تاريخ الكنيسة
بدأت الكنيسة الرسولية المتحدة في ألمانيا في أواخر القرن التاسع عشر كرد فعل على الفتور الروحي الذي كان سائداً في الكنائس التقليدية آنذاك. سعى المؤسسون إلى تجديد الإيمان المسيحي من خلال التركيز على الاختبار الشخصي مع الروح القدس، والشفاء الإلهي، وعودة المسيح الوشيكة. انتشرت الحركة بسرعة في جميع أنحاء أوروبا وأمريكا الشمالية، وفي النهاية وصلت إلى جنوب إفريقيا.
في جنوب إفريقيا، تأسست الكنيسة الرسولية المتحدة في أوائل القرن العشرين. واجهت الكنيسة تحديات كبيرة في البداية، بما في ذلك التمييز العنصري والفقر. ومع ذلك، نمت الكنيسة باطراد، وبحلول منتصف القرن العشرين، أصبحت قوة دينية كبيرة في جنوب إفريقيا.
في عام 1993، انقسمت الكنيسة الرسولية المتحدة في جنوب إفريقيا إلى فرعين رئيسيين: الكنيسة الرسولية في جنوب إفريقيا – وحدة الرسل، والكنيسة الرسولية في جنوب إفريقيا – مجلس الرسل. تمثل كلتا الكنيستين استمرارًا للإيمان والتقاليد الرسولية، ولكن لديهما هياكل تنظيمية مختلفة.
المعتقدات الأساسية
تؤمن كنيسة الرسلية في جنوب إفريقيا – وحدة الرسل بالمعتقدات المسيحية الأساسية، بما في ذلك:
- وحدانية الله: تؤمن الكنيسة بوجود إله واحد، خالق كل شيء، وهو موجود في ثلاثة أقانيم: الآب، والابن، والروح القدس.
- ألوهية يسوع المسيح: تؤمن الكنيسة بأن يسوع المسيح هو ابن الله، وأنه تجسد في الجسد البشري، وعاش حياة كاملة، ومات على الصليب من أجل خطايا البشرية، وقام من بين الأموات.
- سلطة الكتاب المقدس: تؤمن الكنيسة بأن الكتاب المقدس هو كلمة الله الموحى بها، وأنه السلطة النهائية في الأمور المتعلقة بالإيمان والممارسة.
- الخلاص بالنعمة: تؤمن الكنيسة بأن الخلاص هو هبة مجانية من الله، تُمنح للذين يؤمنون بيسوع المسيح.
- الروح القدس: تؤمن الكنيسة بأن الروح القدس هو الأقنوم الثالث من الثالوث، وأنه يعمل في حياة المؤمنين لتمكينهم وتقديسهم.
- الشفاء الإلهي: تؤمن الكنيسة بأن الله قادر على شفاء الأمراض الجسدية والعاطفية والروحية.
- المجيء الثاني للمسيح: تؤمن الكنيسة بأن يسوع المسيح سيعود ثانية إلى الأرض ليحكم.
الممارسات
تشمل ممارسات كنيسة الرسلية في جنوب إفريقيا – وحدة الرسل ما يلي:
- العبادة: تجتمع الكنيسة بانتظام للعبادة، والتي تشمل الصلاة، وترتيل الترانيم، والاستماع إلى عظات الكتاب المقدس.
- المعمودية: تمارس الكنيسة معمودية الماء للمؤمنين الذين تابوا عن خطاياهم وآمنوا بيسوع المسيح.
- العشاء الرباني: تحتفل الكنيسة بالعشاء الرباني بانتظام، وهو تذكير بموت يسوع المسيح وقيامته.
- الصلاة من أجل الشفاء: تصلي الكنيسة من أجل الشفاء الإلهي للمرضى.
- خدمة المجتمع: تشارك الكنيسة في خدمة المجتمع من خلال مجموعة متنوعة من البرامج، بما في ذلك المساعدات الغذائية، والإسكان، والتعليم.
الهيكل التنظيمي
تتكون كنيسة الرسلية في جنوب إفريقيا – وحدة الرسل من شبكة من الكنائس المحلية التي تخضع لإشراف مجلس الرسل. يتألف مجلس الرسل من قادة الكنيسة الذين يتم اختيارهم من بين القساوسة والشيوخ الأكثر خبرة واحترامًا. يتولى مجلس الرسل مسؤولية الإشراف على العقيدة والممارسة في الكنيسة، وكذلك توجيه وتنسيق عمل الكنائس المحلية.
تتمتع كل كنيسة محلية بحكم ذاتي كبير، ولكنها تخضع في النهاية لسلطة مجلس الرسل. يقود كل كنيسة محلية قس أو فريق من القساوسة، يساعدهم مجلس من الشيوخ والشمامسة. يتولى القساوسة مسؤولية الوعظ والتعليم والقيادة الروحية، بينما يتولى الشيوخ والشمامسة مسؤولية رعاية احتياجات أعضاء الكنيسة.
الأثر الاجتماعي
لعبت كنيسة الرسلية في جنوب إفريقيا – وحدة الرسل دورًا مهمًا في المجتمع الجنوب أفريقي. لقد ساهمت الكنيسة في تحسين حياة الكثيرين من خلال برامجها الاجتماعية والتعليمية. كما لعبت الكنيسة دورًا في النضال ضد التمييز العنصري والظلم الاجتماعي.
