نشأته وحياته المبكرة
ولد جون ج. ترايس في هيرام، أوهايو، في 12 مايو 1902. نشأ في مزرعة صغيرة في أليرتون، أوهايو، وأظهر اهتمامًا مبكرًا بالرياضة، وخاصة كرة القدم. تفوق في دراسته أيضًا، وكان طالبًا مجتهدًا ومحبوبًا بين أقرانه. التحق بمدرسة إيست تك الثانوية في كليفلاند، حيث برز كلاعب كرة قدم موهوب.
في المدرسة الثانوية، لعب ترايس كظهير ومدافع، وسرعان ما لفت انتباه كشافة الكليات. كان يتمتع ببنية قوية وسرعة فائقة، بالإضافة إلى مهارات قيادية طبيعية. بعد تخرجه من المدرسة الثانوية، تلقى عروضًا من عدة كليات، لكنه اختار جامعة ولاية آيوا بسبب برنامجها الزراعي القوي وفرصة اللعب لفريق كرة القدم الخاص بها.
مسيرته الجامعية في جامعة ولاية آيوا
وصل ترايس إلى جامعة ولاية آيوا في عام 1922، وانضم إلى فريق كرة القدم تحت قيادة المدرب تشارلز مايسر. كان ترايس واحدًا من أوائل اللاعبين الأمريكيين من أصل أفريقي في الفريق، وواجه بعض التمييز العنصري، لكنه سرعان ما كسب احترام زملائه في الفريق والمدربين من خلال مهاراته وموقفه الإيجابي.
خلال موسمه الأول، لعب ترايس كلاعب أساسي في مركز الدفاع، وأثبت نفسه كواحد من أفضل اللاعبين في الفريق. كان يتميز بصلابته وقدرته على التصدي للاعبي الفريق المنافس، بالإضافة إلى سرعته ومهاراته في قطع الكرة. ساعد فريقه على تحقيق سجل جيد، وأصبح محبوبًا لدى مشجعي الجامعة.
في الليلة التي سبقت مباراته الثانية مع فريق الجامعة ضد جامعة مينيسوتا في 6 أكتوبر 1923، كتب ترايس رسالة مؤثرة في غرفته بالفندق. تعكس هذه الرسالة إصراره على بذل قصارى جهده وتمثيل عرقه وعائلته بشكل مشرف. جاء في الرسالة:
“زملائي، لدي ثقتي الكاملة بكم؛ وأنا أؤمن بأننا سنلعب مباراة عظيمة اليوم. كلما وقفت أمام خط الدفاع، سأبذل قصارى جهدي من أجل الفريق، وسأفعل كل ما بوسعي للفوز. إذا مت، أريدكم أن تعرفوا أنني ألعب بأفضل ما لدي من قوة.”
وفاته
في 6 أكتوبر 1923، لعب ترايس مباراته الثانية مع جامعة ولاية آيوا ضد جامعة مينيسوتا. خلال الشوط الأول من المباراة، تعرض ترايس لإصابة خطيرة عندما سقط على الأرض بعد احتكاك قوي مع أحد لاعبي الفريق المنافس. على الرغم من الإصابة، أصر ترايس على العودة إلى المباراة في الشوط الثاني.
بعد فترة وجيزة من بداية الشوط الثاني، تعرض ترايس لإصابة أخرى أكثر خطورة. تم نقله إلى المستشفى، حيث تبين أنه يعاني من إصابات داخلية خطيرة. توفي ترايس في المستشفى بعد يومين، في 8 أكتوبر 1923، عن عمر يناهز 21 عامًا.
أثارت وفاة ترايس حزنًا وغضبًا واسع النطاق في جامعة ولاية آيوا وخارجها. أقيمت له جنازة كبيرة، وحضرها الآلاف من الأشخاص. أشاد به العديد من المتحدثين باعتباره بطلاً رياضيًا وشخصية ملهمة. اتهم البعض لاعبي جامعة مينيسوتا باللعب بقسوة متعمدة تسببت في إصابته، بينما أشار آخرون إلى العنصرية التي واجهها ترايس كعامل مساهم في وفاته.
الإرث والتكريم
بعد وفاة ترايس، قررت جامعة ولاية آيوا تكريمه بطرق مختلفة. في عام 1974، تم تغيير اسم ملعب الجامعة إلى ملعب جاك ترايس (Jack Trice Stadium) تكريماً له. كان هذا أول ملعب جامعي كبير في الولايات المتحدة يتم تسميته باسم لاعب أمريكي من أصل أفريقي.
