<![CDATA[
نشأة البيانية الكويكرية
بدأت البيانية الكويكرية في ولاية إنديانا في عام 1850. كان جويل بين وهانا بين زوجين من الكويكرين اللذين كانا نشطين في مجال الخدمة الاجتماعية والإصلاح. كان جويل بين واعظًا موهوبًا، وكانت هانا بين معلمة وكاتبة. شعر الزوجان بأن الكويكرية في ذلك الوقت كانت قد أصبحت رسمية جدًا ومتشددة، وأنها فقدت بعضًا من جوهرها الروحي الأصلي. قرروا البدء في عقد اجتماعات خاصة في منزلهم، حيث يمكن للناس أن يجتمعوا للعبادة والتواصل مع الله.
بدأت هذه الاجتماعات الصغيرة في النمو بسرعة. انضم إلى الزوجين بين آخرون من الكويكرين الذين شعروا بالإحباط من الوضع الراهن للكويكرية. بدأت هذه المجموعة في التميز عن الجماعات الكويكرية الأخرى في عدة طرق. أولاً، شددوا على أهمية التجربة الروحية الشخصية. اعتقدوا أن كل شخص لديه علاقة مباشرة مع الله، وأنه ليس من الضروري الاعتماد على رجال الدين أو الطقوس للوصول إلى الله. ثانيًا، دعوا إلى المساواة بين الجنسين. سمحوا للنساء بالوعظ والقيادة في اجتماعاتهم، وهو أمر لم يكن مألوفًا في ذلك الوقت. ثالثًا، اهتموا بالتعليم. أنشأوا مدارس وكليات لتعليم الأطفال والشباب.
في عام 1861، انفصلت جماعة جويل وهانا بين عن جمعية الأصدقاء في إنديانا وأسسوا جمعية خاصة بهم، والمعروفة باسم “جمعية الأصدقاء (البيانية)”. استمرت الجمعية في النمو، وسرعان ما انتشرت إلى ولايات أخرى في الغرب الأوسط. في ذروتها، كان للبيانية الكويكرية حوالي 10,000 عضو.
المعتقدات والممارسات الرئيسية
تشارك البيانية الكويكرية العديد من المعتقدات والممارسات مع الكويكرية التقليدية. ومع ذلك، فقد أضافوا أيضًا بعض السمات المميزة الخاصة بهم. تتضمن بعض المعتقدات والممارسات الرئيسية ما يلي:
- التركيز على التجربة الروحية الشخصية: يعتقد البيانيون أن كل شخص لديه علاقة مباشرة مع الله. إنهم يشجعون على التأمل والصلاة والبحث الداخلي عن التوجيه الإلهي.
- المساواة بين الجنسين: آمن البيانيون بأن الرجال والنساء متساوون في عين الله. لقد سمحوا للنساء بالوعظ والقيادة في اجتماعاتهم، وشجعوا النساء على المشاركة في جميع جوانب حياة الكنيسة.
- التعليم: اهتم البيانيون بالتعليم، وآمنوا بأنه أداة مهمة للتنمية الشخصية والاجتماعية. لقد أنشأوا مدارس وكليات لتعليم الأطفال والشباب.
- النشاط الاجتماعي: كان البيانيون نشطين في مجموعة متنوعة من القضايا الاجتماعية، بما في ذلك إلغاء الرق، وحقوق المرأة، والسلام، والإصلاح الاجتماعي. لقد اعتقدوا أن الإيمان يجب أن يتجسد في العمل.
- التبشير: آمن البيانيون بأهمية مشاركة إيمانهم مع الآخرين. لقد أرسلوا المبشرين إلى مناطق مختلفة من العالم.
- البساطة: شجع البيانيون على أسلوب حياة بسيط، وتجنبوا الإسراف والبذخ.
- الصدق: شدد البيانيون على أهمية الصدق في جميع جوانب الحياة.
- السلام: عارض البيانيون العنف والحرب، وسعوا إلى إيجاد حلول سلمية للنزاعات.
