غاري جينسلر (Gary Gensler)

نشأته وتعليمه

ولد غاري جينسلر في بالتيمور، ماريلاند، ونشأ في عائلة من الطبقة العاملة. حصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة بنسلفانيا عام 1978، ثم حصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من كلية وارتون للأعمال بجامعة بنسلفانيا عام 1979. خلال فترة دراسته، أظهر جينسلر اهتمامًا كبيرًا بالمالية والاقتصاد، مما مهد الطريق لمسيرته المهنية اللاحقة.

مسيرته المهنية في غولدمان ساكس

بدأ جينسلر مسيرته المهنية في بنك غولدمان ساكس عام 1979، حيث عمل في قسم الصفقات المصرفية. صعد بسرعة في سلم الشركة، وأصبح شريكًا في عام 1994. خلال عمله في غولدمان ساكس، اكتسب جينسلر خبرة واسعة في مجالات مختلفة، بما في ذلك عمليات الاندماج والاستحواذ، وأسواق الدين، والأسهم. ترك جينسلر غولدمان ساكس في عام 1997.

العمل في الحكومة

بعد تركه غولدمان ساكس، بدأ جينسلر مسيرة مهنية في الحكومة. عمل في وزارة الخزانة الأمريكية في عهد الرئيس بيل كلينتون، حيث لعب دورًا في صياغة سياسات إدارة الأزمات المالية. في عام 2009، عينه الرئيس باراك أوباما رئيسًا للجنة تداول السلع الآجلة (CFTC). خلال فترة ولايته، أشرف جينسلر على تنفيذ العديد من الإصلاحات التنظيمية التي تهدف إلى تعزيز الاستقرار المالي وتقليل المخاطر في الأسواق المالية. كان جينسلر صوتًا بارزًا في الدعوة إلى تنظيم أكثر صرامة للأسواق المشتقة.

رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات (SEC)

في عام 2021، رشح الرئيس جو بايدن جينسلر لرئاسة لجنة الأوراق المالية والبورصات (SEC). تم تأكيد تعيينه من قبل مجلس الشيوخ في أبريل 2021. منذ توليه منصبه، ركز جينسلر على عدة أولويات، بما في ذلك حماية المستثمرين، وتعزيز الامتثال لقوانين الأوراق المالية، وتنظيم أسواق العملات المشفرة، وتعزيز المنافسة في الأسواق المالية. أثار نهجه الصارم تجاه تنظيم العملات المشفرة جدلاً واسعًا في الصناعة، حيث اتهمته بعض الشركات بالتقاعس عن توفير إطار تنظيمي واضح للعملات المشفرة. في المقابل، دافع جينسلر عن موقفه، مشيرًا إلى الحاجة إلى حماية المستثمرين من الاحتيال والتلاعب.

تنظيم العملات المشفرة

أصبح تنظيم العملات المشفرة من أهم أولويات جينسلر كرئيس للـ SEC. يعتقد جينسلر أن العديد من العملات المشفرة هي أوراق مالية ويجب أن تخضع لقوانين الأوراق المالية الفيدرالية. وقد اتخذت الـ SEC إجراءات تنفيذية ضد العديد من شركات العملات المشفرة، متهمة إياها ببيع أوراق مالية غير مسجلة. أثار هذا النهج انتقادات من قبل بعض أعضاء الصناعة الذين يقولون إن الـ SEC لا توفر إرشادات واضحة حول كيفية امتثال الشركات لقوانين الأوراق المالية. ومع ذلك، يصر جينسلر على أن الـ SEC ملتزمة بتطبيق القوانين الحالية وحماية المستثمرين.

إصلاحات وول ستريت

لعب جينسلر دورًا رئيسيًا في صياغة وتنفيذ قانون دود-فرانك لإصلاح وول ستريت وحماية المستهلك بعد الأزمة المالية في عام 2008. يهدف هذا القانون إلى تنظيم الأسواق المالية بشكل أكثر صرامة، وتقليل المخاطر، وحماية المستهلكين. خلال عمله في لجنة تداول السلع الآجلة، أشرف جينسلر على تنفيذ العديد من أحكام قانون دود-فرانك، بما في ذلك تنظيم المشتقات خارج البورصة. يعتبر هذا العمل إنجازًا هامًا في مسيرته المهنية.

المواقف السياسية

يعتبر جينسلر ديمقراطيًا تقدميًا. يؤيد سياسات تهدف إلى تنظيم الأسواق المالية بشكل أكثر صرامة، وتعزيز حماية المستهلك، ومعالجة عدم المساواة في الدخل. كما أنه يؤيد جهود مكافحة تغير المناخ. غالبًا ما يظهر جينسلر في وسائل الإعلام لمناقشة القضايا المتعلقة بالأسواق المالية والتنظيم الحكومي. يتمتع جينسلر بسمعة طيبة كشخصية ذكية ومثقفة، وهو معروف بقدرته على شرح القضايا المالية المعقدة بطريقة واضحة وموجزة.

انتقادات

واجه جينسلر بعض الانتقادات خلال مسيرته المهنية. تعرض لانتقادات من قبل بعض أعضاء الصناعة بسبب نهجه الصارم تجاه تنظيم العملات المشفرة. اتهمه البعض بالإفراط في التدخل في الأسواق المالية وتقويض الابتكار. في المقابل، دافع جينسلر عن قراراته، مشيرًا إلى الحاجة إلى حماية المستثمرين من المخاطر والمخاطر المحتملة. بالإضافة إلى ذلك، تعرض جينسلر لانتقادات بسبب علاقاته مع بعض الشركات المالية الكبرى، على الرغم من أنه يؤكد أنه يعمل في مصلحة الجمهور.

إسهاماته

يُعتبر غاري جينسلر شخصية بارزة في عالم التمويل. قدم مساهمات كبيرة في تنظيم الأسواق المالية وإصلاحها. يتمتع جينسلر بخبرة واسعة في مجالات مختلفة، بما في ذلك عمليات الاندماج والاستحواذ، وأسواق الدين، والأسهم، والعملات المشفرة. دوره في تنفيذ قانون دود-فرانك وإشرافه على تنظيم العملات المشفرة هما من أبرز إنجازاته. لقد عمل جينسلر على حماية المستثمرين وتعزيز الشفافية في الأسواق المالية. يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه صوت مؤثر في السياسة المالية الأمريكية.

مستقبله

من غير المؤكد إلى متى سيستمر غاري جينسلر في منصب رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات. يعتمد مستقبله المهني على العديد من العوامل، بما في ذلك التغييرات السياسية والظروف الاقتصادية. بغض النظر عن مستقبله، فمن المؤكد أن جينسلر ترك بصمة كبيرة في عالم التمويل. من المتوقع أن يستمر في التأثير على السياسات واللوائح المالية في السنوات القادمة.

خاتمة

غاري جينسلر هو شخصية مؤثرة في عالم التمويل، يتمتع بخبرة واسعة في تنظيم الأسواق المالية. شغل مناصب قيادية في الحكومة الأمريكية، بما في ذلك رئيس لجنة تداول السلع الآجلة ورئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات. لعب دورًا رئيسيًا في إصلاحات وول ستريت بعد الأزمة المالية في عام 2008. يركز حاليًا على تنظيم العملات المشفرة وحماية المستثمرين. يعتبر جينسلر شخصية مثيرة للجدل، ولكن إسهاماته في عالم التمويل لا يمكن إنكارها.

المراجع

“`