بالإضافة إلى ذلك، أنشأت الجامعة صندوق جاك ترايس للمنح الدراسية (Jack Trice Scholarship Fund) لمساعدة الطلاب الأمريكيين من أصل أفريقي على متابعة تعليمهم العالي. كما تم إنشاء تمثال برونزي لترايس في الحرم الجامعي، وأصبح مكانًا شهيرًا للاحتفالات والفعاليات.
يعتبر جاك ترايس رمزًا للاندماج العرقي والعدالة في الرياضة. قصته تلهم الناس من جميع الخلفيات لمواجهة التحديات والتغلب على العقبات. إنه يمثل الأمل والمثابرة والتفاني في تحقيق الأحلام.
الكفاح ضد العنصرية
على الرغم من موهبته الرياضية وشخصيته المحبوبة، واجه جاك ترايس تمييزًا عنصريًا طوال حياته. في ذلك الوقت، كانت العنصرية متفشية في الولايات المتحدة، وخاصة في الجنوب. كان اللاعبون الأمريكيون من أصل أفريقي غالبًا ما يتعرضون للإهانات والتهديدات، ويُمنعون من المشاركة في بعض الأحداث الرياضية.
في جامعة ولاية آيوا، كان ترايس واحدًا من عدد قليل من الطلاب الأمريكيين من أصل أفريقي في الحرم الجامعي. على الرغم من أنه كان يتمتع بدعم العديد من زملائه في الفريق والمدربين، إلا أنه واجه أيضًا بعض التمييز من بعض الطلاب وأفراد المجتمع. ومع ذلك، لم يسمح ترايس للعنصرية بأن تثبط عزيمته، واستمر في العمل الجاد لتحقيق أهدافه.
تعتبر قصة جاك ترايس تذكيرًا بأهمية مكافحة العنصرية والتمييز بجميع أشكاله. يجب علينا أن نسعى جاهدين لخلق مجتمع أكثر عدلاً وإنصافًا، حيث يتمتع الجميع بفرصة متساوية لتحقيق إمكاناتهم الكاملة.
تأثيره على الرياضة الجامعية
كان لوفاة جاك ترايس تأثير كبير على الرياضة الجامعية في الولايات المتحدة. لقد ساهمت في زيادة الوعي بالعنصرية والتمييز في الرياضة، وأدت إلى جهود لإدماج المزيد من اللاعبين الأمريكيين من أصل أفريقي في الفرق الرياضية الجامعية. كما أدت إلى تحسينات في سلامة اللاعبين، حيث بدأت الكليات والجامعات في اتخاذ خطوات لحماية اللاعبين من الإصابات.
اليوم، تعتبر جامعة ولاية آيوا رائدة في مجال الاندماج العرقي والعدالة في الرياضة. تفتخر الجامعة بتاريخها في دعم الرياضيين الأمريكيين من أصل أفريقي، وتلتزم بخلق بيئة شاملة ومرحبة لجميع الطلاب والرياضيين.
ملعب جاك ترايس
ملعب جاك ترايس (Jack Trice Stadium) هو ملعب كرة قدم يقع في الحرم الجامعي لجامعة ولاية آيوا في أميس، آيوا. تم افتتاحه في عام 1975، ويتسع لـ 61,500 متفرج. الملعب هو موطن فريق كرة القدم في جامعة ولاية آيوا، المعروف باسم “سايكلونز” (Cyclones).
يعتبر ملعب جاك ترايس واحدًا من أفضل الملاعب الجامعية في الولايات المتحدة. يتميز بتصميمه الحديث ومرافقه الممتازة، ويشتهر بأجوائه الحماسية. يستضيف الملعب العديد من الفعاليات الرياضية الأخرى، بالإضافة إلى حفلات موسيقية وفعاليات ترفيهية.
تسمية الملعب باسم جاك ترايس هي شهادة على إرثه الدائم وأهميته في تاريخ جامعة ولاية آيوا والرياضة الجامعية.
خاتمة
كان جاك ترايس لاعب كرة قدم أمريكية جامعيًا موهوبًا وشخصية ملهمة. على الرغم من حياته القصيرة، ترك بصمة دائمة على جامعة ولاية آيوا والرياضة الجامعية. يعتبر رمزًا للاندماج العرقي والعدالة، وقصته تلهم الناس من جميع الخلفيات لمواجهة التحديات والتغلب على العقبات. سيظل جاك ترايس دائمًا في الذاكرة كبطل رياضي وشخصية عظيمة.