التاريخ
خلال الحرب العالمية الثانية، أنشأت الحكومة الكندية برنامج التدريب الجوي البريطاني الكومنولث (BCATP) لتدريب الطيارين وأفراد الطاقم الجوي من جميع أنحاء الكومنولث البريطاني. تم اختيار جزيرة الأمير إدوارد كموقع استراتيجي لعدة مدارس تدريب تابعة لـ BCATP بسبب موقعها الآمن نسبيًا بعيدًا عن الخطوط الأمامية للحرب في أوروبا.
تم افتتاح محطة تشارلوت تاون التابعة لسلاح الجو الملكي الكندي في عام 1941 كجزء من برنامج التدريب الجوي البريطاني الكومنولث. في البداية، كانت المحطة بمثابة مدرسة خدمة التدريب العامة رقم 31 (No. 31 General Reconnaissance School)، والتي دربت الطيارين والملاحين على مهام الاستطلاع. تم تجهيز المدرسة في البداية بطائرات أفرو أنسون (Avro Anson) ثم لاحقًا بطائرات سيسنا كرين (Cessna Crane).
في عام 1942، تم تغيير اسم المحطة إلى مدرسة الملاحة رقم 1 لسلاح الجو الملكي الكندي (No. 1 Air Navigation School RCAF)، والتي دربت الملاحين على استخدام أجهزة تحديد المواقع الملاحية والتقنيات الأخرى. تم تجهيز المدرسة بطائرات أفرو أنسون وطائرات أخرى.
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية في عام 1945، تم إغلاق برنامج التدريب الجوي البريطاني الكومنولث. تم إغلاق محطة تشارلوت تاون التابعة لسلاح الجو الملكي الكندي في عام 1945، وتم نقل الموقع إلى وزارة النقل الكندية.
التحويل إلى مطار مدني
بعد إغلاق محطة تشارلوت تاون التابعة لسلاح الجو الملكي الكندي، تولت وزارة النقل الكندية المسؤولية عن الموقع. في عام 1946، تم تحويل الموقع إلى مطار مدني، وأصبح يعرف باسم مطار تشارلوت تاون.
في البداية، كان المطار يخدم عددًا قليلاً من الرحلات الجوية التجارية، ولكن مع نمو صناعة الطيران، ازداد عدد الرحلات الجوية والمسافرين الذين يستخدمون المطار. في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، تم بناء مبنى جديد للركاب ومدرج جديد لتلبية الطلب المتزايد.
في عام 1999، تم نقل إدارة المطار إلى هيئة مطار تشارلوت تاون، وهي شركة غير ربحية مسؤولة عن تشغيل المطار وتطويره.
مرافق المطار
يضم مطار تشارلوت تاون حاليًا مبنى للركاب، ومدرجًا واحدًا، والعديد من حظائر الطائرات والمباني الأخرى. تم تجديد مبنى الركاب وتوسيعه عدة مرات على مر السنين، ويضم الآن مجموعة متنوعة من وسائل الراحة للمسافرين، بما في ذلك:
- متاجر البيع بالتجزئة
- مطاعم
- خدمات تأجير السيارات
- مكاتب الصرافة
المدرج الرئيسي للمطار يبلغ طوله 7000 قدم (2134 مترًا) وعرضه 150 قدمًا (46 مترًا). يمكن للمدرج استيعاب مجموعة متنوعة من الطائرات، بما في ذلك طائرات الركاب الكبيرة.
الوجهات وشركات الطيران
يقدم مطار تشارلوت تاون خدماته لعدد من الوجهات في كندا والولايات المتحدة. تشمل شركات الطيران التي تعمل في المطار:
- Air Canada
- WestJet
- Porter Airlines
- Sunwing Airlines
تشمل الوجهات الشائعة من مطار تشارلوت تاون:
- تورنتو
- مونتريال
- هاليفاكس
- أوتاوا
- بوسطن
التأثير الاقتصادي
يلعب مطار تشارلوت تاون دورًا مهمًا في اقتصاد جزيرة الأمير إدوارد. يوفر المطار الوصول إلى الجزيرة للسياح والشركات، ويساهم في خلق فرص العمل والنمو الاقتصادي.
وفقًا لدراسة أجريت عام 2018، يساهم مطار تشارلوت تاون بأكثر من 100 مليون دولار في الناتج المحلي الإجمالي للجزيرة كل عام. يدعم المطار أيضًا أكثر من 1000 وظيفة في الجزيرة.
