والممارسة الليتورجية في كنيسة إنجلترا في القرن العشرين.
- مصدر للعبادة: لا يزال كتاب الخدمة البديل مصدرًا قيمًا للعبادة للعديد من الأفراد والكنائس. لا تزال لغته المعاصرة وخياراته الليتورجية جذابة للكثيرين.
- تأثير على الليتورجيا: كان لكتاب الخدمة البديل تأثير عميق على تطور الليتورجيا الأنغليكانية. مهد الطريق لتطوير كتب خدمة أخرى، مثل “Common Worship”.
- دراسة لاهوتية: يمكن استخدام كتاب الخدمة البديل كأداة لدراسة اللاهوت الأنغليكاني. يعكس الكتاب التطورات في الفكر اللاهوتي منذ القرن السابع عشر.
خاتمة
يظل كتاب الخدمة البديل لعام 1980 علامة بارزة في تاريخ كنيسة إنجلترا. كان أول كتاب صلاة كامل أنتجته الكنيسة منذ عام 1662، وعكس التغيرات في اللغة واللاهوت والممارسة الليتورجية. على الرغم من الانتقادات التي واجهها، اكتسب كتاب الخدمة البديل شعبية واسعة النطاق وأصبح الكتاب الليتورجي المهيمن في العديد من الكنائس الإنجليزية. كان له تأثير عميق على العبادة الأنغليكانية، وما زال ذا أهمية اليوم كمصدر للعبادة ووثيقة تاريخية ودراسة لاهوتية.