<![CDATA[
نشأتها وبداياتها
ولدت غريتا فيروتشيتش في 26 يونيو 1924 في سراييفو، البوسنة والهرسك. تلقت تعليمها الأولي والثانوي في مسقط رأسها. في فترة شبابها، أظهرت اهتمامًا كبيرًا بالفن والتصميم والهندسة المعمارية، مما قادها إلى اختيار هذا المجال كمسار لحياتها المهنية.
في فترة الحرب العالمية الثانية، عانت فيروتشيتش من ويلات الحرب، حيث شهدت ويلات الاحتلال والتهجير. على الرغم من هذه الظروف الصعبة، تمكنت من الحفاظ على شغفها بالتعليم والتصميم، مما ساعدها على تجاوز هذه الفترة العصيبة.
مسيرتها الأكاديمية والمهنية
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، بدأت فيروتشيتش دراستها في كلية الهندسة المعمارية بجامعة سراييفو. تخرجت بتفوق وحصلت على درجة البكالوريوس في الهندسة المعمارية. بعد تخرجها، بدأت العمل كمصممة معمارية في عدد من المكاتب الهندسية في سراييفو.
في عام 1950، انضمت فيروتشيتش إلى هيئة التدريس في كلية الهندسة المعمارية بجامعة سراييفو. بدأت كأستاذة مساعدة، ثم ترقت في المناصب الأكاديمية حتى أصبحت أستاذة جامعية. خلال فترة عملها في الجامعة، قامت بتدريس مجموعة واسعة من الدورات في مجالات التصميم المعماري والتخطيط الحضري وتاريخ العمارة.
إلى جانب عملها الأكاديمي، شاركت فيروتشيتش في العديد من المشاريع المعمارية والتصميمية. صممت عددًا من المباني والمساحات العامة في سراييفو، بما في ذلك المباني السكنية والمكاتب والمباني التعليمية. تميزت تصاميمها بالابتكار والوظيفة، مع مراعاة البيئة المحيطة والاحتياجات الاجتماعية.
عمادة كلية الهندسة المعمارية
في فترة السبعينيات، شغلت غريتا فيروتشيتش منصب عميدة كلية الهندسة المعمارية بجامعة سراييفو. خلال فترة عمادتها، قادت الكلية نحو التطور والازدهار. عملت على تحسين المناهج الدراسية وتحديثها، وتعزيز البحث العلمي، وتوفير بيئة تعليمية أفضل للطلاب. كما قامت بتوسيع العلاقات الدولية للكلية، مما ساهم في تبادل الخبرات والمعرفة مع المؤسسات الأكاديمية الأخرى في جميع أنحاء العالم.
كانت فيروتشيتش ملتزمة بتعزيز مكانة المرأة في مجال الهندسة المعمارية. شجعت الطالبات على متابعة دراستهن والعمل في هذا المجال، وقدمت لهن الدعم والتوجيه اللازم. كانت مثالاً يحتذى به للمرأة في القيادة الأكاديمية والمهنية.
إسهاماتها في مجال البحث العلمي
إلى جانب عملها في التدريس والتصميم، قدمت غريتا فيروتشيتش مساهمات كبيرة في مجال البحث العلمي. أجرت أبحاثًا معمقة في مجالات تاريخ العمارة، والتصميم الحضري، والتخطيط الإقليمي. نشرت عددًا من المقالات والكتب التي تناولت مواضيع مختلفة تتعلق بالعمارة والتصميم في البوسنة والهرسك والمنطقة.
ركزت أبحاثها على دراسة التراث المعماري في البوسنة والهرسك، والحفاظ عليه. عملت على توثيق المباني والمواقع التاريخية، وتحليل تطور العمارة عبر العصور. ساهمت أبحاثها في زيادة الوعي بأهمية التراث المعماري، وتعزيز الجهود المبذولة للحفاظ عليه للأجيال القادمة.
بالإضافة إلى ذلك، شاركت فيروتشيتش في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية، حيث قدمت أوراق عمل وعروض تقديمية حول أبحاثها. ساهمت مشاركتها في هذه الفعاليات في تبادل الخبرات والمعرفة مع الباحثين والمهندسين المعماريين الآخرين.
جوائز وتكريمات
حصلت غريتا فيروتشيتش على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لإسهاماتها في مجال الهندسة المعمارية والتعليم. حصلت على جائزة الدولة البوسنية، وجوائز أخرى من المؤسسات الأكاديمية والمهنية. كما تم تكريمها من قبل العديد من المنظمات والمجتمعات المدنية.
كانت هذه الجوائز بمثابة تقدير لعملها الدؤوب والتزامها بالتميز في مجالها. كما أنها ساهمت في تعزيز مكانتها كشخصية بارزة في تاريخ العمارة في البوسنة والهرسك.
إرثها
تركت غريتا فيروتشيتش إرثًا مهمًا في مجال الهندسة المعمارية في البوسنة والهرسك. لقد ساهمت في تطوير التعليم والبحث والتصميم المعماري. كما أنها ألهمت العديد من الطلاب والمهندسين المعماريين الشباب.
تصاميمها المعمارية لا تزال قائمة حتى اليوم، وتذكرنا بمهاراتها وإبداعها. أبحاثها وكتاباتها ساهمت في زيادة الوعي بأهمية التراث المعماري في البوسنة والهرسك. إسهاماتها في مجال التعليم والبحث العلمي لا تزال تؤثر على الأجيال القادمة من المهندسين المعماريين.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التزامها بتعزيز مكانة المرأة في مجال الهندسة المعمارية يمثل مصدر إلهام للعديد من النساء اللواتي يطمحن إلى العمل في هذا المجال. أصبحت رمزًا للمرأة الناجحة في القيادة الأكاديمية والمهنية.
