<![CDATA[
حياته المبكرة ونشأته
ولد هيلل كوك في عام 1915 في ليتوانيا، ونشأ في عائلة صهيونية ملتزمة. كان ابن شقيق الحاخام أبراهام يتسحاق كوك، الحاخام الأكبر الأول لإسرائيل الانتدابية. تأثر كوك بشدة بأفكار الصهيونية التحريفية، وهي حركة قومية يهودية دعت إلى إنشاء دولة يهودية على جانبي نهر الأردن.
في شبابه، انضم كوك إلى حركة بيتار، وهي منظمة شبابية تابعة للصهيونية التحريفية، وأصبح ناشطًا في القضية الصهيونية. هاجر إلى فلسطين الانتدابية في عام 1930، حيث واصل نشاطه السياسي.
نشاطه خلال الحرب العالمية الثانية
مع تصاعد حدة الاضطهاد النازي لليهود في أوروبا، أدرك كوك الحاجة الملحة للعمل لإنقاذهم. في عام 1940، سافر إلى الولايات المتحدة لتعبئة الدعم للقضية. تحت اسم بيتر بيرجسون، بدأ حملة إعلامية واسعة النطاق لفضح الفظائع النازية وحشد الرأي العام الأمريكي للضغط على حكومة الولايات المتحدة لاتخاذ إجراءات.
أسس بيرجسون عدة لجان ومنظمات للترويج لجهوده، بما في ذلك:
- اللجنة الأمريكية لإنقاذ اليهود من أوروبا: سعت هذه اللجنة إلى زيادة الوعي بالمحرقة وحث الحكومة الأمريكية على اتخاذ خطوات لإنقاذ اليهود الأوروبيين.
- اللجنة العبرية للتحرر الوطني: سعت هذه اللجنة إلى إنشاء جيش يهودي مستقل لمحاربة النازيين.
- معهد الشؤون الشرق أوسطية: ركز هذا المعهد على تعزيز فهم أفضل لقضايا الشرق الأوسط في الولايات المتحدة.
استخدم بيرجسون تكتيكات إعلانية مبتكرة لجذب انتباه وسائل الإعلام والجمهور الأمريكي. نظمت مجموعته مسيرات ومظاهرات عامة، ونشرت إعلانات في الصحف الكبرى، وأقامت علاقات مع أعضاء الكونجرس والشخصيات المؤثرة الأخرى.
أثارت جهود بيرجسون جدلاً كبيرًا داخل المجتمع اليهودي الأمريكي. اتهمته بعض المنظمات اليهودية الرئيسية، مثل اللجنة اليهودية الأمريكية، بتقويض جهودها الخاصة والعمل بشكل مستقل. جادلوا بأن تكتيكاته كانت مبالغ فيها وأنها قد تؤدي إلى نتائج عكسية.
على الرغم من الجدل، كان لجهود بيرجسون تأثير كبير على الرأي العام الأمريكي. ساعد في زيادة الوعي بالمحرقة والضغط على الحكومة الأمريكية لاتخاذ إجراءات. في عام 1944، أنشأ الرئيس فرانكلين روزفلت مجلس إنقاذ اللاجئين، وهي وكالة حكومية مكلفة بإنقاذ ضحايا الاضطهاد النازي.
الخلافات والانتقادات
واجهت جهود بيرجسون العديد من الخلافات والانتقادات. اتهمه البعض بتقويض جهود المنظمات اليهودية القائمة والعمل بشكل مستقل دون التنسيق مع القيادة اليهودية. كما اتُهم بتضخيم الحقائق واستخدام تكتيكات إعلانية مثيرة لجذب الانتباه.
بالإضافة إلى ذلك، أثارت علاقات بيرجسون ببعض الشخصيات اليمينية المتطرفة في الولايات المتحدة انتقادات. اتهمه البعض بالتعاطف مع الأيديولوجيات الفاشية، وهو ما نفاه بشدة.
على الرغم من الخلافات، يرى العديد من المؤرخين أن جهود بيرجسون كانت حاسمة في زيادة الوعي بالمحرقة والضغط على الحكومة الأمريكية لاتخاذ إجراءات. يجادلون بأنه كان قوة دافعة للتغيير وأن تكتيكاته الجريئة ساعدت في إنقاذ حياة العديد من اليهود الأوروبيين.
ما بعد الحرب
بعد الحرب العالمية الثانية، واصل بيرجسون نشاطه السياسي. عاد إلى فلسطين وشارك في حرب الاستقلال الإسرائيلية عام 1948. بعد إنشاء دولة إسرائيل، شغل مقعدًا في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) كعضو في حزب حيروت، وهو حزب سياسي مرتبط بالصهيونية التحريفية.
في وقت لاحق من حياته، أصبح بيرجسون رجل أعمال وفاعل خير. توفي في عام 2001 عن عمر يناهز 86 عامًا.
إرثه
لا يزال إرث هيلل كوك/بيتر بيرجسون موضوع نقاش وجدل. يعتبره البعض بطلاً ساهم في إنقاذ اليهود من المحرقة، بينما ينتقده آخرون بسبب تكتيكاته المثيرة للجدل وعلاقاته المشبوهة.
بغض النظر عن وجهة النظر، لا يمكن إنكار أن بيرجسون كان شخصية مؤثرة في التاريخ اليهودي والأمريكي. لقد لعب دورًا مهمًا في زيادة الوعي بالمحرقة والضغط على الحكومة الأمريكية لاتخاذ إجراءات. يظل عمله بمثابة شهادة على قوة النشاط السياسي وأهمية الوقوف في وجه الظلم.
خاتمة
كان هيلل كوك، المعروف أيضًا باسم بيتر بيرجسون، شخصية بارزة ومثيرة للجدل في الحركة الصهيونية التحريفية وخلال الحرب العالمية الثانية. بذل جهودًا كبيرة لإنقاذ اليهود الأوروبيين من المحرقة من خلال حملات إعلامية واسعة النطاق في الولايات المتحدة. على الرغم من الخلافات والانتقادات التي واجهها، إلا أن إرثه يظل موضوع نقاش، حيث يعتبره البعض بطلاً والبعض الآخر ينتقده بسبب تكتيكاته. بغض النظر عن الرأي، لا يمكن إنكار تأثيره على الرأي العام الأمريكي والجهود المبذولة لإنقاذ ضحايا الاضطهاد النازي.