<![CDATA[
نشأته وبداية مسيرته المهنية
ولد روبرت كارتر في مدينة تشيلمسفورد بمقاطعة إسكس في إنجلترا. حصل على درجة البكالوريوس في الجيولوجيا من جامعة كامبريدج عام 1963، ثم حصل على درجة الدكتوراه في الجيولوجيا من جامعة كامبريدج أيضًا عام 1966. بعد حصوله على الدكتوراه، عمل في البداية في مجال التنقيب عن النفط في شركة بريتيش بتروليوم (BP). كان لخبرته المبكرة في التنقيب عن النفط دور كبير في تطوير فهمه للجيولوجيا البحرية وعلم طبقات الأرض.
بعد ذلك، انتقل كارتر إلى الأوساط الأكاديمية، حيث عمل كأستاذ في علم الأحياء القديمة في جامعة جيمس كوك في كوينزلاند، أستراليا، من عام 1981 إلى عام 2005. خلال فترة عمله في أستراليا، أجرى أبحاثًا مكثفة حول علم طبقات الأرض، وعلم الأحياء القديمة، والجيولوجيا البحرية. ركزت أبحاثه على فهم تطور النظم الإيكولوجية البحرية، وتاريخ المناخ، وتغير مستوى سطح البحر. كما كان له دور فعال في تدريس ونشر المعرفة في هذه المجالات.
أعماله في مجال الجيولوجيا وتغير المناخ
ساهم كارتر بشكل كبير في فهمنا للجيولوجيا، وخاصة في مجال علم طبقات الأرض وعلم الأحياء القديمة. درس تكوين الصخور الرسوبية، وفسر التغيرات في البيئات القديمة. كما استخدم الحفريات لتحديد الأعمار النسبية للصخور، وساعد في إعادة بناء تاريخ الأرض. تركزت أبحاثه بشكل خاص على المحيط الهادئ ونيوزيلندا، حيث أجرى دراسات ميدانية مكثفة.
في مجال تغير المناخ، اشتهر كارتر في البداية بعمله في دراسة التغيرات المناخية في الماضي. أجرى أبحاثًا حول قياس درجة حرارة المحيطات في الماضي باستخدام سجلات الرواسب البحرية. ساعدت هذه الأبحاث في فهمنا للعلاقة بين درجة حرارة المحيطات والمناخ العالمي.
مع مرور الوقت، بدأ كارتر في التشكيك في الإجماع العلمي بشأن تغير المناخ الذي يسببه الإنسان. أصبح منتقدًا بارزًا لفرضية الاحتباس الحراري، وزعم أن الأدلة على تغير المناخ الذي يسببه الإنسان مبالغ فيها، وأن تأثيرات تغير المناخ أقل خطورة مما يدعي العلماء. قام بنشر مقالات ومقالات رأي تنتقد نظرية تغير المناخ، وغالبًا ما كان يشارك في المناقشات العامة حول هذه القضية. هذا التحول في موقفه جعله شخصية مثيرة للجدل في الأوساط العلمية.
آراؤه حول تغير المناخ
كانت آراء كارتر حول تغير المناخ موضوع نقاش كبير. جادل بأن النماذج المناخية التي تستخدمها الهيئات الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) مفرطة في التفاؤل بشأن حساسية المناخ لزيادة تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. أشار إلى أن التغيرات الطبيعية في المناخ، مثل تلك المرتبطة بدورات الشمس والنشاط البركاني، تلعب دورًا أكبر في تغير المناخ مما ينسبه إليه العلماء.
كما انتقد كارتر الإجماع العلمي حول تغير المناخ، وزعم أن هناك “خوفًا” من عدم الموافقة على الرأي العام. وذكر أن الكثير من العلماء يتجاهلون الأدلة التي لا تدعم نظرية الاحتباس الحراري. دعا إلى إجراء المزيد من الأبحاث حول أسباب تغير المناخ، وشكك في فعالية الإجراءات المقترحة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
أثارت آراء كارتر انتقادات واسعة من قبل العلماء والمنظمات البيئية. اتهموه بتجاهل الأدلة العلمية المتراكمة التي تدعم نظرية تغير المناخ التي يسببها الإنسان. زعموا أن موقفه يضر بجهود الحد من تغير المناخ، وأنه يقوض ثقة الجمهور في العلم.
إرثه
ترك روبرت كارتر إرثًا معقدًا. لقد كان عالمًا بارزًا في مجال الجيولوجيا، وقدم مساهمات كبيرة في فهمنا لتاريخ الأرض. أثرت أبحاثه في علم طبقات الأرض وعلم الأحياء القديمة والجيولوجيا البحرية على فهمنا لتطور النظم الإيكولوجية البحرية، وتاريخ المناخ، وتغير مستوى سطح البحر. ومع ذلك، أثارت آراؤه حول تغير المناخ جدلاً واسعًا. على الرغم من انتقاداته، ظل كارتر شخصية مؤثرة في نقاش تغير المناخ، وقام بتحدي الإجماع العلمي وتقديم وجهات نظر بديلة. سواء اتفق الناس مع آرائه أم لا، فإنه من المؤكد أنه أثار نقاشًا مهمًا حول العلم والسياسة وتغير المناخ.
أعماله المنشورة
قام روبرت كارتر بنشر العديد من المقالات العلمية والكتب. من أبرز أعماله:
- “دورة الكربون وتغير المناخ: نظرة تاريخية” (The Carbon Cycle and Climate Change: A Historical Perspective).
- “تغير المناخ: ما نعرفه وما لا نعرفه” (Climate Change: What We Know and Don’t Know).
- العديد من المقالات العلمية المنشورة في المجلات المتخصصة في الجيولوجيا وعلوم الأرض.
خاتمة
كان روبرت ميرلين كارتر عالمًا بارزًا في الجيولوجيا، ترك بصمة واضحة في علم الأحياء القديمة وعلم طبقات الأرض والجيولوجيا البحرية. في حين أن مساهماته في هذه المجالات معترف بها على نطاق واسع، فإن آراءه المثيرة للجدل بشأن تغير المناخ جعلته شخصية مثيرة للجدل. يعكس إرثه تعقيد العلم والسياسة، وأهمية التفكير النقدي في مواجهة القضايا المعقدة.