التأثير والإرث
على الرغم من صغر حجمها نسبيًا، تركت البيانية الكويكرية تأثيرًا كبيرًا على الكويكرية والحركات الإصلاحية في أمريكا. ساعدوا في نشر فكرة التجربة الروحية الشخصية، والمساواة بين الجنسين، والتعليم، والنشاط الاجتماعي. ساهمت جهودهم في مساعدة النساء على لعب دور أكبر في الحياة الدينية والعامة، وفي تعزيز حركة إلغاء الرق، وفي دعم قضايا العدالة الاجتماعية الأخرى.
أثرت البيانية الكويكرية أيضًا على الكويكرية الأوسع. ساعدت على تحدي بعض التقاليد الأكثر صرامة في الكويكرية، وفتحت الباب أمام المزيد من المرونة والتنوع. ألهمت البيانية الكويكرية أيضًا العديد من الكويكرين الآخرين للنشاط في مجال الخدمة الاجتماعية. على الرغم من انخفاض عدد أعضائها في القرن العشرين، إلا أن إرث البيانية الكويكرية لا يزال حيًا اليوم. لا تزال قيمهم ومعتقداتهم تتردد صداها مع الناس في جميع أنحاء العالم.
أبرز الشخصيات
بالإضافة إلى جويل وهانا بين، كان للبيانية الكويكرية العديد من القادة والشخصيات البارزة الأخرى. تضمنت بعض هذه الشخصيات:
- دانيال هيل: كان واعظًا ومعلمًا بيانيًا بارزًا. ساهم في تأسيس عدد من المدارس والكليات.
- إليزابيث بين: كانت ناشطة في مجال حقوق المرأة، وعملت في حملات من أجل حق المرأة في التصويت.
- سايروس بين: كان رجل أعمال وفاعل خير، وساهم في تمويل العديد من المشاريع الاجتماعية.
لقد أدت مساهمات هؤلاء الأفراد وغيرهم إلى إثراء المجتمع البياني، وتركت بصمة إيجابية على المجتمع ككل.
التحديات والانحدار
واجهت البيانية الكويكرية العديد من التحديات على مر السنين، مما أدى في النهاية إلى انحدارها. تضمنت بعض هذه التحديات:
- الانقسامات الداخلية: شهدت البيانية الكويكرية بعض الانقسامات الداخلية حول قضايا اللاهوت والنشاط الاجتماعي. أدت هذه الانقسامات إلى إضعاف الوحدة والتأثير التنظيمي.
- الصراع مع التيارات السائدة: عارضت البيانية الكويكرية بعض جوانب الثقافة الأمريكية السائدة، مما أدى إلى بعض الصراع مع المجتمع الأوسع.
- التحول الديموغرافي: انتقل العديد من البيانيين من المناطق الريفية إلى المناطق الحضرية، مما أدى إلى فقدان الأعضاء.
بحلول أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، بدأ عدد أعضاء البيانية الكويكرية في الانخفاض. اندمجت العديد من التجمعات مع مجموعات كويكرية أخرى أو توقفت عن العمل تمامًا. على الرغم من ذلك، استمرت قيم ومعتقدات البيانية الكويكرية في التأثير على الكويكرية والحركات الإصلاحية الأخرى.
البيانية الكويكرية اليوم
اليوم، لم تعد البيانية الكويكرية موجودة كمنظمة منفصلة. ومع ذلك، لا يزال إرثهم حيًا. لا تزال قيمهم ومعتقداتهم تتردد صداها مع الكويكرين وغيرهم في جميع أنحاء العالم. يمكن رؤية تأثيرهم في تركيز الكويكرية على التجربة الروحية الشخصية، والمساواة بين الجنسين، والتعليم، والنشاط الاجتماعي. قد تجد بعض المجموعات الكويكرية الحالية جذورها في البيانية الكويكرية أو تتأثر بها بشكل غير مباشر.
خاتمة
كانت البيانية الكويكرية حركة مهمة في تاريخ الكويكرية. ساهموا في نشر فكرة التجربة الروحية الشخصية، والمساواة بين الجنسين، والتعليم، والنشاط الاجتماعي. على الرغم من صغر حجمها نسبيًا، تركت البيانية الكويكرية تأثيرًا كبيرًا على الكويكرية والحركات الإصلاحية في أمريكا. على الرغم من زوالهم كمنظمة مستقلة، إلا أن إرثهم لا يزال حيًا اليوم، وتستمر قيمهم ومعتقداتهم في التأثير على الناس في جميع أنحاء العالم.