مستقبل المطار
تتطلع هيئة مطار تشارلوت تاون باستمرار إلى تحسين المطار وتطويره. تشمل الخطط المستقبلية المحتملة:
- توسيع مبنى الركاب
- تحسين البنية التحتية للمطار
- جذب شركات طيران جديدة ووجهات جديدة
تهدف هيئة المطار إلى جعل مطار تشارلوت تاون مطارًا حديثًا وفعالًا يلبي احتياجات المسافرين ويدعم النمو الاقتصادي للجزيرة.
إرث محطة تشارلوت تاون التابعة لسلاح الجو الملكي الكندي
على الرغم من أن محطة تشارلوت تاون التابعة لسلاح الجو الملكي الكندي لم تعد موجودة، إلا أن إرثها لا يزال حيًا. لعبت المحطة دورًا مهمًا في تدريب الطيارين وأفراد الطاقم الجوي خلال الحرب العالمية الثانية، وساهمت في المجهود الحربي الكندي. كما ساعد تحويل الموقع إلى مطار مدني في تطوير جزيرة الأمير إدوارد وتحسين الاتصال بالعالم.
يُعد مطار تشارلوت تاون اليوم بمثابة تذكير بتاريخ الجزيرة في مجال الطيران، ويستمر في خدمة مجتمع جزيرة الأمير إدوارد والزوار.
أهمية برنامج التدريب الجوي البريطاني الكومنولث
كان برنامج التدريب الجوي البريطاني الكومنولث (BCATP) مبادرة طموحة وناجحة للغاية. درب البرنامج أكثر من 130,000 طيار وأفراد طاقم جوي من جميع أنحاء الكومنولث البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية. لعب الخريجون دورًا حاسمًا في تحقيق النصر للحلفاء.
كان للبرنامج أيضًا تأثير كبير على كندا. لقد ساهم في تطوير صناعة الطيران في البلاد، وخلق الآلاف من فرص العمل، وساعد في تحديث البنية التحتية الكندية. لا يزال إرث BCATP محسوسًا في كندا حتى اليوم.
الأهمية التاريخية للمطارات التي كانت قواعد عسكرية
تتمتع العديد من المطارات حول العالم بتاريخ مزدوج، حيث كانت في السابق قواعد عسكرية قبل أن يتم تحويلها إلى مطارات مدنية. هذه المطارات تحمل أهمية تاريخية كبيرة، حيث تذكرنا بأوقات الحرب والصراع، وكذلك بالتطورات التكنولوجية في مجال الطيران. كما أنها تساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمناطق التي تقع فيها.
تعتبر محطة تشارلوت تاون التابعة لسلاح الجو الملكي الكندي ومطار تشارلوت تاون مثالًا جيدًا على هذا النوع من التحويلات الناجحة. إنها قصة تحول من قاعدة عسكرية إلى مركز للنقل الجوي المدني، وهي قصة تستحق التقدير والاحتفاء.
التحديات والفرص التي تواجه المطارات الإقليمية
تواجه المطارات الإقليمية مثل مطار تشارلوت تاون مجموعة متنوعة من التحديات والفرص. تشمل التحديات:
- المنافسة من المطارات الكبيرة
- ارتفاع تكاليف التشغيل
- صعوبة جذب شركات طيران جديدة
تشمل الفرص:
- النمو في السياحة الإقليمية
- زيادة الطلب على السفر الجوي
- القدرة على تقديم خدمة شخصية أكثر من المطارات الكبيرة
لتحقيق النجاح، تحتاج المطارات الإقليمية إلى التركيز على توفير تجربة عملاء ممتازة، وتطوير شراكات قوية مع شركات الطيران والمجتمعات المحلية، والاستثمار في البنية التحتية والتكنولوجيا.
خاتمة
كانت محطة تشارلوت تاون التابعة لسلاح الجو الملكي الكندي جزءًا هامًا من تاريخ كندا في زمن الحرب، وقد تحولت بنجاح إلى مطار مدني يخدم جزيرة الأمير إدوارد. لا يزال مطار تشارلوت تاون يمثل أهمية كبيرة للمنطقة، حيث يوفر الوصول ويدعم الاقتصاد المحلي. قصة هذا الموقع هي قصة مرونة وتكيف، وتوضح كيف يمكن للمجتمعات تحويل الأصول العسكرية السابقة إلى موارد قيمة.