وفاتها
توفيت غريتا فيروتشيتش في 23 يناير 2022، عن عمر يناهز 97 عامًا. ترك رحيلها فراغًا كبيرًا في مجتمع الهندسة المعمارية في البوسنة والهرسك. ومع ذلك، فإن إرثها سيستمر في التأثير على الأجيال القادمة.
تم إحياء ذكراها من خلال العديد من الفعاليات والاحتفالات. أقيمت ندوات ومؤتمرات لتسليط الضوء على إسهاماتها في مجال الهندسة المعمارية والتعليم. كما تم نشر مقالات ومقاطع فيديو لتخليد ذكراها.
الأهمية التاريخية والثقافية
تعتبر غريتا فيروتشيتش شخصية مهمة في تاريخ العمارة في البوسنة والهرسك. لقد ساهمت في تشكيل المشهد المعماري في البلاد، وتركت بصمة واضحة على التعليم والبحث العلمي والتصميم المعماري. إنها تمثل رمزًا للتفاني والتميز في العمل.
تصاميمها المعمارية تعكس رؤيتها الفنية والجمالية، وهي جزء لا يتجزأ من التراث الثقافي للبوسنة والهرسك. أبحاثها وكتاباتها قدمت مساهمة كبيرة في فهم تاريخ العمارة في المنطقة.
علاوة على ذلك، فإن التزامها بتعزيز مكانة المرأة في مجال الهندسة المعمارية يجعلها نموذجًا يحتذى به للمرأة في القيادة. إن إرثها مستمر في إلهام الأجيال القادمة.
أعمالها البارزة
خلال مسيرتها المهنية، قامت غريتا فيروتشيتش بتصميم وتنفيذ العديد من المشاريع المعمارية البارزة. من بين هذه الأعمال:
- مباني سكنية: صممت العديد من المباني السكنية في سراييفو، والتي تميزت بتصميمها الحديث والوظيفي.
- المباني العامة: شاركت في تصميم بعض المباني العامة، مثل المكاتب والمباني التعليمية، والتي ساهمت في تحسين البنية التحتية للمدينة.
- المشاريع البحثية: قامت بإجراء العديد من المشاريع البحثية التي ساهمت في توثيق ودراسة التراث المعماري في البوسنة والهرسك.
التأثير على التعليم المعماري
كان لغريتا فيروتشيتش تأثير كبير على التعليم المعماري في البوسنة والهرسك. بصفتها أستاذة وعميدة، ساهمت في تطوير المناهج الدراسية وتعزيز البحث العلمي. شجعت الطلاب على الإبداع والابتكار، وقدمت لهم الدعم والتوجيه اللازم. ساهمت في إعداد جيل جديد من المهندسين المعماريين المؤهلين والقادرين على مواجهة تحديات العصر.
بفضل جهودها، أصبحت كلية الهندسة المعمارية في جامعة سراييفو مركزًا للتميز في مجال الهندسة المعمارية. تميزت الكلية ببرامجها التعليمية المتميزة، وأعضاء هيئة التدريس المؤهلين، والطلاب المتميزين. كان هذا كله بفضل رؤية فيروتشيتش وقيادتها.
التعاون الدولي
عملت غريتا فيروتشيتش على تعزيز التعاون الدولي في مجال الهندسة المعمارية. أقامت علاقات مع المؤسسات الأكاديمية والمهنية في جميع أنحاء العالم. شاركت في العديد من المؤتمرات والندوات الدولية، وتبادلت الخبرات والمعرفة مع الباحثين والمهندسين المعماريين من مختلف البلدان. ساهم هذا التعاون في رفع مستوى التعليم والبحث العلمي في مجال الهندسة المعمارية في البوسنة والهرسك.
كما عملت على جذب الطلاب والباحثين الدوليين إلى جامعة سراييفو. وفرت لهم فرصًا للدراسة والبحث، مما ساهم في تنوع البيئة الأكاديمية وتعزيز التبادل الثقافي.
تقييم مساهماتها
يمكن تقييم مساهمات غريتا فيروتشيتش على عدة مستويات. أولاً، كمعمارية، تركت بصمة واضحة على المشهد المعماري في البوسنة والهرسك. تصاميمها المعمارية تتميز بالابتكار والوظيفة، وتعكس رؤيتها الفنية والجمالية. ثانيًا، كأستاذة، ساهمت في تطوير التعليم المعماري وإعداد جيل جديد من المهندسين المعماريين. ثالثًا، كباحثة، قدمت مساهمات كبيرة في مجال البحث العلمي، وساهمت في زيادة الوعي بأهمية التراث المعماري.
إن إرثها يمثل نموذجًا للتفاني والتميز في العمل. لقد تركت أثرًا إيجابيًا على مجتمع الهندسة المعمارية، وسوف يستمر هذا الأثر في التأثير على الأجيال القادمة.
خاتمة
غريتا فيروتشيتش كانت شخصية استثنائية في مجال الهندسة المعمارية في البوسنة والهرسك. شغلت منصب أستاذة وعميدة في كلية الهندسة المعمارية بجامعة سراييفو، وتركت إرثًا غنيًا من خلال مساهماتها في التعليم والبحث والتصميم المعماري. تميزت تصاميمها بالابتكار والوظيفة، وقدمت أبحاثًا قيمة حول التراث المعماري. بالإضافة إلى ذلك، عملت على تعزيز مكانة المرأة في مجال الهندسة المعمارية. رحيلها ترك فراغًا كبيرًا، لكن إرثها سيستمر في إلهام الأجيال القادمة.