تواصل الكنيسة العمل من أجل تحقيق العدالة والمساواة في جنوب إفريقيا. وهي ملتزمة بمساعدة الفقراء والمهمشين، وتعزيز السلام والمصالحة.
التحديات
تواجه كنيسة الرسلية في جنوب إفريقيا – وحدة الرسل عددًا من التحديات، بما في ذلك:
- الفقر: لا يزال الفقر مشكلة كبيرة في جنوب إفريقيا، ويؤثر على العديد من أعضاء الكنيسة.
- التمييز العنصري: على الرغم من التقدم الذي تم إحرازه، لا يزال التمييز العنصري يمثل مشكلة في جنوب إفريقيا.
- التحديات اللاهوتية: تواجه الكنيسة تحديات لاهوتية من حركات دينية أخرى.
- الانقسامات الداخلية: شهدت الكنيسة انقسامات داخلية في الماضي، وهناك دائمًا خطر حدوث انقسامات جديدة.
المستقبل
تتطلع كنيسة الرسلية في جنوب إفريقيا – وحدة الرسل إلى المستقبل بتفاؤل. تعتقد الكنيسة أن الله سيستمر في قيادتها وتمكينها لخدمة المجتمع الجنوب أفريقي. تلتزم الكنيسة بالتغلب على التحديات التي تواجهها، والاستمرار في النمو والتوسع.
تركز الكنيسة على تطوير قادة جدد، وتعزيز التعليم المسيحي، والوصول إلى المزيد من الناس بالإنجيل. كما تعمل الكنيسة على بناء علاقات أقوى مع الكنائس والمنظمات المسيحية الأخرى.
النمو والتوسع
شهدت كنيسة الرسلية في جنوب إفريقيا – وحدة الرسل نموًا مطردًا على مر السنين. بدأت الكنيسة كحركة صغيرة من المؤمنين، ولكنها نمت لتصبح كنيسة كبيرة ومؤثرة. يعزى نمو الكنيسة إلى عدد من العوامل، بما في ذلك التزامها بالكتاب المقدس، وإيمانها بالشفاء الإلهي، وعملها الدؤوب في خدمة المجتمع.
تتوقع الكنيسة أن تستمر في النمو والتوسع في المستقبل. تخطط الكنيسة لإنشاء كنائس جديدة في جميع أنحاء جنوب إفريقيا، والوصول إلى المزيد من الناس بالإنجيل. كما تعمل الكنيسة على تطوير برامج جديدة لمساعدة الفقراء والمهمشين.
مشاركة الشباب
تولي كنيسة الرسلية في جنوب إفريقيا – وحدة الرسل أهمية كبيرة لمشاركة الشباب. تعتقد الكنيسة أن الشباب هم مستقبل الكنيسة والمجتمع. لذلك، تستثمر الكنيسة في تطوير برامج للشباب لمساعدتهم على النمو في إيمانهم وتطوير مهاراتهم القيادية.
تشمل برامج الشباب في الكنيسة ما يلي:
- مجموعات الشباب: تجتمع مجموعات الشباب بانتظام للدراسة والصلاة والاجتماع.
- المؤتمرات الشبابية: تنظم الكنيسة مؤتمرات شبابية سنوية حيث يمكن للشباب أن يجتمعوا معًا للعبادة والتعلم.
- الخدمات التطوعية: تشجع الكنيسة الشباب على المشاركة في الخدمات التطوعية في المجتمع.
- المنح الدراسية: تقدم الكنيسة منحًا دراسية للشباب الذين يرغبون في متابعة التعليم العالي.
العمل المسكوني
تشارك كنيسة الرسلية في جنوب إفريقيا – وحدة الرسل في العمل المسكوني مع الكنائس المسيحية الأخرى. تعتقد الكنيسة أن المسيحيين يجب أن يعملوا معًا لتعزيز السلام والمصالحة والعدالة الاجتماعية.
تشارك الكنيسة في عدد من المبادرات المسكونية، بما في ذلك:
- مجلس الكنائس في جنوب إفريقيا: الكنيسة عضو في مجلس الكنائس في جنوب إفريقيا، وهي منظمة تمثل معظم الكنائس المسيحية في جنوب إفريقيا.
- الحوار بين الأديان: تشارك الكنيسة في الحوار بين الأديان مع أتباع الديانات الأخرى.
- العمل الاجتماعي: تتعاون الكنيسة مع الكنائس الأخرى في العمل الاجتماعي لمساعدة الفقراء والمهمشين.
خاتمة
كنيسة الرسلية في جنوب إفريقيا – وحدة الرسل هي كنيسة مسيحية حيوية ومتنامية. تلتزم الكنيسة بالكتاب المقدس، وإيمانها بالشفاء الإلهي، وعملها الدؤوب في خدمة المجتمع. تواجه الكنيسة عددًا من التحديات، ولكنها تتطلع إلى المستقبل بتفاؤل. تعتقد الكنيسة أن الله سيستمر في قيادتها وتمكينها لخدمة المجتمع الجنوب أفريقي.